لا تزال صدمة المقابلة المسربة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تلقي بظلالها على الصحف اليومية وعناوينها الرئيسية، حيث لا تزال هذه الصحف تستمر بالتغطية المكثفة لهذه المقابلة وخلفياتها، وماهية المآلات التي يمكن أن تقود إليها.

فالصحف الحكومية والمقربة من التيار الإصلاحي لا تزال مركزة على مناقشة أسباب تسريب هذه المقابلة، والجهات التي يمكن أن تكون وراء توصيل هذه المقابلة إلى وسائل الإعلام.

في المقابل نرى الصحف الأصولية تتشدد في مواقفها يوما بعد يوم، وتصف التصريحات، كما فعلت "كيهان" و"جوان"، بأنها "خيانة للشعب" و"فضيحة كبرى". 

أما صحيفة "وطن امروز"، التابعة للحرس الثوري، فقد نشرت في صفحتها الأولى تغريدة لابنة سليماني، زينب سليماني، التي علقت على المقابلة بنشر صورة لجثة أبيها بعد الغارة الأميركية وعلقت عليها بالقول "تكلفة الميدان للدبلوماسية".

أما صحيفة "إيران" الحكومية فأشارت إلى تعليق المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي على المقابلة، حيث ذكر ربيعي أن روحاني أمر وزارة الاستخبارات بالتعرف على عملاء "المؤامرة" في الكشف عن الملف الصوتي.

ووصف ربيعي، أمس الثلاثاء، الكشف عن ملف ظريف الصوتي بـ"سرقة وثائق" و"التآمر على الحكومة والنظام والتماسك الداخلي والمصالح الوطنية"، مؤكدا أن الملف الصوتي لظريف تم سرقته ونشره أشخاص قيد التحقيق.

وعلى صعيد آخر استمر تحذير الصحف من احتمالية دخول فيروس الهند إلى البلاد، في ظل السياسة المترددة التي تنتهجها الحكومة في التعامل مع جائحة كوورنا. كما أكدت بعض الصحف تسجيل حالات إصابة بكورونا من السلالة الأفريقية في البلاد.

في شأن آخر أشارت صحيفة "ابتكار" إلى مفاوضات فيينا، وذكرت أن إطالة أمد هذه المفاوضات ليس في صالح الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد، موضحة أن الاقتصاد في إيران بات معلقا بين الانتخابات والمفاوضات. 

وذكرت صحيفة "اقتصاد بويا" إن 50 في المائة من الإيرانيين قد انتقلوا إلى مستوى تحت خط الفقر.

كما استندت الصحيفة إلى كلام الخبير الاجتماعي أحمد بخارايي الذي أكد أن الفقر الاقتصادي سوف يجلب معه فقرا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا، مضيفا "إن تزايد الشرخ بين قطبي الأثرياء والفقراء سيؤدي إلى انهيار مجتمعي".

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى

 "جوان": انعكاسات الفضيحة الكبرى

طالبت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري السلطة القضائية الإيرانية بمحاسبة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد تسريب المقابلة المثيرة للجدل والتي وصفتها الصحيفة بأنها مقابلة تضمن في مضمونها إساءات إلى "جنود الميدان"، واصفة تسريب المقابلة بـ"الفضيحة الكبرى"، وأوضحت أن تسريب هذه المقابلة لوسائل الإعلام دليل على وجود مندسين داخل الحكومة.

وتساءلت الصحيفة عن احتمالية وجود مقاطع أخرى لمقابلات مشابهة لا زالت لم تنشر حتى الآن، ووصفت ما أسمته "غفلة الحكومة" بأنه خنجر ضد الأمن القومي الإيراني وكرامة الإيرانيين، كما اعتبرت أن ما تضمنته المقابلة من تصريحات لا تختلف كثيرا عن الأكاذيب ونسج الخيال.

وختمت الصحيفة بأن على النظام أن لا يكتفي ويُخدع بلعبة تكليف وزارة الاستخبارات بمتابعة الموضوع، وعليه في المقابل أن يبادر بإجراءات حقيقية لاعتقال وإدانة الخونة الذين خانوا الشعب الإيراني حسب تعبيرها. 

"كيهان": تسريب المقابلة محاولة للهروب من الأداء الهزيل 

اعتبرت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد أن تسريب مقابلة وزير الخارجية إلى وسائل الإعلام هو محاولة من جانب الحكومة للتهرب من الأداء الهزيل لها خلال السنوات الماضية، مؤكدة أن اعتماد لعبة "العمليات النفسية" يدل أن الحكومة كلما تعرضت لضغوط الرأي العام بسبب ضعف أدائها، لجأت إلى خدعة "الانفجارات الصوتية" بدل الاعتذار. 

كما هاجمت الصحيفة تصريحات ظريف حول الدور الروسي في الاتفاق النووي، وأكدت أن الروس ليس لهم علاقة بفشل الاتفاق النووي، وأن ظريف وبعد أن شعر بأن خطته الرئيسية قد فشلت راح يبحث عمن يحمله مسؤولة هذا الفشل. 

كما كتب مدير تحرير الصحيفة، حسين شريعتمداري، المقرب من المرشد خامنئي، مقالا ذكر فيه أنه "لا ينبغي أن نكون ساذجين فهذه المقابلة قد أجريت لكي يتم نشرها"، ولم تكن سرية كما يزعم من أشرف عليها. 

"جمهوري إسلامي": التشويش على مفاوضات فيينا هدف رئيسي لتسريب المقابلة 

أشارت صحيفة "جمهوري" إلى مقابلة ظريف المسربة وانتقدت فكرة إجراء المقابلة لتسجيل وتوثيق أحداث التاريخ، موضحة أن حجة من أجروا المقابلة تنم على أن القائمين على هذه الفكرة يعتقدون بأن المسؤولين يحق لهم إخفاء الحقائق عن الشعب وتوثيقها للتاريخ فقط، متسائلة عن الغاية والمنفعة التي تصل للناس من وراء هذا التوثيق. 

وذكرت الصحيفة أن التشويش على مفاوضات فيينا، والتأثير على الانتخابات الرئاسية القادمة، هي من ضمن الأهداف التي يريد تحقيقها مَن قام بنشر هذه المقابلة في هذا التوقيت. 

"همدلي": خطة برلمانية لمنع وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية من العمل داخل إيران

تناولت صحيفة "همدلي" مقترحا غريبا تقدم به عدد من نواب البرلمان الإيراني حول إعداد خطة لمنع الصحفيين والمراسلين العاملين في وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية "الداعمة للعقوبات".

 كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطة لا تقتصر على وسائل الإعلام الأجنبية، بل تشمل منع وسائل الإعلام الداخلية النشر والتعليق على أخبار وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية.

كما نوهت الصحيفة أنه وفي حال شوهدت مخالفات من جانب وسائل الإعلام الداخلية، فإن عقوبة حبس تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات تكون في انتظار من يرتكبون هذه المخالفات.