تناولت بعض الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء الغلاء الكبير الذي تشهده بعض القطاعات في إيران، مثل أسواق الأغذية والأطعمة والأثاث المنزلي وما شابه. وتساءلت صحيفة "جمهوري إسلامي" عن دور المسؤولين في هذا الواقع، وقالت: "هل يغض المسؤولون الطرف عن هذا الغلاء بشكل متعمد أم أن الوضع الاقتصادي الراهن لم يؤثر عليهم وهم قادرون على توفير ما يحتاجونه من الأسواق؟".

وعلى الرغم من استقرار أسعار الدولار والذهب نسبيا، إلا أن أسعار الدجاج  على سبيل المثال تصدرت عناوين بعض الصحف بعد أن تخطت حاجز الـ33 ألف تومان لكل كيلوغرام واحد. فصحيفة "اقتصاد سرآمد" عنونت بـ"سعر الدجاج في خانة 36 ألف تومان" وقد تعودت الصحف أن تعنون بمثل هذه العناوين في رصد أسعار الدولار والعملات والذهب، لكن الوضع الاقتصادي المتردي لإيران جعل الصحف ووسائل الإعلام ترصد أسعار الدجاج كما تفعل بالنسبة لرصد أسعار الدولار.

أما صحيفة "اعتماد" فأشارت إلى ما جاء في تقارير رسمية نشرها مركز البحوث والدراسات التابع للبرلمان، حيث ذكر أن "معدل البطالة يفوق الرقم المعلن عنه رسميا بضعفين ونصف"، كما أن "تسريح العمال والموظفين في الدوائر الخدمية بلغ من بين 40 إلى 90 في المائة"،  فيما كان التضخم في الشهر المنصرم قد وصل إلى أكثر من 46 في المائة.

وفي سياق آخر كشفت مصادر أميركية، أمس الاثنين، أن الرئيس المنتخب جو بايدن، قرر تعيين الدبلوماسي المخضرم أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية، وذلك بعد مسيرة دبلوماسية امتدت على مدار أكثر من 20 سنة. وتفاعلت صحيفة "إيران" الحكومية مع الخبر وذكرت نقلا عن مصادر أن بلينكن سيعمل على تعزيز مكانة بلاده في العالم والعمل على العودة إلى الاتفاقيات الدولية بما فيها الاتفاق النووي. كما أشارت "آفتاب يزد" إلى الموضوع، وكتبت: "مهندسو الاتفاق النووي في فريق بايدن للسياسة الخارجية".

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار الأخرى...

"جمهوري إسلامي": ارتفاع خيالي في الأسعار وجيوب الشعب فارغة

انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق الإيرانية، وعنونت في صفحتها الأولى بـ"ارتفاع خيالي في الأسعار وجيوب الشعب فارغة"، وتساءلت عن أسباب صمت المسؤولين وعدم اتخاذهم إجراءات عملية لمعالجة هذا الوضع المتردي.

واستندت الصحيفة في تقريرها إلى إحصائيات مركز البحوث التابع للبرلمان الذي ذكر أن القدرة الشرائية للناس تراجعت بشكل كبير في ما يتعلق بالسلع الأساسية والأغذية على وجه الخصوص.

وأضاف التقرير: "في ظل هذا الارتفاع الكبير في الأسعار لا يقوم مسؤولو منظمة حماية المنتجين والمستهلكين إلا بالسماح برفع الأسعار بعد أن يتلقوا طلبات من أصحاب الصناعات والمنتجين في هذا القطاع بضرورة رفع الأسعار نظرا إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية".

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الناس قد سئموا من هذا الوضع وضاقوا ذرعا بهذا الغلاء، مؤكدة أن شعارات "الطفرة في الإنتاج" أو انتظار زيادة عدد السكان وعدد حالات الزواج لا يمكن أن تتحقق في ظل الوضع الراهن.

"همشهري": موقف معارضي الاتفاق النووي لن يحول دون إجراء المفاوضات

أكدت صحيفة "همشهري"، نقلا عن خبراء ومحللين سياسيين، أن النظام وقياداته الرئيسية كالمرشد علي خامنئي، قد أدركوا ضرورة إجراء المفاوضات والعودة إلى طاولة الحوار مرة أخرى، موضحة أن محاولات معارضي الاتفاق النووي الرامية إلى عرقلة مسار التفاوض لن تحول دون إجراء هذه المفاوضات في الفترة القادمة.

وذكر قاسم ميرزائي، النائب البرلماني السابق، أن المصالح الوطنية لإيران تقتضي إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، منتقدا مواقف معارضي هذه المفاوضات التي تتصادم مع مصلحة البلد العليا.

لكن المحلل والناشط السياسي الأصولي، محمد حسن آصفري، فرأى أن العودة إلى الاتفاق النووي ممكنة في حال تمت تلبية شرطين؛ الأول رفع العقوبات والثاني دفع خسائر تقدر بـ 152 مليار دولار جراء العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

فيما قال عباس عبدي الناشط الإصلاحي أن إيران وقبل أن تعزز جبهتها الداخلية لا تستطيع حل المشاكل من خلال المفاوضات والحوار مع الخارج.

"آرمان ملي": الديمقراطيون يريدون أن يضعوا الحكومة الإيرانية القادمة أمام الأمر الواقع

اهتمت صحيفة "آرمان ملي" بالفريق الذي سيعينه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وخارطة الطريق التي سيسير عليها هذا الفريق في التعامل مع الملف الإيراني، وذكرت أن الرئيس الأميركي الجديد يدرك أنه لو أراد أن يبرم اتفاقا نوويا جديدا مع إيران فليس أمامه سوى 5 أشهر، حيث تنتهي حقبة حسن روحاني، ومن المتوقع أن يصل إلى رئاسة الحكومة شخص من التيار الأصولي.

وقالت الصحيفة: "الأميركيون ومن خلال رصد الداخل الإيراني يتوقعون أن انتخابات عام 2021 لن يفوز فيها الإصلاحيون وسوف يعتلي العرش التيار الأصولي، وهو ما قد يصعب مهمة جو بايدن، لهذا فهم يفضلون أن يبدأوا بالمفاوضات خلال الشهور الخمسة المتبقية من حكم روحاني لكي يضعوا الحكومة القادمة في إيران أمام الأمر الواقع".

لكن الخبير السياسي والمتخصص في العلاقات الدولية، داود هرميداس، استبعد في مقابلة مع الصحيفة أن يستطيع فريق جو بايدن التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال الشهور الخمسة فقط، مشيرا إلى محاولات الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، حيث يسعى لوضع مزيد من العقوبات على إيران بهدف تعقيد الأمر على بايدن لو أراد العودة إلى الاتفاق النووي، كما أشار هرميداس إلى جهود ومساعي الدول العربية التي تحاول أن تمنع واشنطن من العودة إلى الاتفاق النووي بنسخته السابقة.