عقب مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، هدأت المشاحنات السياسية بين الأصوليين والإصلاحيين في إيران، لكنها عادت مرة أخرى شيئا فشيئا في الأيام الماضية، وها هي تظهر بوضوح مع حوار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لمجلة "دير شبيغل" الألمانية.

من ناحيته، يراقب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مخططاته وهي تفشل واحدة تلو الأخرى، ينفعل ويفقد الأمل أكثر. مقابلته الأخيرة مع "دير شبيغل" كانت سببا جديدًا لكي تهاجمه الصحف المتطرفة من جهة، فيما تعتبر الصحف الإصلاحية أن سلوكه بعيد عن الأعراف الدبلوماسية.

ظريف قال في مقابلته مع "دير شبيغل": "احتمالية المفاوضات مع أميركا بعد اغتيال سليماني ليست أمرًا مستحيلاً وأنا لا أنفيه أبدًا". 

صحيفة "وطن أمروز" قالت: "إنك تخطئ العنوان! وعنونت بتعجب: "مفاوضات مع قاتل الحاج قاسم؟!".. وقد ناقشت الصحيفة الفكرة من منظور قانوني، حيث يعتبر القانون الأميركي ترامب وحكومته مجرمين بعد اغتيال سليماني، وزعمت أن على إيران المطالبة بالجزاء القانوني أولاً للحكومة الأميركية المجرمة وفقًا للقوانين الدولية.

تبنى حسين شريعتمداري، رئيس تحرير "كيهان"، الموقف نفسه، متسائلاً: ما هدف ظريف من المفاوضات مع قاتل سليماني؟

وزعم شريعتمداري أن الملايين من مشيعي قاسم سليماني طالبوا بالانتقام له، وأن رأي ظريف يخالف رأي شعب ومطالبه، متسائلاً: أي إيران أنت وزيرها؟

وطرح ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان" على ظريف سؤالاً يقول: "في حال افترضنا أن ترامب رفع العقوبات وعاد إلى طاولة المفاوضات، ما هي المواضيع التي ستطرح على طاولة الحوار؟ هل هناك ملف غير توقيف الصناعة الصاروخية ووقف الدعم لجبهة المقاومة؟".

اللافت أن الصحف الأصولية تلوم ظريف على مقابلته مع "دير شبيغل" الألمانية، والصحف الإصلاحية أيضًا، حيث انتقدت غضب ظريف أمام أوروبا، مثل تصريحه: "على أوروبا أن تعد نفسها لمعركة صعبة".

وفي هذا السياق، طرحت صحيفة "آفتاب يزد" سؤالاً على المحللين السياسيين: "إلى متى ستستمر سياسة التطرف في التصريحات؟ وهل ستساعد لغة التهديد إيران؟".

وفي الجانب الاجتماعي سلطت الصحف الضوء اليوم على خبر "قانون محاصصة الطلاق"، الذي أعلن أمس من قبل السلطات، كما ناقشت الصحف الخبر في عدة تقارير، بعد أن تناولته وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ساخرة أمس، يحدد القانون الجديد نسب عدد الطلاق في كل محافظة وحصة كل مكتب طلاق 182 حالة طلاق في السنة.

صحيفة "آفتاب يزد" عنونت الخبر: "طلاق على الكوبونات"، صحيفة "ابتكار" عنونت: "أسهم طلاق"، فيما ناقشت "شهروند" مع الخبراء تفاصيل هذا القانون.

يمكننا الآن أن نقرأ معًا مقتطفات من صحف اليوم...

"آفتاب يزد": لحن ظريف حاد وغير دبلوماسي

طرحت صحيفة "آفتاب يزد" سؤالاً على الخبراء والمحللين السياسيين: لماذا يتطرف ظريف في تصريحاته؟ وهل ستساعد لغة التهديد إيران؟

يرى محلل العلاقات الدولية فريدون مجلسي أن تصريحات وزير الخارجية الحادة ضد أوروبا لا تندرج في إطار الدبلوماسية. وأضاف أن ظريف الآن أصبح الناطق باسم مجموعة أخرى لها أهداف منفصلة بعيدًا عن المفاوضات، وعلق مجلسي على تهديدات إيران لأوروبا، بأن الأفضل هو عدم السير في هذا الاتجاه والبقاء في الأطر الدبلوماسية.

ويرى فريدون مجلسي أن تهديد أوروبا غير مجدٍ، كما كانت الخطوات الخمس لتقليص التزامات إيران النووية غير مجدية، ولكن قد تكون لهذه اللهجة والتهديدات آثار سلبية أكثر على الملف الإيراني.

