استمرار الدعم العالمي لانتفاضة الشعب الإيراني وتأكيد النظام على الانتقام من الغرب

هدد النظام الإيراني الغرب برد فعل مضاد بعد أن أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا لدعم انتفاضة الإيرانيين يصنف فيه الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وأعلن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأسترالي أن بلاده مستعدة للنظر في إجراء مماثل حيال الحرس الثوري.

وقالت سارة هنسون يونغ، عضوة مجلس الشيوخ الأسترالي، لمراسل "إيران إنترناشيونال": "نعلم أن الجالية الإيرانية في أستراليا تريد تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. بما أننا بحاجة إلى القيام بمزيد من الإجراءات، فنحن على استعداد تام لمناقشة هذه المسألة في البرلمان ومع الحكومة".

كما تحدثت إيفين إنجير، ممثلة السويد في البرلمان الأوروبي، لـ "إيران إنترناشيونال" حول إمكانية إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب التابعة لدول الاتحاد الأوروبي: "أظهر التاريخ أنه كلما كان ممثلو البرلمان الأوروبي متحدين، فإن دول الاتحاد لم تكن قادرة على تجاهل رغبات البرلمان".

ومع استمرار المطالب العالمية بزيادة الدعم للمتظاهرين الإيرانيين، أشارت مجلة "وايرد" في تقرير لها إلى استياء بعض الجماعات الحقوقية، وممثلي الكونغرس الأميركي، وموظفي غوغل ومايكروسوفت، من مستوى دعم هذه الشركات للمتظاهرين الإيرانيين والإجراءات المستقلة للخبراء الإيرانيين في هذه الشركات لمواجهة الرقابة على الإنترنت من قبل النظام الإيراني.

وفقًا لهذا التقرير، أشار خبراء إيرانيون من غوغل و مايكروسفت، إلى كيفية دعم هذه الشركات لأوكرانيا، مؤكدين أن شركات التكنولوجيا الكبيرة يمكنها اتخاذ المزيد من الإجراءات لدعم المحتجين الإيرانيين.

من ناحية أخرى، تعرضت مؤسسة تابعة للنظام الإيراني مرة ثانية، لهجوم إلكتروني. وأعلنت مجموعة القرصنة "بلاك رويوارد" أنها اخترقت موقع جامعة "إمام صادق" وتمكنت من الوصول إلى وثائق ومعلومات هذه الجامعة.

وفي حين أن رد فعل النظام الإيراني على انتفاضة الشعب لم يكن سوى قمع ورقابة واسعين، بدأ بعض المسؤولين ينتقدون هذه الممارسة. وقال جليل رحيمي جهان أبادي، ممثل تربت جام، للسلطات: "تريدون تقييد الإنترنت، وتقييد إنستغرام، وواتس آب، وتلغرام، عليكم أن تقطعوا الكهرباء أيضًا".

كما حذر مرتضى محمودوند، عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، من أن "الإجماع العالمي ضد الجمهورية الإسلامية آخذ في الاتساع".

لكن وزير الداخلية، أحمد وحيدي، وصف احتجاجات الأشهر الأربعة الماضية بأنها ناتجة عن "أسلوب الحياة الخاطئ"، وقال إن دور الأسرة في حياة بعض المحتجين "تضاءل واعتبروا أنفسهم مستقلين".

كما أعلن علي رضا سليمي، عضو هيئة رئاسة البرلمان أن البرلمان سيعقد جلسة مغلقة الأحد بحضور قائد الحرس الثوري ووزير الخارجية، للنظر في "رد حاسم" من قبل البرلمان على قرار الأوروبيين بشأن تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.

ووصف وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، في مكالمة هاتفية مع نظيره السويدي موافقة البرلمان الأوروبي على القرار الذي يعتبر الحرس الثوري كيانا إرهابيا، بأنه عمل "مخرب" وقال: "لا ينبغي السماح بتأثر العلاقات التاريخية بين البلدين ببعض الأشخاص".

وردا على قرار البرلمان الأوروبي ضد الحرس الثوري، قال محسن رضائي، المساعد الاقتصادي لإبراهيم رئيسي: "زعماء أوروبا الأقزام والضعفاء هم أبواق جيش أميركا المهزوم، وإذا لم يعيدوا النظر في سياساتهم، فإنهم سوف يندمون بالتأكيد".

كما ردت النائبة زهرا شيخي على موافقة البرلمان الأوروبي على تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية وقالت: "على أوروبا أن تشيد بالحرس الثوري الإيراني لسلامة سفنها في مضيق هرمز. جواب الصفعة هو صفعة".

وقال خطيب جمعة طهران، محمد جواد حاج علي أكبري، عن إعلان البرلمان الأوروبي للحرس الثوري الإيراني إرهابيا: "شعبنا يحب الحرس الثوري الإيراني، والنظام الإسلامي سيقدم ردودًا قوية ومتناسبة على هذه الخطوة".