تناول عدد من  الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السويسري، إغناسيو كاسيس، إلى طهران، ولقاءاته مع الرئيس حسن روحاني، ومع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، واعتبرت الصحف الإصلاحية أن هذه الزيارة تأتي في جو من الرضا والترحيب بين البلدين، كما أنها لا تخلو من رسائل متبادلة بين طهران وواشنطن، فصحيفة "ابتكار" الإصلاحية مثلا عنونت بالقول: "رسالة إلى أميركا في المحادثات مع سويسرا"، فيما كتبت "همشهري": "الرضا من المحادثات".

أما الصحف الأصولية فانتقدت هذه المحادثات متهمة الدول الأوروبية بعدم الرغبة في مواجهة الضغوط الأميركية والوقوف الحقيقي مع طهران، حيث كتبت "جوان" المقربة من الحرس الثوري: "أوروبا لن تخطو أكثر من ذلك!"، موضحة أن الأوروبيين لا يتجاوزون الخطوط التي رسمتها الولايات المتحدة وأنهم يسيرون في نفس الخط المعادي لطهران.

واقتصاديًا، أشارت صحيفة "اقتصاد آينده" إلى واقع البورصة الإيرانية والانهيارات التي شهدتها مؤشراتها في الأسواق، خلال الأيام الأخيرة، وما نجم عن ذلك من أضرار اقتصادية لحقت بأصحاب الأسهم الذين خسروا جراء "فقدان الشفافية في البورصة" على حد تعبيرها. وتساءلت الصحيفة عمن يقف خلف انهيار مؤشرات البورصة، والمستفيد من ذلك؟

أما صحيفة "جوان"، فطالبت الحكومة بتحمل مسؤوليتها تجاه انهيار البورصة وأوضحت أنه يتوجب على الحكومة أن تجد حلا تعويضيا لأضرار الناس، لأن الحكومة هي من شجعت وحثت الناس على أن يسلموا أموالهم إلى البورصة ويستثمروا فيها.

وفي شأن آخر عنونت صحيفة "إيران" الحكومية بتصريحات لوزير الاتصالات والمعلومات في حكومة روحاني، آذري جهرمي، انتقد فيها محاولات البرلمان الرامية إلى حجب مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبت بالخط العريض: "ضد الحجب"، وأشارت إلى قول آذري جهرمي إنه "لا يمكن تقييد عمل وسائل التواصل الاجتماعي" في العالم المعاصر.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"کیهان": قلق من فقدان السيطرة على الأسعار ونفاد صبر الناس

تطرقت صحيفة "كيهان" إلى واقع الأسعار في الأسواق الإيرانية والارتفاع الرهيب الذي شهدته الكثير من القطاعات كالمساكن والسيارات والزراعة، ووصفت الصحيفة هذا الارتفاع السريع بالسيارة التي توقفت فراملها عن العمل.

وحملت الصحیفة الحكومةَ هذا الارتفاع في الأسعار، واعتبرت أن قلة تدبير الحكومة هو العامل الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكلها الحالي.

وأوضحت الصحيفة كذلك أنه منذ بداية العام الحالي وحتى الآن ارتفعت أسعار السيارات بمعدل 65 مليون تومان لكل نوع من أنواع السيارات، فالسيارة برايد (أرخص سيارة في إيران) كانت في بداية العام الإيراني تسعر بـ68 مليون تومان في حين بلغ سعرها اليوم 110 ملايين تومان.

كما أشارت الصحيفة إلى الآثار النفسية التي تترتب على هذا الوضع الاقتصادي، مستغربة من صمت الحكومة وعدم اتخاذها قرارات حاسمة في هذا الصدد.

"ستاره صبح": الهدف من زيارة وزير الخارجية السويسري إنشاء قناة مالية بين البلدين

قال يوسف مولائي لصحيفة "ستاره صبح" إن سويسرا ليست مؤهلة للقيام بوساطة حقيقية بين طهران وواشنطن، وإن التفاوض بين إيران والولايات المتحدة متوقف على رغبة وإرادة البلدين أكثر من كونه يحتاج إلى وساطات من أطراف أخرى.

واعتبر مولائي أن الغاية الأساسية من زيارة وزير الخارجية السويسري إلى طهران هي إنشاء وتفعيل آلية مالية من شأنها السماح بالاستفادة من الأموال الإيرانية المجمدة في سويسرا لتوفير الموارد اللازمة من الغذاء والدواء للداخل الإيراني.

وعن فرضية التفاوض بين طهران وواشنطن استبعد مولائي حدوث هذه المفاوضات معللا ذلك بفقدان الأرضية اللازمة لإجراء هذه المفاوضات بسبب انعدام الثقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.

"جهان صعنت": لا أثر للأخبار الإيجابية على هبوط مؤشرات البورصة

اعتبرت صحيفة "جهان صنعت" أن ضخ الأخبار الإيجابية حول البورصة  لم يعد له أثر نفسي إيجابي بين المستثمرين، ولهذا تستمر مؤشرات البورصة بالهبوط. وخلصت الصحيفة إلى أن مشروع العلاج بالأخبار قد مني بالفشل لأن الأخبار الإيجابية التي تنتشر سرعان ما يتم تكذيبها أو ينكشف بطلانها وكونها مجرد سراب في واقع الاقتصاد المتأزم في البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن مثل هذا الواقع من شأنه تقليل نسبة ثقة المستثمرين في البورصة والقائمين عليها وهو ما قد يخلق أزمات اقتصادية واجتماعية خطيرة.

کما أشارت الصحيفة إلى آراء الخبراء والاقتصاديين الذين أكدوا أن الأطراف القائمة على أسواق البورصة والتي يتم تعيينها من جانب الحكومة لا بد وأن يكون عملها منصبا على تحقيق أهداف وغايات الحكومة ومصالحها وليس مصالح الناس والمستثمرين في هذا القطاع.

"آرمان ملي":  تراجع أسعار النفط وتشديد العقوبات على إيران سببان لتأزم الاقتصاد

قال بدرام سلطاني، نائب رئيس الغرفة التجارية الإيرانية والناشط الاقتصادي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" إن قيمة الصادرات الإيرانية في النصف الأول من العام الجاري تراجعت بما نسبته 60 في المائة وهو ما يرفع من المخاوف حول تراجع القدرة في توفير السلع والمواد الأولية للعديد من الصناعات في البلاد.

وأرجع سلطاني هذا الواقع إلى عاملين الأول هو تراجع قيمة السلع الأساسية على مستوى العالم، حيث إن النفط على سبيل المثال هبط إلى 30 دولارا للبرميل الواحد بعد أن كان 60 دولارا،  فيما كان العامل الثاني حسب نائب رئيس الغرفة التجارية الإيرانية هو تشديد العقوبات وتضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني.

کما أشار الناشط الاقتصادي، بدرام سلطاني، إلى أن الأزمة الاقتصادية الراهنة متأثرة بالاحتجاجات التي شهدتها إيران في العام الماضي، وما ترتب عليها من أحداث أوصلت البلد إلى حالة من الضعف والاهتزاز جعلت الحكومة تخشى من اتخاذ قرارات لتعطيل المشاغل والأعمال في ظل تفشي فيروس كورونا.

وأضاف سلطاني إلى أن الحكومة قد فشلت في مجال الصحة وكذلك في المجال الاقتصادي وهو ما وجه ضربة حقيقية لثقة الرأي العام الإيراني.