فرهيختكان": مواقف ظريف انفعالية وضعيفة

ظريف متهم؛ الإصلاحيون يقولون: "لماذا تتطرف مع الأوروبيين وتغلق طريق السلام؟ فيما يحتج الأصوليون على تصريحاته الانفعالية وغير المناسبة حول المفاوضات مع الولايات المتحدة!

صحيفة "فرهيختكان" اعتبرت أن تصريحات ظريف بأن إيران لا تستبعد التفاوض مع الولايات المتحدة عجيبة وستحمل تبعات كثيرة، وقد سخرت الصحيفة من ظريف متسائلة: "كيف يريد أن يجلس على طاولة المفاوضات مع قاتل سليماني الذي قال عنه سابقاً الأخ العزيز".

ومن وجهة نظر هذه الصحيفة، فإن الإصرار على إمكانية التفاوض ليس سوى إرسال رسالة ضعف إلى الطرف الآخر. بينما تصر الصحيفة على أن المفاوضات اليوم وصلت إلى طريق مسدود. من وجهة نظر الخبير الدولي مجتبى عبد خدائي فإن المواقف الانفعالية لظريف تضع إيران في ذروة الضعف.

"مستقل": الإصلاحات مستحيلة والإصلاحيون في طريق مسدود

رأى المحلل السياسي والناشط الديني- الوطني، علي رضا رجائي، في مقابلة مع "مستقل" أن بنية النظام السياسي في إيران تتعارض بشكل أساسي مع حركة الإصلاح، وأن الإصلاحيين اليوم وصلوا إلى طريق مسدود، مضيفًا أن البرلمان ليس في صدارة هيكلية النظام كما يقال، ولا ينسجم مع الهيكليات الموجودة حاليًا، وأن فكرة قيام البرلمان في إيران بلعب دور يتجاوز الإطار المحدود للبرلمان في إيران  أو تنفيذ إصلاحات هيكلية، ليس إلا فكرة خيالية.

كما يرى رجائي أن المعارضة الإيرانية منقسمة ومشتتة، وليس لدى أي طرف في المعارضة إمكانيات النظام السياسي الحالي.

"جوان": الضغط الأقصى إلى متى؟

تعتقد صحيفة "جوان" الأصولية أن الولايات المتحدة وأوروبا ليس لديهما بعدُ ما يستحق العقوبات. لذا فإن عدم إصدار تأشيرة لرجال الأعمال الإيرانيين ووضع قيود على التأشيرات لوزارة الخارجية لا يعني أن الولايات المتحدة قد خفضت شعلة العقوبات بل يعني أن خيارات العقوبات الإضافية ستكون محدودة وغير مجدية.

من وجهة نظر "جوان"، فإن أي خطوة قادمة ستكون صغيرة، مقارنة بالعقوبات النفطية والمصرفية ، ولم يعد هناك أي سبب يدعو الأميركيين إلى خفض مستوى العقوبات والاتجاه نحو مستوى أقل.

الصحيفة المقربة من الحرس الثوري الإيراني ترى أنه إذا كانت الخيارات المتاحة أمام أميركا للضغط فقط في هذه الحدود، فإن الاحتمالات القادمة غير مهمة ولن تكون مؤثرة.

"شهروند: حصحصة الطلاق تعني زيادة العنف المنزلي

وفقًا لصحيفة "شهروند" فإن جدول حصحصة تسجيل الطلاق حسب المدن، منح أكبر نسبة لمحافظة هرمزكان، حيث وصلت إلى 329 حالة، بينما كان نصيب محافظة جهار محال بختيار، وكهيكيلويه وبوير أحمد، هي الأقل حظوظاً في حصص الطلاق التي وصلت إلى 98 - 95 حصة.

ويرى الخبراء أنه على الرغم من أن القانون الجديد يصعب الطلاق، إلا أن تقييد الطلاق يزيد فعليًا من احتمال العيش في حياة غير مناسبة وظروف صعبة، ويزيد من احتمال الانتحار والعنف وسوء معاملة الأطفال.

تؤكد المحامية مينا جعفري، أن وضع سقف للطلاق سيزيد من معدل العنف الجسدي والجنسي وحتى قتل الشريك، وتضيف: "إذا كان الغرض من تقييد تسجيل الطلاق هو تخفيض معدل الطلاق التوافقي، فالمحامون سيجدون حلا  للتحايل على العملية الإدارية لإجراء معاملة الطلاق بأجور أعلى وبالتالي انتشار أكثر للفساد".