بعد اعتقالهما 17 شهرًا لكشفهما قضية "مهسا أميني".. اتهام جديد ضد الصحفيتين حامدي ومحمدي

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية فتحها ملفًا قضائيًا جديدًا ضد الصحفيتين: إلهه محمدي ونيلوفر حامدي، بعد يوم من الإفراج عنهما، وذلك بتهمة "عدم ارتداء الحجاب" وانتشار صور لهما دون الحجاب بعد خروجهما من السجن.

وكانت الصحفيتان تم الإفراج عنهما أمس، الأحد، بكفالة مالية بعد 17 شهرًا من السجن؛ إثر اعتقالهما؛ بسبب تغطيتهما خبر مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق عام 2022.

وكتبت وكالة "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني اليوم، الإثنين، تعليقًا على الموضوع: "انتشرت يوم أمس صور دون ارتداء الحجاب للمتهمتين في قضايا أمنية: حامدي ومحمدي بعد الإفراج عنهما بشكل مؤقت، وعقب هذا الأمر تم فتح ملف جديد ضدهما في محكمة الثورة بطهران".

وقامت السلطات الإيرانية بإطلاق سراح الصحفيتين المعتقلتين: إلهه محمدي ونيلوفر حامدي، مؤقتًا من سجن إيفين يوم أمس، الأحد، بعد دفع كفالة مالية قدرها 10 مليارات تومان لكل منهما.

وحكم القضاء على إلهه محمدي بالسجن 12 سنة، منها 6 سنوات نافذة، وعلى نيلوفر حامدي بالسجن 13 سنة، منها 7 سنوات نافذة.

واعتُقِلت نيلوفر حامدي، من منزلها، في 22 سبتمبر 2022؛ بسبب تقريرها عن حالة مهسا أميني من المستشفى. وبعد أسبوع، تم اعتقال إلهه محمدي، مراسلة صحيفة "هم ميهن"، في مدينة سقز، لنشرها تقارير عن جنازة مهسا أميني.

وحسبما جاء في وكالة "ميزان"، فإن الإفراج عن الصحفيتين بعد 17 شهرًا من السجن يأتي بشكل مؤقت، إلى أن يتم صدور حكمهما النهائي من محكمة الاستئناف، وقد مُنعتا من السفر خارج البلاد حتى ذلك الحين.

وأثار خبر الإفراج عن الصحفيتين موجة من ردود الأفعال على الصعيدين المحلي والدولي، فقد وصف الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كريستوف ديلوار، الإفراج المؤقت عن الصحفيتين بأنها "أخبار مفرحة"، وكتب أن المنظمة ستواصل عملها من أجل الصحفيين الذين مازالوا رهن الاحتجاز في إيران.

وانتقدت جمعية الصحفيين في محافظة طهران الكفالة الباهظة المفروضة على الصحفيتين، وذكرت أنها مستبشرة بالحرية المؤقتة لهاتين الصحفيتين، وتأمل في إسقاط الحكم الصادر بحقهما في محكمة الاستئناف، وأن تصبح الحرية المؤقتة حريتهما الدائمة.

كما أعربت هذه الجمعية عن أملها في أن تشمل عملية الإفراج الصحفيين المسجونين الآخرين، وأن يتم إطلاق سراح جميهم من سجون النظام.

ورحب والد مهسا أميني، في رسالة إلى حامدي ومحمدي، بإطلاق سراحهما، وكتب: "خبر إطلاق سراحكما بعد 400 يوم من المعاناة في السجن أسعدنا جميعًا وأثلج صدورنا".

وكانت إدانة القضاء الإيراني للصحفيتين أثارت انتقادات واسعة؛ حيث وصف منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، شريف منصور، إدانة نيلوفر حامدي وإلهه محمدي بالـ "مزحة"، وهي شهادة واضحة على انتهاك حرية التعبير، والجهود اليائسة التي تبذلها إيران لتجريم الصحافة.

وقد صنفت لجنة حماية الصحفيين، النظام الإيراني، بأنه "أسوأ سجن للصحفيين في العالم" في عام 2022.

وكتب محمد حسين آجرلو، زوج نيلوفر حامدي، على منصة (X) للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقًا): "هذه الأحكام هي نتيجة الأنشطة الصادقة والمشرفة لنيلوفر حامدي وإلهه محمدي، والآن، في حادث مثير للسخرية، حُكِمَ عليهما أيضًا بحظر العمل كصحفيتين، بالإضافة إلى 25 عامًا من السجن".

كما قال سعيد بارسائي، زوج إلهه محمدي، لقناة تلغرام (امتداد): "أكدنا منذ اليوم الأول أن الاتهامات الموجهة لم تكن مبنية على أي مستند، واستندت فقط إلى مفاهيم خاطئة كانت موجودة في الأجهزة الأمنية، ولم تتنازل عنها".