الرواتب المتدنية وظروف العمل السيئة تضاعف حالات الانتحار بين الطواقم الطبية في إيران

قال المساعد التعليمي والبحثي للنظام الطبي في إيران، بابك شكارجي، إن العام الإيراني الجاري (بدأ في 21 مارس/آذار الماضي) شهد تسجيل 16 حالة انتحار بين مساعدي الأطباء في إيران.

وأشار المسؤول الطبي الإيراني إلى تزايد حالات الانتحار بين العاملين في القطاع الطبي، وقال إن الأسبوع الماضي وحده تم تسجيل 3 حالات انتحار بين مساعدي الأطباء.

وكانت صحيفة "اعتماد" قد كشفت في تقرير لها، الأربعاء 17 يناير (كانون الثاني)، عن مصادر طبية بوقوع 14 حالة "وفاة مشبوهة" بين مساعدي الأطباء منذ سبتمبر (أيلول) الماضي وحتى الآن، موضحة أن حالات الوفاة هذه قد تكون "نتيجة للانتحار".

وأوضحت الصحيفة أن ضغوط العمل الكثير، والرواتب المتدنية، والسلوك غير المناسب من قبل المسؤولين الكبار تجاه هؤلاء الأفراد، وكذلك إجبارهم على تقديم ووثائق مكلفة كشرط لاستمرار في عملهم، هي من أسباب الكآبة والانتحار بين هؤلاء العاملين في القطاع الطبي.

وقالت "اعتماد" إن الطب العدلي لم يعلن نتيجة أسباب الوفاة الدقيقة لهؤلاء الأفراد .

وذكر المساعد التعليمي والبحثي للنظام الطبي في إيران، بابك شكارجي، أن الأرقام الحقيقية لانتحار مساعدي الأطباء قد تكون أكبر مما يتم الإعلان عنه في وسائل الإعلام.

وانتقد المسؤول الطبي الظروف السيئة التي يعيشها هؤلاء الأفراد، وقال: "هؤلاء الشباب لا تتم تلبية احتياجاتهم المالية، كما أنهم لو أرادوا الانسحاب من عملهم فإنهم سيواجهون مشكلات جمة، لأن الحكومة قد حددت تكاليف باهظة لمن يريد الانسحاب من هذه التخصصات. هذه الضغوط والظروف السيئة جعلت هؤلاء الشباب يشعرون بأنهم وصلوا إلى طريق مسدود ما يدفعهم للتفكير بالانتحار والإقدام عليه".

وفي يوليو (تموز) الماضي قال ممثل مساعدي الأطباء في النظام الطبي، علي سلحشور، إن المشكلات المعيشية هي الأزمة الرئيسية التي يعاني منها هؤلاء الأفراد، مؤكدا أن الراتب الذي يتقاضاه الطبيب المتخصص في المستشفيات الحكومية لا يكفي لسداد حاجاته الأساسية.

كما كتب موقع "تجارت نيوز" الإخباري قبل أسبوع أن الأزمات التي تواجه المتخرجين من النظام الطبي في إيران "لا تعد ولا تحصى"، وقال إن الكثير من هؤلاء المتخرجين لا يرغبون في العمل داخل إيران، ويقررون الهجرة من البلاد.