اشتداد الصراع على النفوذ داخل البرلمان الإيراني.. والمتطرفون يتوعدون النواب الحاليين

كثفت وسائل إعلام النظام، هجماتها على بعض القوى التي دخلت البرلمان، على الرغم من أن خامنئي، طلب من أنصاره عدم إفساد "حلاوة البرلمان الجديد"، فيما يبدو أنه صراع مبكر على بسط السيطرة والنفوذ على البرلمان.

وفي أحدث تحركاتها، أطلقت وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني، الجمعة، حملة بعنوان "طلب عدم الموافقة على أوراق اعتماد حميد رسائي في البرلمان الثاني عشر".

وكتبت هذه الوكالة عبر حسابها على "تلغرام" عن سبب إطلاق مثل هذه الحملة: "كان حميد رسائي قد وجه مؤخرا اتهامات ضد برلمانيين، ما أثار ردود فعل لدى البعض".

وردا على إطلاق مثل هذه الحملة، كتب رسائي على شبكة التواصل الاجتماعي X: "بعد إهانات صحيفة "جوان" ووكالة "تسنيم" للأنباء، نشرت وكالة أنباء "فارس" منشورا وطالبت برفض أوراق اعتماد حميد رسائي . لو كان طالب العلوم الدينية هذا يخاف من هذه العبارات لما وصل إلى ما هو عليه الآن".

وتساءل هذا الرجل الأصولي المتشدد، في أي منطقة محرمة دخل: "وأي كرسي أزاحه حتى ترتبكون بهذا الشكل؟! ومن أين تتلقى وسائل الإعلام هذه خطوطها؟".

هذا وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد رحب، الخميس، بتشكيلة البرلمان الجديد وقال: "إن ما يمكن أن يفسد حلاوة البرلمان الجديد هو الكلام المثير للجدل والمشاجرات والخلافات التي يرغب فيها العدو".

ويأتي حديث خامنئي عن "حلاوة" انتخابات 1 مارس(آذار) في حين أن نسبة المشاركة في انتخابات الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، والدورة الـ12 للبرلمان الإيراني، كانت الأدنى في تاريخ نظام الجمهورية الإسلامية، لكن المرشد لم يذكر في خطابه هذا الانخفاض غير المسبوق في المشاركة.

وبعد إجراء الانتخابات البرلمانية في فبراير 2020 ومشاركة 42 بالمائة من الشعب، وهي أدنى نسبة مشاركة في تاريخ النظام الإيراني حتى ذلك الحين، أرجع خامنئي حملة المقاطعة إلى الأعداء، واعتبر مشاركة الشعب في الانتخابات بمثابة فشل للمعارضين.

وقد تزايدت في الأيام الأخيرة الخلافات بين وسائل الإعلام الرسمية وبعض النواب الجدد.

وهاجمت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، رسائي، الحائز على المركز الثاني في انتخابات برلمان طهران، مطالبة إياه بالكف عن الانقسام والجرأة ووهم السلطة ورئاسة البرلمان.

وقال رسائي بعد فوزه بالانتخابات، في إشارة إلى الخلافات بين النواب: "أتمنى في الفترات المقبلة ألا يترقى أحد في مجال السياسة بالعلاقات الأسرية والتقرب من الشخصيات وحمل الحقائب دون أن يمتلك المؤهلات اللازمة".

وأضاف دون أن يذكر أحدا: "أولئك الذين كانوا الخيار الأول لشعب طهران قبل أربع سنوات، انخفض في هذه الانتخابات ثلثا أصواتهم، وهذا الانخفاض بمقدار الثلثين لديه رسالة لهذا البرلمان".

ولم يحصل محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الحالي، إلا على 447 ألف صوت في الانتخابات البرلمانية التي جرت في طهران، ولم يحتل مرتبة أفضل من المركز الرابع.

وكان قاليباف قد دخل البرلمان عام 2020 بأكثر من مليون و200 ألف صوت كأول شخص من طهران وحظي بتأييد خامنئي.

وحصل أمير حسين ثابتي، المذيع في التلفزيون الإيراني، وحميد رسايي، الشخصية المتطرفة في جبهة الصمود(بايداري)، على أصوات أكثر من قاليباف، وهو ما يعد علامة على تراجع سلطة الرئيس الحالي للبرلمان.

وخلال السنوات الأخيرة، تردد اسم قاليباف فيما يتعلق بعدة قضايا فساد، وفي الشهر الماضي تم الكشف عن طلب ابنه للحصول على الإقامة الدائمة في كندا.