غطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت قرارات ومواقف الإدارة الأميركية المتعلقة بإيران بشكل واسع وكبير، حيث قرأت بعضها هذه القرارات بأنها خطوات في مسار العودة إلى الاتفاق النووي وخفض التصعيد مع إيران، فيما اعتبرتها صحف أخرى خطوات تمثيلية ولا تأثير لها من الناحية العملية.

وكانت الإدارة الأميركية قد أقدمت على عدة قرارات فيما يتعلق بالشأن الإيراني، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن "الولايات المتحدة على استعداد لحضور اجتماع لمجموعة "5+1" (الولايات المتحدة وألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) وإيران، لمناقشة حل دبلوماسي بشأن برنامج إيران النووي. كما ألغت إدارة بايدن قرار الإدارة الأميركية السابق بتفعيل "آلية الزناد" في الاتفاق النووي والعودة التلقائية للعقوبات على إيران. أما الخطوة الثالثة في هذا الإطار فهي إلغاء القيود المفروضة على سفر الدبلوماسيين الإيرانيين للمشاركة في أعمال الأمم المتحدة، والتي كانت إدارة ترامب السابقة قد فرضتها على عدد من المسؤولين الإيرانيين.

وفسرت الصحف المنتمية إلى التيار الإصلاحي والمقربة من الحكومة هذه القرارات بأنها إجراءات في مسار إحياء الاتفاق النووي، حيث عنونت "آرمان ملي" بالقول: "عودة بايدن"، ونقلت كلام الخبير في العلاقات الدولية ، فريدون مجلسي، وتأكيده على ضرورة أن تترك إيران وأميركا سياسة المطالب القصوى والشروط المسبقة، كما عنونت صحيفة "صداي اصلاحات"، عن هذه المواقف بالقول: "خطوة نحو إنهاء التصعيد".

وفي المقابل رأت الصحف المنتقدة وغير المرحبة بالمواقف الأميركية الأخيرة أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية في هذا الإطار حاليا هو بهدف ممارسة مزيد من الضغوط على إيران وزيادة ملفات أخرى على موضوع الملف النووي، في المفاوضات المستقبلية، كالقضايا الدفاعية والدور الإقليمي لطهران، وبالتالي فلا ينبغي فهم هذه التصريحات الأميركية على أنها رغبة حقيقية في العودة إلى الاتفاق النووي، حسب رأيها.

فصحيفة "خراسان" الأصولية مثلا عنونت بالخط العريض، وقالت "مجرد كلام"، فيما کتبت "کیهان" وخاطبت الحكومة بالقول: "لا تنخدعوا" وذكرت أن هذه الإجراءات التي قامت بها إدارة بايدن هي مجرد أعمال تمثيلية ولا قيمة لها. وعنونت صحيفة "حمايت" بضرورة التأكد من صحة الدعاية الإعلامية لأميركا.

وعلى صعيد منفصل اهتمت عدة صحف بالزلزال الذي ضرب منطقة "سي سخت" الواقعة في محافظة "کهكیلويه وبویرأحمد"، والبالغة شدته 5.6 درجة على مقياس الريختر. وأشارت صحيفة "همدلي" إلى هذا الزلزال الذي دمر ما يقارب 80 في المائة من مباني منطقة "سي سخت" مركز الزلزال، على الرغم من أنه لم يخلف ضحايا في الأرواح.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار الأخرى:

"كيهان": تعليق ظريف حول قرارات الإدارة الأميركية يتعارض مع شروط إيران 

كتب حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي، مقالا للتعليق على القرارات والمواقف الأميركية الأخيرة تجاه إيران وردود فعل إيران تجاه هذه القرارات.

وأكد شريعتمداري في مقاله أن "طلب مايك بومبيو من مجلس الأمن الدولي تفعيل آلية الزناد تم رفضه من المجلس رسميًا، لذلك فإن الامتياز الذي تزعم إدارة بايدن تقديمه لإيران بشأن إلغاء آلية الزناد غير موجود".

