غطّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاءَ  12 مايو (أيار)، عددا من المواضيع الداخلية مثل خطاب المرشد علي خامنئي حول الانتخابات، وبدء عملية التسجيل للترشح للانتخابات الرئاسية، وكذلك تصريحات مسؤولين عن المحادثات مع المملكة العربية السعودية،  بالإضافة إلى التصعيد الأخير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة على خلفية المواجهات في المسجد الأقصى .

وأبدت الصحف الأصولية اهتماما بخطاب المرشد حيث تصدر عناوينها الرئيسية. وكان المرشد خامنئي قد أكد في كلمة له على أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات، وقال إن: "المشاركة الكبيرة في الانتخابات هي في المقام الأول والأهم، والثاني هو يجب أن يتم انتخاب الشخص المناسب".

وبهذا العنوان قدمت صحيفة "وطن امروز" وعنونت بـ"الأولوية هي المشاركة الكبيرة"، وحددت صحيفة "رسالت" من جهتها معايير الحكومة القادمة استنباطا من كلام المرشد، وقالت: "معايير الحكومة الثالثة عشرة".

وتحت عنوان "يوم العسكريين" تناولت صحيفة "جهان صنعت" بدء التسجيل للترشح في الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى ترشح وزير الدفاع السابق، حسين دهقان، وقائد مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري، سعيد محمد، كما أشارت "آفتاب يزد" إلى ترشح شخصيات مختلفة بعضها ذات شهرة في المحافل السياسية وبعضها الآخر من الطبقات العادية في الشعب.

واستخدمت صحيفة "اعتماد" عنوان "ظريف بعد حسن الخميني"، وذكرت أن الإصلاحيين قد خسروا مرشحا محتملا آخر حيث أُعلن عن امتناع ظريف عن الترشح للانتخابات الرئاسية.

على صعيد آخر أوردت صحيفة "أفكار" تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، حول المحادثات مع المملكة العربية السعودية حيث وصف ربيعي هذه المحادثات بـ"الإيجابية".

كما كانت للأحداث الجارية في غزة والقدس ومناطق أخرى من فلسطين وإسرائيل حصة كبيرة من عناوين الصحف وتغطيتها، حيث تناولت صحف هذه الأحداث وكتبت صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري: "صاروخ في تل أبيب"، وذكرت أن هذه الاحداث هي باكورة للانتفاضة الثالثة، وتحت عنوان "أكبر هجوم على تل أبيب"، أشارت "خراسان" إلى إطلاق كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، 130 صاروخا على تل أبيب وسقوط ضحايا ومصابين في صفوف الإسرائيليين.

يمكننا الآن أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى

"جمهوري إسلامي": لماذا نبرر الواقع بدلا من تغيير السياسات؟

انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" محاولات بعض الأطراف في الداخل تبرير فشل سياسات النظام من خلال الاستشهاد بأمثلة تاريخية، والقول إن الأنبياء والأئمة أيضا لم يفلحوا في تحقيق ما كانوا يرمون إليه من أهداف وغايات، موضحين أن عدم تحقيق كلام مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني ووعده بأن "الجمهورية الإسلامية تريد إعمار دنيا الناس وآخرتهم" هو أمر طبيعي مثلما كان الحال بالنسبة للأنبياء والأئمة.

وذكرت الصحيفة أن هذا الأسلوب هو أسلوب شبيه بأسلوب "علماء السلاطين" الذين كانوا يحاولون تبرير جميع أعمال الحكام والسلاطين من خلال إضفاء الصفة الشرعية عليها بحجة أنها مقدرة من الله سبحانه وتعالى.

وأكدت الصحيفة أن المشكلة تكمن في السياسات وطريقة إدارة البلد، متسائلة: لماذا وبدل أن نقد هذه السياسات ومعالجة الأخطاء تلجؤون إلى التبرير؟ أليس من الأفضل الاعتراف بفشل الأشخاص بدل تحميل ذلك على الإسلام والسنن الكونية.

"شرق": إنهاء الأزمة مع السعودية يعد مكسبا للحكومة الحالية

وفي مقال رأي بصحيفة "الشرق" اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، جاويد قربان أوغلي، إن إنهاء الأزمة المستمرة بين إيران والسعودية منذ ما يقارب 5 أعوام تعد فرصة لإنهاء النزاعات بين البلدين لاسيما في اليمن، موضحا أن حصول مصالحة مع السعودية في هذا التوقيت يعد مكسبا وإنجازا للحكومة الحالية.

وذكر الكاتب أن تغيير توجه الإدارة الأميركية الحالية مقارنة مع إدارة ترامب، يعد فرصة سانحة لإيران لإبدال الخطاب الأمني بالخطاب والنهج الدبلوماسي والسياسي القائم على التعاون مع دول الجوار.

"ستاره صبح": الإصرار على شرط التأكد من صحة رفع العقوبات موقف غير واقعي

أشار المحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، إلى المفاوضات النووية الجارية في النمسا، وذكر أن المفاوضات حاليا تدور حول جوهر الاتفاق النووي والعودة إلى الالتزام بالتعهدات النووية من جانب إيران، ورفع الولايات المتحدة الامريكية العقوبات عن طهران.

ولفت الكاتب إلى إصرار المرشد على موضوع التأكد من صحة رفع العقوبات، وقال إن هذه المواقف غير واقعية لأن التأكد من صحة رفع العقوبات أمر غير ممكن عمليا، وذلك لأنه لا أحد يستطيع إجبار الشركات على العودة إلى التبادل التجاري مع إيران، وهي تعتمد في ذلك على دراسة الربح والخسارة وأمن استثماراتها في المستقبل.

كما ذكر أن مواقف المعارضين للمفاوضات لا تأثير لها لأنها لا تعدو الكلام والتصريحات الإعلامية، مؤكدا ان استراتيجية البلاد يتم اتخاذها من جهة أخرى.

"آرمان ملي": العزوف الشعبي عن الانتخابات يعني عدم الرضا عن السياسات القائمة 

تطرق الكاتب والناشط السياسي، محمود زماني قمي، في مقابلة له بصحيفة "آرمان ملي" إلى طبيعة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع عقدها في يونيو (حزيران) القادم، وأشار إلى ظاهرة العزوف الكبير عن الانتخابات وعدم وجود رغبة شعبية للتصويت في هذه الانتخابات، موضحا أن هذا العزوف لا يعني أن الشعب لا يبالي بالشأن السياسي، بل هو عبارة عن ردة فعل تجاه الوضع القائم في البلاد.

ولفت الكاتب إلى عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات، وقال إن ذلك يعني عدم وجود رضا شعبي إزاء السياسات الحالية في البلاد، وإن الناس لم تعد تتأثر بالدعاية الإعلامية التي تقوم بها الاطراف السياسية.