سيطرت أزمة انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في البلاد، على الصفحات الأولى للصحف الصادرة اليوم الاثنين، بعد أن شهدت البلاد موجة واسعة من انقطاع الكهرباء في مدن مختلفة وعلى رأسها العاصمة طهران ومدينة كرج بالإضافة إلى المدن الكبرى مثل شيراز والأهواز وأصفهان وتبريز.

وعنونت صحيفة "همشهري" بخط عريض وقالت "الكهرباء في حالة طوارئ"، مشيرة إلى توقف عدد من محطات إنتاج الكهرباء في البلاد، فيما استخدمت صحيفة "إيران" الحكومية عنوان "موجة انقطاع الكهرباء"، مستشهدة بكلام أمين عام "شركة توانير" حيث أكد أن وضع الكهرباء في البلاد خلال الشهر القادم سيكون في أزمة. 

ويأتي انقطاع التيار الكهربائي غير المعلن عنه لعدة ساعات، يومي السبت والأحد، بالإضافة إلى حالات الانقطاع التي تحدث من قبل وزارة الطاقة وشركة توانير في جميع محافظات ومدن إيران تحت عنوان "إدارة أحمال الشبكة وتقليل استهلاك الكهرباء" على مدار الساعة.

وفي الوقت نفسه، قال مصطفى رجبى مشهدي المتحدث باسم صناعة الكهرباء الإيرانية، إن "صناعة الكهرباء تمر بظروف صعبة للغاية"، مضيفًا أن الفجوة بين إنتاج واستهلاك الكهرباء في إيران "زادت بشكل حاد" بسبب الطقس الحار، وقد وصلت إلى 11000 ميغاواط.

في غضون ذلك نرى بعض الصحف المقربة من الحرس الثوري والمرشد تتجاهل أزمة انقطاع الكهرباء التي باتت كابوسا للكثير من الإيرانيين واهتمت هذه الصحف في المقابل بمواضيع لا صلة لها بحياة المواطنين أو أنها تتعارض مع الواقع على الأرض. فصحيفة "كيهان" مثلا والتي يديرها حسين شريعتمداري، الشخصية المقربة من المرشد، عنونت صفحتها الأولى: " العقوبات على إيران لم تكن مؤثرة في عهد ترامب ولن تكون مؤثرة في عهد بايدن كذلك"، كما كتبت "حمايت" التابعة للسلطة القضائية وقالت "العقوبات على إيران لن تحقق أهدافها"، أما صحيفة "سياست روز" فعنونت بالقول: "أمل بتحولات إيجابية في الأعوام القادمة". 

ومن جهتها، عنونت صحيفة "وطن امروز" التابعة للحرس الثوري بالقول: "نصر الله منقذ لبنان"، وتشير إلى مطالب اللبنانيين وترحيبهم بأن توفر إيران الوقود إلى لبنان للخروج من أزمته في هذا المجال.

وعلى صعيد كورونا أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي"، إلى البدء في إجراء قيود على الحركة في المدن والمناطق المصنفة ضمن الحالة الحمراء والبرتقالية، وكتبت "اعتماد": "عودة أزمة كورونا إلى 92 مدينة".

كما نوهت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية إلى تداعيات أزمة كورونا واستمرار العقوبات على طهران، وعنونت بالقول "مصير خطير للاقتصاد في ظل استمرار كورونا والعقوبات". وشددت على ضرورة أن تقوم الحكومة بتقديم الدعم إلى الطبقات الفقيرة في المجتمع.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في بعض الصحف الأخرى

"آرمان ملي": انقطاع المياه والكهرباء بالتزامن مع تفاقم أزمة كورونا

سلطت صحيفة "آرمان ملي" في تقرير لها الضوء على أزمة انقطاع الكهرباء وشح المياه في إيران، وذكرت أنه وبالتزامن مع تفاقم أزمة كورونا من جديد وتصنيف 92 مدينة ضمن الحالة الحمراء شديدة الخطورة أصبحت البلاد تواجه انقطاع المياه والكهرباء بشكل متكرر وهو ما يعود بحياة الناس إلى تسعينيات القرن الماضي.

وانتقدت الصحيفة انقطاع الكهرباء دون إنذار مسبق، ما جعل الناس يعيشون حالة من الحيرة والفوضى، ونقلت تصريح المتحدث باسم شركة الكهرباء في إيران، والذي أكد أنه وبسبب عدم ثبات واستقرار الكهرباء في إيران لا يمكن ضمان عدم تكرار هذا الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي في البلاد.

"همدلي": مطالب الإيرانيين في هذه الأيام.. المياه، والكهرباء، واللقاح

تناولت صحيفة "همدلي" أبرز التحديات التي يعيشها الإيرانيون في هذه الأيام مشيرة إلى أزمة انقطاع الكهرباء بشكل واسع وكذلك شح المياه وجفاف الأهوار بالإضافة إلى أزمة كورونا ونوهت إلى أن أبرز مطالب الناس في هذه الأيام تتمثل في توفير المياه والكهرباء واللقاح.

ونوهت إلى أن أزمة انقطاع الكهرباء التي شلّت بعض المهن والأعمال تأتي بالتزامن مع الحديث عن استثمار البرلمان في أجهزة البيتكوين ومحاولته الحصول على 500 مليون دولار من هذه الأعمال والنشاطات، كما يتم ذلك بالتزامن مع تصدير إيران الكهرباء إلى دول الجوار. 

كما لفتت الصحيفة إلى أزمة توفير اللقاحات وعجز الحكومة عن القيام بواجبها تجاه المواطنين، مشيرة إلى سفر العديد من الإيرانيين إلى خارج البلاد بأمل الحصول على اللقاح من الدول الأخرى.

"اعتماد": استقرار حكومة طالبان في كابل يهدد نظام طهران

قالت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها حول التحديات التي تواجه إيران في أفغانستان إن استقرار حكومة لطالبان في كابل من شأنه أن يهدد مصالح إيران وأمنها في المناطق الحدودية، مقررة أن طهران في سياساتها تجاه أفغانستان كمن يمشي على شفا جرف هار ومنزلق خطير، وأوضحت أن التقارير والحقائق على الأرض تثبت أن حركة طالبان لم تغير من آيديولوجيتها السابقة وإنما أصبحت أكثر دهاء وفاعلية من السابق بعد تجربة دامت لأكثر من عشرين سنة.

"اقتصاد بويا": الاقتصاد الإيراني أصبح متهالكا خلال العقد المنصرم

أشار الخبير الاقتصادي، وحيد شقاقي، في مقابلة مع صحيفة "اقتصاد بويا"، إلى الاحتجاجات التي نظمها عمال شركات النفط في إيران للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية واكد أن العمال الذين يعملون وفق نظام المقاولة في هذه الشركات يعانون من التمييز الوظيفي بينهم وبين العمال الرسميين، حيث إن رواتب الموظفين الرسميين تزيد ثلاثة أضعاف على العمال بالمقاولة.

ولفت شقاقي إلى الأزمة الاقتصادية التي عاشتها إيران خلال العقد الأخير وأكد أن الاقتصاد الإيراني اصبح بائدا ومتهالكا خلال هذه الفترة وسجل أعلى نسبة تضخم في تاريخه، وبالتالي فإن حدوث مثل هذه الاحتجاجات أمر طبيعي للغاية.