صحف إيران: الفساد تضاعف مع حكومة رئيسي وحل المشكلات الاقتصادية لن يتم دون اتفاق نووي

ملفات الفساد والأزمة السياسية والاقتصادية الناجمة عن العقوبات الغربية على إيران والعزلة الدولية، هي محور القضايا التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 21 ديسمبر (كانون الأول).

صحف عدة أشارت إلى ضعف إدارة البلاد تحت قياد الحكومة الأصولية برئاسة إبراهيم رئيسي، وتواطؤ البرلمان وباقي مؤسسات الدولة مع هذه الحكومة المقربة من المرشد علي خامنئي.

صحيفة "جمهوري إسلامي" ذكرت أن الحكومة ومسؤوليها كانوا يعدون بمحاربة الفساد والقضاء عليه عند مجيئهم إلى الحكم، لكن ما رأيناه كان عكس ذلك تماما، حيث تضاعفت أشكال الفساد وأصبحت أكثر تعقيدا.

صحيفة "سازندكي" انتقدت صمت رئيس البرلمان الأصولي، محمد باقر قاليباف، حيال ملف الفساد الأخير، بعد أن كان يدعي بأنه من أنصار الفقراء والمعوزين في إيران، واتهم الحكومة السابقة بالفساد وأنها تحمي الأقلية الفاسدة وتغطي على فسادها.

في شأن آخر نقلت صحيفة "ستاره صبح" كلام الخبير السياسي، علي بيكدلي، الذي قال إن الحكومة أدركت أنها عاجزة عن إدارة البلاد في ظل العقوبات الأميركية وعدم تفعيل الاتفاق النووي، الذي اعتبره مكسبا كبيرا لإيران تحقق في عهد الحكومة السابقة.

صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية نقلت كلام النائب في البرلمان الإيراني، علي فيروز جائي، الذي أشار إلى عقوبات بريطانيا الجديدة على مسؤولين في إيران، واعتبر هذه العقوبات بأنها سلوك معاد من لندن، ويجب على طهران الرد بالمثل.

وأوضح فيروز جائي أن الإجراء الذي اتّخذته لندن بفرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين هو أمر غير قانوني على الإطلاق، وتصرّف خبيث ليس له أي أساس قانوني.

على صعيد الحرب في غزة تطرق عدد من الصحف إلى احتمالية التوصل إلى اتفاق هدنة جديدة قبل بدء عطلة العام الميلادي الجديد.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، تناولت كلام زعيم جماعة الحوثي في اليمن عبد الملك الحوثي، وعنونت في مانشيتها بكلامه قائلة: "نحن نعشق الحرب مع أميركا وإسرائيل".

كما لفتت الصحيفة إلى كلام الحوثي الذي طالب فيه الدول العربية التي تملك حدودا مع إسرائيل بفتح الطريق أمام مقاتلي الحوثي للذهاب إلى إسرائيل ومحاربتها، متجاهلا أن الأطراف الأخرى لما يسمى محور المقاومة تنتشر في سوريا ولبنان والعراق وهي بإمكانها الوصل بريا إلى إسرائيل لو أرادت ذلك.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"جمهوري إسلامي": الحكومة فشلت في تحقيق وعدها بالقضاء على الفساد

أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى الشعارات التي كان ولا يزال المسؤولون في الحكومة الحالية بإيران يرفعونها، ويدعون بأن الفساد سينتهي بمجرد وصولهم للحكم وتولي الإدارة.

وذكرت أن مسؤولي الحكومة كانوا يزعمون أن المشكلات في البلد هي نتيجة "غباء" المسؤولين السابقين، وليس بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وكانوا يعتبرون محاولات ترميم العلاقة مع دول العالم بأنها "استجداء" للغرب.

وأضافت الصحيفة: "اليوم باتوا يرون رأي العين الصعوبات التي تواجهها البلاد بسبب سوء العلاقة مع العالم"، وقالت إن قضية الهجوم السيبراني على محطات الوقود وتعطيل المئات منها هي آخر مثال على عجز السلطات عن الإدارة والتحكم في الأوضاع.

"سازندكي": صمت البرلمان ورئيسه تجاه قضية "فساد الشاي"

صحيفة "سازندكي" لفتت إلى صمت البرلمان الإيراني ورئيسه محمد باقر قاليباف تجاه ملف الفساد الأخير، وقالت إن قاليباف كان يدعي أثناء المنافسات الانتخابية أنه من أنصار الطبقة العاملة والفقراء في إيران، ويزعم أن هناك 4 في المائة هم الذين يعتبرون من أهل الفساد، وأن 96 في المائة هم من العمال والطبقة والوسطى، وأنه يعد نفسه منهم.

وكتبت الصحيفة: "رأينا اليوم كيف التزم قاليباف الصمت حيال ملف الفساد الكبير في قطاع الشاي، وهذا يعكس الطرف الذي يناصره ويمثله في الحقيقة"، مضيفة: "كم هي الشعارات التي رُفعت ثم ثبت عكسها؟"

"ستاره صبح": حكومة رئيسي اكتشفت أنه لا يمكن إدارة البلاد دون الاتفاق النووي

قال الخبير السياسي، علي بيكدلي، إن التيار المتشدّد في إيران يقف مانعًا أمام إحياء الاتفاق النووي، وأنه لا يريد للبلاد أن تبني علاقات مع الغرب، ويحمّلها أعباء كبيرة.

وأضاف بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية أن إنجازات الاتفاق النووي لا يمكن إنكارها، لأنه حقق نتائج جيدة لإيران، وكان من المفترض الوصول إلى الاتفاق النووي الثاني والثالث، لولا انسحاب الولايات المتحدة منه، ووصول حكومة راديكالية إلى السلطة في إيران.

وتابع بيكدلي بالقول: "على الرغم من أن خطة العمل الشاملة المشتركة لم تتمكن من منح طهران كل الامتيازات التي تستحقها، إلا أنها كانت بمثابة الخطوة الأولى، المتمثلة في المصالحة بين دولة معزولة مع العالم الغربي".

ولفت الكاتب إلى أن الوضع الاقتصادي سيكون أفضل إذا تم إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن ذلك يتطلّب قرارًا صريحًا من الحكومة، وتغييرًا في السياسة الخارجية لقبول قواعد التعاون الدولي.

بيكدلي اختتم كلامه بالقول إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وحكومته اكتشفوا بعد ثلاث سنوات من إدارة البلاد أنه لا يمكن حل المشكلات والتقدم من دون الاتفاق النووي.