كما أشار الكاتب إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أعلن فيه أن إيران "ستتراجع فورًا عن جميع الإجراءات التصحيحية (تخفيض الالتزامات)"، إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة في عهد دونالد ترامب، وقال شريعتمداري إن هذا التصريح من جانب ظريف يتعارض أيضًا مع الشروط التي أعلنتها إيران، لأن وقف مسار خفض الالتزامات، خلافًا لما كتبه ظريف، لن يكون "فوريًا"، بل يجب التأكد من حقيقة رفع العقوبات.

"جهان صنعت": خطوات الإدارة الأميركية قد تكون فخا لتشكيل إجماع ضد إيران

اعتبرت صحيفة "جهان صنعت" أن الإجراءات الأميركية الأخيرة نوع من التراجع عن مواقفها السابقة ويمكن قراءتها قراءة إيجابية، كما يمكن في نفس الوقت أن تصبح هذه الإجراءات بمثابة فخ لإيران لتشكيل إجماع دولي ضدها.

وقال الخبير في العلاقات الدولية، مهدي مطهرنيا، للصحيفة إن الإجراءات الأميركية الأخيرة هي "عبور من التعامل الخشن إلى التعامل الناعم"، مع طهران.

كما شدد المحلل السياسي حسين بهشتي بور على ضرورة الترحيب بخطوة بايدن الأخيرة والمتمثلة بإلغاء قرار الحكومة الأميركية السابقة بشأن "آلية الزناد" حتى وإن كانت محاولات الإدارة الأميركية السابقة قد فشلت بتفعيلها سابقا.

"ستاره صبح": على روحاني اغتنام الفرصة والدخول في مفاوضات وعدم الخوف من انتقاد المعارضين

طالب علي صالح آبادي، مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح"، في مقال له، الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن يغتنم الفرصة الحالية التي وفرتها الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن.

وقال صالح آبادي إن الكرة الآن في ملعب الرئيس الإيراني، مقترحا عليه أن يدخل عمليا في مفاوضات مع أميركا بدل الكلام وإعطاء الوعود ولا يخشى في هذا المسار من انتقادات المعارضين له.

وحذر الكاتب من تبعات ضياع هذه الفرصة كما تم ضياع فرصة رفع العقوبات عن إيران عام 2000 حيث أتيحت لإيران فرصة آنذاك لرفع العقوبات عنها وإنهاء الخلافات مع الولايات المتحدة الأميركية لكن طهران لم تتخذ الخطوات المناسبة، مما ضيع الفرصة التي كانت موجودة أمام طهران.

"تعادل": إيران لن تجني فائدة من ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية

أشارت صحيفة "تعادل" إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وذكرت أن هذا الارتفاع في الأسعار ربما يكون نتيجة لتوزيع لقاحات كورونا في العالم، لكن هل يكون هذا الارتفاع في أسعار النفط ذا نفع ومصلحة لإيران أم لا؟ فهو سؤال أجاب عليه المحلل الاقتصادي، نرسي قربان، في مقاله بصحيفة "تعادل"، حيث ذكر أن التجارب دلت أنه وعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط إلا أن اتخاذ القرارات من جانب إيران حول بعض القضايا يجعل الاستفادة من ارتفاع الأسعار معدومة، بل قد تكون هذه القرارات في مثل هذه الظروف سببا في خلق المشاكل والأزمات الجديدة.

كما حذر قربان من أن أسعار النفط الحالية قد لا تكون طويلة الأمد وبالتالي فعلى المسؤولين الإيرانيين أن لا يتوقعوا استمرار أسعار النفط بهذا الشكل، كما أنه ودون تحديد وإنهاء أزمة انضمام إيران لمجموعة العمل المالي (FATF) فستكون إيران مضطرة لبيع نفطها بسعر 10 دولارات للبرميل الواحد في السوق السوداء حتى لو بلغ سعر النفط 100 دولار للبرميل الواحد.