ظريف قبل التوجه إلى باكستان: جيراننا هم أولويتنا
اتجه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في زيارة إلى عاصمة باكستان، إسلام آباد، وذلك بعد اجتماعه مع الرئيس الترکي، رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو.
وسيلتقي وزير الخارجية الإيراني مع رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، عمران خان، في زيارة تستغرق يومين.
کما كتب محمد جواد ظريف، قبل رحلته إلى إسلام آباد، في حسابه الشخصي على "تويتر"، أن "جيراننا هم أولوياتنا".
والجدير بالذكر أن ظريف هو أول مسؤول رفيع المستوى يتوجه إلى باكستان بعد تشكيل الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء عمران خان، كما أن هذه هي المرة السادسة التي يسافر فيها ظريف إلى باكستان بوصفه وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية.
في الوقت نفسه، فإن زيارة ظريف الأخيرة إلى إسلام آباد، والتي تهدف إلى "حوار مع مسؤولين حكوميين باكستانيين جدد بغية تطوير التعاون المتبادل بین البلدین"، تكتسب أهمية خاصة لدى المسؤولين الباكستانيين.
وقال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، للصحافيين خلال مؤتمر صحافي، إنه سيتبادل المحادثات مع نظيره الإيراني بشأن الحاجة إلى توفیر الأمن في المنطقة والحدود المشتركة.
وفي ظل التهديدات الراهنة في المنطقة، ترى السلطات الإيرانية والباكستانية أن ثوثيق علاقتهما هو أنسب طريقة لإدارة التحديات.. وكثيرًا ما كان تطوير التعاون الاقتصادي بين الدولتين الإيرانية والباكستانية ضمن برامجهما المستقبلية.
ووفقًا لما صرح به مستشار الأعمال الباكستاني في إيران، نذر محمد رانجها، فإن حجم التجارة بين إيران وباكستان بلغ عام 2017 أكثر من 1.3 مليار دولار، ويعتزم البلدان زيادة تعاونهما التجاري إلى 5 مليارات دولار.
هذا وتتوقع إيران توسيع علاقتها مع باكستان، بما في ذلك التعاون في خط أنابيب الغاز البالغ طوله 2775 كيلومترًا من إيران إلى باكستان، بالإضافة إلى انضمام إيران إلى الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني (CPEC)، وزيادة تصدیر الكهرباء إلى باكستان.
يذكر أن خط أنابيب الغاز الإيراني إلى باكستان، المعروف باسم "خط أنابيب السلام"، يعد أحد المشاریع الاقتصادية بين البلدين التي تأخر تنفيذها، حيث كان توقيع عقد هذا المشروع عام 1995، وكان من المقرر الانتهاء منه بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2014.
وقد قامت إيران بمد نحو 900 كيلومتر من أنابيب (IP) على أراضيها وتنتظر مد 700 كيلومتر من خط الأنابيب في باكستان، لكن باكستان ترفض مد خط الأنابيب بسبب العقوبات الأميركية على طهران.
وتعتبر العلاقات العدائية بين الهند وباكستان عاملاً رئيسيًا في علاقة إيران بالبلدين، فبينما استثمرت الصين في ميناء غوادر، بولاية بلوشستان الباكستانية، كذلك تعتزم الهند تطوير ميناء تشابهار من أجل الوصول إلى أفغانستان وآسيا الوسطى.
کما أن هذين الميناءين اللذين یطلق علیهما اسم "الشقيقان" من دواعي قلق البلدين، رغم أن البلدين يدعيان عدم وجود تنافس بينهما.
وقد خصصت الهند خط ائتمان بقيمة 150 مليار دولار لتطوير ميناء تشابهار، لكن المسؤولين الهنود يقولون إنه لا يرحب بالقطاع الخاص في مشروع تشابهار، کما تتهم الدولتان بعضهما البعض بتضییع الوقت تجاه هذا المیناء، حتى إن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، صرح في زيارة إلى باكستان، استغرقت ثلاثة أيام، أجراها في مارس (آذار) 2018 بـ"أننا اقترحنا تطوير تشابهار وتوصيله بالممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني".
يذكر أن عمران أحمد خان نيازي، زعيم حركة إنصاف، كان قد فاز في الانتخابات الباکستانیة الأخيرة، وتم تعيينه منذ 18 أغسطس (آب) 2018م من قبل نواب البرلمان في منصب رئيس وزراء باكستان الثالث والعشرين منذ الاستقلال، وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد هنأه على فوزه، في اتصال هاتفي.