أعلن المدعي العام في منطقة دنكيرك، شمالي فرنسا، عن اعتقال رجل إيراني يبلغ من العمر 37 عامًا كان يقود زورق العائلة الكردية اللاجئة التي غرقت في قناة المانش، بالقرب من المنطقة.

وبحسب وكالة "رويترز"، فإن الرجل سيحكم عليه بالسجن 10 سنوات، ثم بترحيله من فرنسا، في حال إدانته؛ حيث إنه متهم حاليًا بالقتل غير العمد وتعريض حياة الآخرين للخطر والتعاون مع عصابات الجريمة المنظمة.

ويفيد سلاح خفر السواحل الفرنسي بأن المهربين حملوا في القارب أكثر من طاقته الاستيعابية وقاموا بتهريب طالبي اللجوء في ظروف "طقس سيئ للغاية" وبحر هائج.

وبحسب المدعي العام في دنكيرك، فإن التحقيقات جارية لتفكيك هذه العصابة التي تنشط في مجال الاتجار بالبشر.

وقد كانت هذه الأسرة الطالبة للجوء من "سردشت"، بكردستان إيران، تريد الوصول إلى بريطانيا عبر قناة المانش. ومن بين أفراد هذه العائلة الخمسة، توفي رسول إيران نجاد، وشيوا محمد بناهي، وكلاهما 35 عامًا، وأنيتا، 9 أعوام، وأرمين، 6 أعوام، وما زال مصير أرتين، ابن العائلة البالغ من العمر 15 شهرًا، غير معروف. وبحسب أحد أقارب الأسرة، فقد دفعوا للمهربين نحو 21 ألف جنيه إسترليني للوصول إلى بريطانيا على متن قارب مطاطي.

ووفقًا لصحيفة "الغارديان"، كان رسول إيران نجاد عاملاً منخفض الأجر، غادر مع عائلته بسبب ضغوط اقتصادية شديدة؛ حيث سافروا أولاً بالقارب من تركيا إلى إيطاليا، ومن هناك إلى فرنسا. وبحسب التقرير، اقترضت الأسرة الأموال التي أعطتها للمهربين من الأقارب.

وفي الأثناء، أفادت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، بأن الأسرة حاولت السفر إلى بريطانيا مرتين بالقطار من قبل، لكن بعد أن فشلت في ذلك، قررت أن تجرب عن طريق القارب.

وبحسب التقرير، فإن الركاب الخمسة عشر الآخرين الذين نجوا من الحادث هم في الغالب من طالبي اللجوء الإيرانيين والعراقيين.

وقد أثار غرق الأسرة ردود فعل واسعة في وسائل الإعلام والنشطاء البريطانيين والفرنسيين، وطالب العديد من النشطاء الحكومتين الفرنسية والبريطانية باتخاذ إجراءات لضمان سلامة طالبي اللجوء.

وأشار يوت كوبر، رئيس لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان البريطاني، أول من أمس الخميس، إلى أن قوارب اللجوء غير آمنة وأن عصابات الاتجار بالبشر تعرض أرواح البشر للخطر، قائلاً إن اللجنة تدرس حالة قناة المانش للتوصل إلى حل لمنع وقوع إصابات على هذا الطريق.