استمرت أزمة انقطاع الكهرباء في المحافظات الإيرانية المختلفة بعد أن اشتدت وتيرتها منذ أسبوع، حيث تقوم الحكومة بقطع الكهرباء كل يوم لمدة ساعتين تقريبا في كل مدينة في إيران، وهو ما أثار انتقادات واسعة ومطالب بضرورة توفير الكهرباء باعتبارها من أساسيات الحياة، ومن أولى واجبات الحكومة تجاه الشعب.

كما أثار انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في محافظات إيرانية احتجاجات واسعة في جميع أنحاء البلاد، وأدى إلى ترديد هتافات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي.

في غضون ذلك اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس الثلاثاء 6 يوليو(تموز)، أن بعض أسباب انقطاع الكهرباء في البلاد بأنه "غير مقصود وغير إرادي"، وأن هذه الأسباب تأتي "بسبب التغييرات الموسمية والعوامل الطبيعية"، كما قدم اعتذارا للشعب على خلفية أزمة الكهرباء.

وطالبت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية الرئيس بأن يقدم الحلول ويكون على قدر المسؤولية ولا يكتفي بالاعتذار، وأشار عدد من الصحف إلى اعتذار الرئيس الإيراني من الشعب، فيما كتبت صحيفة "اقتصاد بويا" في صفحتها الأولى: "إيران قطب الطاقة لا تملك الكهرباء".

 أما صحيفة "اعتماد" فعنونت بالقول: "خلف كواليس انقطاع الكهرباء"، وذكرت أن منتجي الكهرباء يبدو أنهم يقصدون من قطع الكهرباء بشكل متكرر إلى تحقيق هدف كبير، ألا وهو رفع أسعار الكهرباء على المواطنين الإيرانيين.

في شأن آخر غطت الصحف أزمة أخرى وهي أزمة كورونا بعد تفاقم الوضع الصحي في البلاد، حيث أشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى اقتراب العاصمة طهران ومحافظة خراسان من كارثة صحية بعد أن انتقلت السلالة الهندية لفيروس كورونا إلى العاصمة طهران.

 وكتبت صحيفة "جمهوري إسلامي": "زيادة المدن الحمراء ضمن تصنيفات كورونا إلى 120 مدينة".

على صعيد آخر تجاهلت معظم الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 7 يوليو (تموز)، المواقف الغربية التي بدأت تتشدد تجاه إيران، في ظل تعنتها وإصرارها على مواقفها الأحادية والمطالبة برفع العقوبات عنها بشكل كامل، للتراجع عن خطواتها التصعيدية في تخصيب اليورانيوم.

وكان الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أعربت عن قلقها إزاء تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إنتاج إيران لليورانيوم المعدني، قائلة إن هذا الإجراء قد يكون خطوة نحو تصنيع أسلحة نووية.

أما الصحف الإيرانية فاقتصرت على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، وتأكيده أن تغيير الحكومة لن يؤثر على موقف طهران من الاتفاق النووي.

كما لفتت صحف أخرى إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني المنتخب، إبراهيم رئيسي وتأكيد هذا الأخير دعم إيران للنظام السوري. 

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"اعتماد": رفع أسعار الكهرباء سر انقطاع الكهرباء بشكل متكرر

رأت صحيفة "اعتماد" أن هناك صدمة في أسعار الكهرباء سوف تحدث في إيران على خلفية الانقطاع المتكرر للكهرباء، وذكرت أن مسؤولي قطاع الكهرباء يريدون أن ينهجوا نفس خطة القطاعات الأخرى، مثل قطاع السيارات والمواشي والألبان والأثاث المنزلية، حيث إنهم قبل أن يرفعوا أسعار سلعهم يمنعونها من التداول في الأسواق، وعندما يزيد الطلب عليها يبادرون برفع الأسعار كيفما شاءوا.

