تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

تفاوض روحاني وترمب.. هل یهدئ الشعب الإيراني؟



في هذه الأيام، يقوم رئيس الولايات المتحدة، السيد دونالد ترمب، بمشاركة جديدة على "تويتر" اسمها إیران. وذلك قبل أن یطلق روحانی عبارته "لا تلعب بذیل الأسد"، ردًّا علی تهدید ترمب. 

لم يرسل رئيس الولايات المتحدة أي تغریدة لمسؤولين إيرانيين من قبل، لكنه في الأسابيع القليلة الماضية، وللمرة الثالثة لیلة السبت، كتب إلى نظيره الإيراني على حسابه على "تويتر": "إيران واقتصادها يتحولان إلى حالة سيئة للغاية. لا يهمني ما إذا كنت ألتقي (مع السلطات) القرار لهم".

يمكن ملاحظة إلى أي مدى تمتلك الولايات المتحدة القدرة على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الملتهبة فی إيران، إذا كانت السلطات تريد ذلك. قبل بضعة أيام، عندما اقترح ترمب على إيران عقد مفاوضات غير مشروطة على "تويتر"، انخفض سعر العملات الأجنبية المضطرب والذهب بسرعة في إيران بنسبة 10 في المائة. بهذا المعنى، فإن هذا الأمر یدل على أن التفاوض مع الولايات المتحدة، وإن کان بشكل غیر رسمي وعلى مستوى الصور التذکاریة والمصافحة، له تأثير هائل على الاقتصاد الإيراني وعلى خلاص الجمهورية الإسلامية من غضب الشعب نتیجة الغلاء والاضطرابات الاجتماعية. 

وفي حين أن السيد ترمب، أو كما یصفه حكام الجمهورية الإسلامية: "الشيطان الأكبر"، يراقب من البيت الأبيض بصبر وتمعن الوضع الداخلي في إيران لیصل إلى حافة الانفجار، فإن السلطات الإيرانية لم تردّ بعد على الاحتجاجات الجماهيرية. ومن المرجح أنهم منهمكون فی محادثات داخلية حول جدوى التفاوض مع الولايات المتحدة وتهدئة الناس في المستقبل القريب.

تستند مبادئ دبلوماسية الجمهورية الإسلامية على أساس المعارضة الأميركية، ومعاداة "الشيطان الأکبر"، لكن المصافحة معه ولو من باب التقیة، لا ينبغي أن تسبب مشكلة إذا كان بإمكان ذلك تحسين وضع إيران الحالي، لكن ما یخیفهم هو إنهاء دعمهم للجماعات المسلحة مثل حماس، و"حزب الله" الذي يخدمهم کذراع من أجل مصالحهم. 

لقد التقى السيد محمد جواد ظريف مع الرئيس أوباما قبل ثلاث سنوات في الأمم المتحدة وصافحه، ولم تكن هناك مشكلة. لكن هذه المرة، ما يريده ترمب ليس مجرد المصافحة في أروقة الأمم المتحدة، ولا المفاوضات السرية من قبل دبلوماسيي وزارة الخارجیة في عمان. السيد ترمب يدعو إلى إجراء مناقشات مفتوحة مع وسائل الإعلام والمصورين، حتى تتفهم الجمهورية الإسلامية حاجتها للقاء "الشيطان الأكبر" ومصافحته بعد 40 سنة من العداء وشعار "الموت لأميركا". 

وفي المظاهرات الاحتجاجية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في طهران ومدن أخرى في عام 2009، سُمعت لأول مرة شعارات مناهضة للنظام، وكذلك خلال السنوات التسع الماضية، واجتماعات في مناسبات مختلفة. لقد عبّر الناس بشكل أكثر جرأة عن مطالبهم الحقيقية، ولم يعودوا بحاجة إلى إصلاحات، إنهم یطالبون بتغییر النظام وإنهاء حكم رجال الدين؛ فالاضطرابات الاقتصادية والفقر وعدم التوازن في توزيع الثروة الوطنية والتمييز العرقي والديني، واستخدام الدين في قمع الناس والتفتیش في المعتقدات، كل هذه أسباب رئيسية وراء عدم رضا الشعب. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، شكّل الإيرانيون، من خلال إظهار التضامن بين الشعوب والأديان في البلاد، خطًّا واحدًا ضد النظام الإسلامي، دعمًا لبعضهم البعض، لتقديم مطالب محددة. 

