طلب علي رضا سلیمي، عضو تكتل الأصوليین في البرلمان الإيراني، في جلسة اليوم الاثنين 10 يونيو (حزيران)، من وزارة الخارجية "منع إقامة الحفلات المختلطة في السفارات".

وقال سلیمي: "في بلادنا، عقدت بعض السفارات الأجنبية حفلات مختلطة وقدمت المشروبات الکحولیة في شهر رمضان، وقد شارك فیها بعض الفنانين، وهو أمر یثیر الدهشة"، في إشارة إلى "تنظيم حفلات ليلية في طهران واعتقال عدد من الدبلوماسيين البريطانيين في هذه الحفلات". 

وقال نائب محلات ودلیجان في البرلمان: "البريطانيون، في الوضع الحالي، يستخدمون كل الوسائل لتعزيز أهدافهم، لذلك یقیمون مائدة إفطار تارةً، وتارة أخری یقیمون حفلة مختلطة"، مضيفًا: "يجب على وزارة الخارجية ووزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي منع هذه التجاوزات".

وقال علي لاريجاني، رئيس البرلمان، ردًا على تصريح علي رضا سليمي، حول إقامة "الحفلات المختلطة" من قبل السفارات الأجنبية: "على لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية متابعة هذا الموضوع".

وفي الأسابيع القليلة الماضية، قالت إحدى وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري، وهي وكالة "تسنيم" للأنباء، إن "دبلوماسيين أوروبيين اثنين احتُجزا في حفلة ليلية مختلطة في طهران"، مشیرة إلی عقد عدة حفلات في سفارات أجنبية في طهران ومشارکة دبلوماسيین أجانب في حفلات الإیرانیین.

وقالت وكالة الأنباء إن "أحد هذين الدبلوماسيين هو فيبي إيفانز، المستشار الاقتصادي للسفارة البريطانية في طهران، والآخر دبلوماسي هولندي"، مضیفةً أن "هذین الدبلوماسيين، البريطاني والهولندي، قد اعتقلا صباح يوم الجمعة 31 مایو (أيار)، وبعد تسليمهما إلى قسم الشرطة تم إطلاق سراحهما بعد التأکد من هویتيهما".

بعد ذلك، وتحديدًا يوم الاثنين 3 يونيو (حزيران)، تم اکتشاف مشروبات کحولیة ومخدرات في هذه الحفلة وکان قد شارك فیها "عدد كبير من ممثلي المسرح والسینما الإیرانیین"، وفقًا لما نقلته وکالة "تسنیم" التابعة للحرس الثوري.

وفي شهر رمضان الماضي، انتقدت "تسنيم" حفل الإفطار في السفارة البريطانية في طهران، لكن السفير البريطاني لدى إيران، روب مكار، أجاب أن حفل الإفطار في السفارة كان "علامة على احترام الإسلام"، وأن نطاق الشبهات والتهم الموجهة من وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري ضد السفارات الأجنبية في طهران، أبعد من انتقاد "الحفلات الليلية والمختلطة".

وقد اتهمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، في عددها الصادر يوم 6 مایو (أيار)، السفارات الأوروبية في إیران بتنفیذ "مشروع التسلل داخل المجتمع الإیراني تحت غطاء النشاط الاجتماعي".

وكتبت هذه الصحيفة: "أصبحت سفارات الدول الأوروبية أكثر نشاطًا في بلادنا، وبعد أنشطة المركز الثقافي بالسفارة الفرنسية وعقد دروس اللغة الفرنسية وإنشاء برنامج كامبوس-فرنس-إیران لقبول الطلاب الإيرانيين في الجامعات الفرنسية، وبعض الأنشطة الثقافية الأخرى، في الآونة الأخيرة، استضافت السفارة الأسترالية مهرجان الفيلم الإيراني بحضور كبار ممثلي السينما الإيرانيين في حديقة السفارة، ولم تتخلف السفارة الألمانیة عن هذا الرکب، ورعت مشاريع اجتماعية في إيران". 

وانتقدت صحيفة "جوان"، ما سمته: "السياسة المفتوحة للحكومة فيما يتعلق بأنشطة الدول الأوروبية"، وحذّرت من أن أنشطة السفارات "يمكن أن تكون سببًا لضرر مستقبلي في المجتمع وتفتح المجال للتسلل في هياكل البلاد".

وكررت الصحیفة اتهامات مثل "التجسس" ضد "نشطاء البيئة، وستارت آب"، وکتبت أنهم، ومؤيديهم الأوروبيين "کانوا من القوی المتسللة في البلاد، وتبین أنهم جواسیس".

كما وصفت صحيفة جوان "تسلل" السفارات في إيران بأنه تسلل شامل، وكتبت: "مع فتح أبواب البلاد أمام الدول الغربية، نواجه تأثيرها في التطورات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد، الأمر الذي یمکن له أن یضاعف الأضرار الاجتماعية".