وتوقعت الصحيفة أن تزيد أسعار الكهرباء بنسبة 100 إلى 200 في المائة خلال الشهور القادمة، مؤكدة أن منتجي الكهرباء يحاولون تحقيق هذا الهدف منذ أكثر من عام.

"تجارت": انتقادات شعبية حادة بسبب تخبط سياسات الحكومة

أشارت صحيفة "تجارت" الاقتصادية إلى زيادة الانتقادات الشعبية التي توجه للحكومة على خلفية تفاقم الأزمات، وتلاحقها بعد سلسلة من الوعود البراقة التي يعطيها المسؤولون بين الفينة والأخرى، للقضاء على أزمات كثيرة على رأسها أزمة توفير لقاح كورونا، وتداعيات ذلك على الأعمال والقطاعات الاقتصادية التي تمس حياة المواطنين وتؤثر عليهم بشكل كبير.

وذكرت الصحيفة أن هذه المشاكل يبدو عليها أنها لا نهاية لها، وأكدت أن أصحاب المهن والمشاغل لا يستطيعون تحمل التبعات المترتبة على هذا الوضع، حيث يعلن كل فترة عن عطلة المهن والأعمال ضمن إجراءات كورونا الوقائية.

كما لفتت الصحيفة إلى أزمة انقطاع الكهرباء بشكل يومي، وذكرت أن انقطاع الكهرباء يلحق أضرارا بالكثير من المهن والأعمال التي توفر القوت اليومي للمواطنين، واستشهدت بكلام عدد من المواطنين الذين قالوا للصحيفة إنهم لا يأملون حدوث أي تحسن في الوضع الراهن، وإنما يخشون من تفاقم الوضع وزيادة تدهوره.

"فرهیختكان": إيران لم تستطع أن توفر أي لقاح حتى الآن

بعد أن كانت صحيفة "فرهيختكان" تتغنى باللقاحات التي تنتجها إيران في الداخل وتعدها فخرا وإنجازا، عادت اليوم ووجهت سهام نقدها للحكومة، واعترفت بأن طهران لم تستطع أن توفر أي لقاح حتى الآن.

وحصرت الصحيفة نقدها على الحكومة، في حين أن المؤسسات المشرفة على إنتاج اللقاح هي مؤسسات تتبع الحرس الثوري.

كما انتقدت الصحيفة طريقة توزيع اللقاحات التي استوردتها إيران من الدول الأخرى، مشيرة إلى الطوابير الطويلة التي تشكلت من أجل الحصول على اللقاحات، وكذلك السرقة التي حصلت في مجال اللقاحات المستوردة.

وقال عليرضا ناجي رئيس مركز البحوث الوبائية في جامعة بهشتي للصحيفة إن زيادة نسبة إنتاج اللقاح ليس بالعمل السهل، فهو يحتاج إلى وجود تكنولوجيا التي لا تملكها إيران.

"ستاره صبح": لماذا يحاول الأصوليون تطهير ساحة طالبان؟

أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى مواقف التيار الأصولي من حركة طالبان في الفترة الأخيرة، حيث شهد الموقف انقلابا تاما وأصبحت الصحف ووسائل الإعلام الأصولية تصور حركة طالبان على أساس أنها حركة سياسية، لا تمارس العنف والإرهاب في أعمالها.

ونوهت الصحيف إلى ما ذكرته صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، وادعائها بأن حركة طالبان لا دخل لها في حادثة اغتيال الدبلوماسيين الإيرانيين المعروفة في مدينة مزار شريف.

كما لفتت الصحيفة إلى ما ذكرته صحيفة "كيهان" وقولها إن التقدم الأخير لحركة طالبان في المناطق الأفغانية لم يرافقه أي أعمال عنف وجرائم مروعة.

وتساءلت الصحيفة عن الأسباب التي تجعل التيار الأصولي يحاول تطهير ساحة حركة طالبان من سجلها الدامي، وأكدت في المقابل أن حركة طالبان تعتبر تهديدا حقيقا لإيران.