المفاوض النووي الإيراني يعلن عن تبادل رسائل مع واشنطن.. بوساطة قطرية

قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كني، إن "المفاوضات في إطار تبادل الرسائل غير المباشرة بين طهران والولايات المتحدة الأميركية مستمرة".

وقد نشر موقع "إرنا '' الإخباري الرسمي، اليوم الأحد، مقابلة أجراها باقري مع قناة "المنار" اللبنانية، حيث حاول طمأنة المواطنين بأن فرصة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 لم تضع وأن المحادثات جارية.

وتواجه إيران العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تفاقمت في الأشهر الستة الماضية، حيث فشلت 18 شهرًا من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في تحقيق نتيجة، ووجهت الاحتجاجات الشعبية ضربة أخرى لموقف طهران السياسي.

وفي السياق، أعلنت إدارة بايدن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن تركيزها قد تحول من القضية النووية إلى دعم حقوق المحتجين الإيرانيين، وظهرت أجواء سلبية متزايدة حول فرص أي محادثات جديدة.

ومن جهته قال باقري: "في العام ونصف العام الماضيين عندما كانت المحادثات تجري، ربما تكون وتيرة المفاوضات قد زادت وانخفضت في بعض الأحيان، لكنها كانت مستمرة". وأضاف: "تجري الآن محادثات أيضا في إطار تبادل الرسائل بين الجانبين".

هذا ولم تنف إدارة بايدن صراحة تبادل الرسائل مع طهران.

وذكرت "إيران إنترناشيونال" في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن وزارة الخارجية الأميركية لم تنف المعلومات التي حصلت عليها القناة بأن المبعوث الأميركي إلى إيران، روبرت مالي، عقد اجتماعا في نيويورك مع سفير طهران لدى الأمم المتحدة.

ورداً على الأسئلة التي طرحتها "إيران إنترناشيونال" في 17 يناير الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس: "لدينا الوسائل لإيصال رسائل محددة وحازمة إلى إيران عندما يكون ذلك في مصلحة أميركا".

لا يزال ما دار في اجتماعات مالي مع الإيرانيين غير واضح، لكن قضية الأميركيين المحتجزين كرهائن في طهران أو القضايا الإقليمية كلها متداخلة مع المفاوضات النووية.

وفي أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، أخبر الرئيس جو بايدن مواطنًا سأله عن المحادثات النووية خلال إحدى فعاليات الحملة الانتخابية أن "الاتفاق النووي قد مات". وعلق باقري على ذلك قائلا إن المسؤولين الأميركيين تحدثوا عن ذلك لاحقًا- في إشارة إلى التعليقات التي تفيد بأن الدبلوماسية ستستمر- و"يتم تبادل الرسائل عمليًا".

كما لم ينف باقري أن قطر تلعب دور الوساطة.

ولم يكن ما قاله كبير المفاوضين الإيرانيين بشأن المحادثات النووية أو العلاقات المتوترة بشكل متزايد مع الغرب شيئاً جديداً. وكرر باقري تصريحات المرشد علي خامنئي واتهامه للغرب بالتحريض على الاحتجاجات في إيران.

وجدد باقري التأكيد على أن أهم "خط أحمر لإيران هو موضوع الضمانات، وذلك بأن يفي الطرف الآخر بالتزاماته في حال التوصل إلى اتفاق".

يذكر أن طهران طوال المحادثات، كانت تصر على تلقي ضمانات من الولايات المتحدة بأنها لن تنسحب من الاتفاق، كما فعل ذلك الرئيس دونالد ترامب عام 2018. وتصر طهران أيضًا على أنها يجب أن تحصل على الفوائد الاقتصادية بمجرد رفع العقوبات.

لكن فيما يتعلق بمسألة العقوبات، بدا أن باقري يطالب فقط برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة ترامب، ولم يشر إلى العديد من العقوبات الجديدة التي فرضتها الإدارة الحالية على الشركات والأفراد.

يشار إلى أن طهران، التي تواجه أزمة اقتصادية متفاقمة وانتفاضة شعبية، تريد أن تبعث هالة من الأمل والتصريحات الإيجابية حول فرص الحوار مع الغرب، تستهدف في الغالب المواطنين في الداخل والذين يفقدون الأمل في المستقبل.