بعد دخول الرئيس الأميركي الجديد إلى البيت الأبيض، انتعشت الآمال في إيران، وعاد التفاؤل إلى بعض الأطراف والجهات السياسية، وهو ما جسدته الصحف الصادرة اليوم السبت، لاسيما الصحف الإصلاحية، فصحيفة "آرمان ملي" مثلا أجرت مقابلة مع الخبير الاقتصادي، بهمن آرمان، ونقلت عنه ضرورة خفض التوتر مع أميركا، كما حذر آرمان الأطراف التي تدق طبول الحرب في الداخل، وأكد أن صبر الناس له حدود، وأنهم قد لا يستمرون في تحمل هذه السياسات التي تبحث عن الحروب والصراعات.

أما الصحف الأصولية فلا تزال تعتبر أن الرئيس الأميركي الجديد يسير على نفس نهج سلفه دونالد ترامب، مؤكدة أن العودة إلى الاتفاق النووي من جانب واشنطن ستكون بطيئة للغاية.

أما "كيهان" ففضلت الحديث في عنوانها الرئيسي عن الأحداث في العراق، وأشارت إلى الانفجارين الانتحاريين اللذين هزا العاصمة بغداد، أول من أمس الخميس، وزعمت الصحيفة أن هذين الانفجارين هما نتيجة إضعاف قوات الحشد الشعبي المدعوم من جانب إيران. وحسب صحيفة "كيهان" فإن هذه الأعمال الإرهابية هي في صالح الولايات المتحدة الأميركية والإدارة الجديدة في البيت الأبيض.

وفي شأن آخر، أثارت تصريحات رجل دين إيراني مثيرة للجدل على القناة الرابعة للتلفزيون الرسمي بشأن الرئيس روحاني ردود فعل عدد من أعضاء الحكومة، وأعلنت الإدارة القانونية التابعة لمكتب رئاسة الجمهورية، الخميس 21 يناير (كانون الثاني)، أنها ستتقدم بشكوى ضد مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية التابعة للمرشد خامنئي. وكان أحمد جهان بزركي، عضو هيئة التدريس في معهد الثقافة والفكر الإسلامي، قال يوم الأربعاء الماضي في برنامج "زاوية" على القناة الإيرانية الرابعة، دون تسمية مسؤول أو وزير، مشيرًا إلى الرئيس روحاني: "مسؤول يجلس في منزله قد يكون عند الموقد (في إشارة إلى جلسات تعاطي الأفيون)، وحتى وزراؤه لا يستطيعون الاتصال به. هل هذا الشخص مسؤول؟".

وعن هذه التصريحات ورود الفعل الحكومية، كتبت الصحف، فقالت "ابتكار": "قصة إساءة غريبة في القناة الرابعة"، وذكرت أن تصريحات رجل الدين القاسية قوبلت بردود فعل كثيرة، وكتبت "آفتاب يزد": "أبعاد إساءة جديدة" وتساءلت عن كيفية سماح الإذاعة والتلفزيون بأن يصدر من أحد ضيوفها مثل هذا الكلام، في حين أنه لو صدر كلام مشابه في وسيلة إعلامية أخرى لتحملت تلك الصحيفة أو القناة مسؤولية ما صدر من تصريح لضيوفها، وأما "شرق"، فقالت: "برنامج زاوية ضد روحاني"، وذكرت أن الحكومة رفعت دعوى قضائية ضد الإذاعة والتلفزيون، وأوضحت أن الجميع بات يشكو من أداء المؤسسة الإعلامية الرسمية.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار الأخرى

"اعتماد": ظريف ينفذ سياسات النظام وليس هو من يضعها

خلال أسبوع واحد لجأ وزير الخارجية محمد جواد ظريف مرة أخرى إلى الصحف لإجراء مقابلة معها، وهذه المرة كانت وجهته صحيفة "اعتماد"، بعد "همدلي" الأسبوع الماضي، وعنونت "اعتماد" بعنوان مكرر نشر قبل أسبوع وتصدرت به صحيفة "همدلي" بعنوان: "أقوال لظريف لم يكشف عنها".

وعن نسبة حصته من السياسة الخارجية التي يمثلها، قال ظريف إن حصته من هذه السياسة هي "صفر"، مدعيًا أن جميع وزراء خارجية الدول لا يكون لهم نصيب من السياسة الخارجية التي يمثلونها وأن الأشخاص في هذه المناصب هم مجرد منفذين لسياسات الأنظمة الحاكمة وعليه أن يدافع عن سياسات نظامه في المحافل الدولية حتى لو كان غير مقتنع بها.

وذكر ظريف في هذه المقابلة أنه ربما يكون معارضا لبعض سياسات النظام، لكنه استدرك بأن ذلك لا يشمل السياسات الإقليمية للنظام، وذلك تجنبا لغضب الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له.

"جهان صنعت": إيران وفنزويلا أكثر من يتأثر بما يحدث في أميركا

أشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى الوضع الاقتصادي الإيراني وتشابكه الشديد مع ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية، موضحة أن إيران وفنزويلا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تتأثران بهذا الحجم الكبير بما يحدث في أميركا.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن يستطيع أن يجعل حياة الإيرانيين خلال السنة القادمة أصعب مما هي عليه الآن أو في المقابل بإمكانه أن يقلل من هذا الوضع المتأزم والصعب.

ونوهت الصحيفة إلى نسبة عائدات النفط في ميزانية العام الإيراني القادم، حيث إن 23 في المائة من حجم الميزانية موضوع على عاتق النفط، ولو استمرت العقوبات الأميركية على إيران فإن الوضع سوف يكون أصعب بكثير على الاقتصاد الإيراني.

"جمهوری اسلامي": يجب علينا خفض التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية في عهد بايدن

رحب رئيس تحرير صحيفة "جمهوري اسلامي"، مسيح مهاجري، في مقال له، بمجيء الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، معربا عن أمله في أن يكون مجيء بايدن سببا في تحسن الوضع المعيشي والاقتصادي للناس وحدوث تنمية وتقدم في البلاد.

وقال مهاجري إن العقل والشرع يؤكدان ضرورة أن نسير نحو سياسة خفض التوتر وأن نضعها في جدول أعمالنا، مضيفا: "صحيح أن السياسات الأميركية يتم وضعها من جانب المؤسسات وليس الأفراد، لكننا رأينا أنها وبوجود أشخاص أمثال ترامب يمكن أن تصبح أكثر قسوة وأشد عنفا، والآن وبعد انتهاء عهد ترامب يجب أن نستفيد من هذه الفرصة وأن نعمل من أجل خفض التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية".

"شرق": الأصوليون يضحون بالمصالح الوطنية من أجل مصالحهم الحزبية

صحيفة "شرق"، المقربة من الرئيس حسن روحاني، اتهمت التيار الأصولي بالتضحية بالمصالح الوطنية والقومية من أجل مصالحه الحزبية، مشيرة إلى أن معارضة التيار الأصولي لانضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي تأتي من باب رغبتها في معارضة الحكومة وكل ما تنوي القيام به.

وقال الناشط السياسي، سيد محمود ميرلوحي، للصحيفة: "هناك أطراف تدعي أنه وعند المصادقة على قوانين (FATF) نصبح غير قادرين على إرسال المساعدات إلى سوريا والعراق ولبنان وتوضع أمام هذا الطريق موانع وعراقيل، في حين أنه وفق تعريف الأمم المتحدة فإن هذه الدول ليست إرهابية والحال أن قوانين (FATF) تستهدف منع إيصال الأموال إلى الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة لكن التبادل المالي بين إيران وأصدقائها لن يكون أمامه مانع".