إن تدمير البنية التحتية للبلاد في الأربعين سنة الماضية، والمشاكل البيئية والريعية، والرشى بشكل واسع في أصغر القضايا، مثل اختيار اسم الطفل، حيث يُضطر الناس إلى دفع رشاوى لضباط السجل المدني، وكذلك في القضایا الأخرى الأکثر أهمیة، كل هذه المشكلات جعلت الرغبة في تغيير النظام أو إحداث تغييرات جوهرية في البلاد مطلبًا عامًا، وبالطبع يمكن أن يعكس الاستفتاء حقيقة هذا الأمر بشكل أفضل. 

لكن التفاوض مع الولايات المتحدة في الوضع الحالي يمكن أن يشكّل خطرًا على الجمهورية الإسلامية فيما يتعلق بالمنافسة المحلية، بما في ذلك ازدیاد قدرة حسن روحاني والجماعات التابعة له إذا تمكن من إجراء تغييرات جوهرية في الاقتصاد وسبل عيش الناس. في حين أن آية الله علي خامنئي، الزعيم الإيراني، هو شخص مُسن، وعلى الأقل لبضع سنوات أخرى ستصبح قضیة "من سیكون البدیل له" من أهم قضایا النظام؛ وفي حال تزايدت قوة الجناح المعتدل القريب من الإصلاحيین فسوف یكون له دور هام في الخلافة، ومثل هذه الصورة سوف تنهي حظوظ المجموعات القريبة من الحرس الثوري والمحافظين للوصول إلى السلطة. 

ويبدو - إلى حد ما - أن الجدل الدائر في سوق الصرف الأجنبي والانتفاضات المتفرقة، وعدم مواجهتها بعنف من قبل العسكر حتى الآن، وهو أمر مستغرب، يمكن تصور ذلك عوامل للضغط على رئیس الجمهوریة وإمكانية استجوابة من قبل البرلمان. 

إن الزيارة التي قام بها السيد روحاني إلى نيويورك وخطابه في الأمم المتحدة في 25 سبتمبر (أيلول)، بدلاً من أن تستهدف المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يبدو أنها كانت تهدف إلى إقامة علاقة مع الولايات المتحدة. وإن اجتماع وزیري الخارجية الإيراني والأميركي على هامش الجمعية العامة، وفي حال وجود الرئیس أیضا، يمكن أن يحقق الثقة النسبية والحد من الالتهاب في الاقتصاد والمجتمع، ولكن ما زال هناك شهران تقريبًا حتی انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسوف يعود الأمر إلى السياسة الداخلية والخارجية التي ستتخذها الحكومة لتهدئة الشعب وخفض الأسعار إلى ذلك الحين. 

إن الرئيس ترمب حريص على اللقاء ليس في أروقة الأمم المتحدة الضيقة المظلمة وليس من خلال المكالمات الهاتفية، بل من خلال جلسات علنية، وإذا كانت الحكومة الإيرانية تنوي المراهنة على الجولة المقبلة من الانتخابات الأميركية وتغيير ترمب فهي مخطئة. ومهما حدث في الأشهر القليلة المقبلة، فإن الانتعاش في الاقتصاد لن يغير رأي الناس بشأن عجز النظام الحالي، وسيتم توسيع هذه الاحتجاجات في الأشهر والسنوات المقبلة بسبب زیادة العاطلين عن العمل خاصة بين المتعلمين.. وعلینا توقع أن إيران مقبلة على تطورات عميقة وجسيمة خلال السنوات العشر القادمة.

محللة سياسية
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More