تناولت الصحف الصادرة اليوم الأحد المخاوف المتزايدة بشأن نجاح الولايات المتحدة الأميركية في إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، وما إذا كانت الدول الأوروبية قادرة فعلا على الوقوف بوجه واشنطن ومنع سريان العقوبات على إيران.

وقبل ساعات من فجر اليوم الأحد أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، "عودة جميع العقوبات على إيران، الدولة الراعية للإرهاب ومعاداة السامية"، حسب تعبيره، وأضاف أن "العقوبات تشمل التمديد الدائم لحظر الأسلحة. هذه أخبار رائعة من أجل السلام في المنطقة".

وعنونت بعض الصحف الحكومية والمعارضة للحكومة بهذا الموضوع وموقف الدول الأوروبية من إجراء واشنطن الأخير؛ حيث تفاعلت صحيفة "إيران" الحكومية مع البيان المشترك الذي أصدرته كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وأعلنت فيه عن دعمها للاتفاق النووي وتأكيدها على عدم عودة العقوبات الدولية على الجمهورية الإسلامية. وعنونت الصحيفة بـ"رفض أوروبا"، محاولة تضخيم الموقف الأوروبي المعارض لتفعيل آلية الزناد من جانب واشنطن.

لكن في المقابل نجد صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي  تعتبر أن هذا البيان من جانب الدول الأوروبية الثلاث هو مجرد عرض تمثيلي، وطالبت الدول الأوروبية بالالتزام بتعهداتها النووية بدل هذه البيانات التمثيلية.

واهتمت "كيهان" وكثير من الصحف الأخرى في عنوانها الرئيسي بتصريحات قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، وتأكيده أنه سيتم استهداف من تورط "بشكل مباشر وغير مباشر" في مقتله، وكتبت "كيهان" بالخط العريض: "هذا إنذار حقيقي؛ سنستهدف جميع العناصر المتورطة في اغتيال سليماني". وقد طرب رئيس تحرير الصحيفة، حسين شريعتمداري، أيما طرب لهذا التصريح، وكتب مقالا بعنوان "سلمت يداك أيها اللواء سلامي".

وفي السياق نفسه، كتب حسين شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، مقالا افتتاحيًا في الصحيفة، معتبرا أن دونالد ترامب هدف للحرس الثوري، من أجل الانتقام لمقتل قاسم سليماني، وقال: "على ترامب أن يعلم أنه سيبقى هدفا رئيسيا حتى آخر حياته، ولا فرق أن يكون رئيسًا أم لا".

وفي شأن متصل أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى تصريحات المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، الذي قال إنهم غير قلقين من تفعيل آلية الزناد من جانب واشنطن، وإنما هم قلقون من آلية الزناد في الداخل، مشيرًا إلى معارضي الاتفاق النووي داخل البلاد.

وعلى المستوى الصحي، أشارت بعض الصحف إلى تصريحات الرئيس حسن روحاني حول تراجع نسبة الالتزام بالتعليمات والتعاليم الطبية من جانب المواطنين، وكتبت "اطلاعات": "روحاني: تراجع نسبة التزام الناس بالبروتوكولات المتعلقة بكورونا مقلق"، وكتبت "همشهري" عن التقرير الذي قدمه روحاني عن وضع كورونا في إيران.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم.."

"آفتاب یزد": أطباء ينفون تصريحات روحاني حول وجود مرض شبيه بالالتهاب الرئوي 

علّق متخصصون وأطباء في إيران على تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يوم أمس السبت، وكشفه عن وجود انتشار لمرض أكثر خطورة من كورونا، يشبه الالتهاب الرئوي بدأ ينتشر في دول مجاورة لإيران معربا عن احتمالية وصول المرض إلى الداخل الإيراني.

وعن هذه التصريحات قال مسعود مرداني المتخصص في الأمراض المعدية، وعضو لجنة مواجهة كورونا، إنه لا علم له بوجود مثل هذا المرض، مضيفًا: "اسألوا رئيس الجمهورية عن ماهية هذا المرض".

ووصف مرداني تصريحات روحاني بأنها تفتقر للخلفية العلمية، وقال لا يوجد ذكر لهذا المرض في موقع منظمة الصحة العالمية أيضًا.

وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ودون أن يذكر التفاصيل، قال أمس السبت إن بعض الدول المجاورة لإيران تشهد انتشار مرض أكثر خطورة من كورونا، يشبه الالتهاب الرئوي. کما علقت مینو محرز، عضوة اللجنة العلمية بالمقر الوطني لمكافحة كورونا، على هذه التصريحات لروحاني قائلة: "أي مرض؟ لا علم لي".

وخلصت الصحيفة في تقريرها إلى نتيجة ساخرة قالت فيها إن الرئيس حسن روحاني هو الشخص الوحيد الذي له علم بحقيقة هذا المرض!

"ستاره صبح": معارضة الدول الأوربية لتفعيل آلية الزناد ليست نصرًا أو إنجازًا لطهران

رأى فريدون مجلسي أن معارضة الدول الأوروبية لتفعيل آلية الزناد من جانب الولايات المتحدة الأميركية لا يعد إنجازا كبيرا بالنسبة لإيران ولا يمكن اعتباره نصرا لطهران لأن إيران حاليا تخضع لعقوبات من جانب الولايات المتحدة الأميركية التي تسعى إلى تحويل هذه العقوبات من عقوبات أحادية الجانب إلى عقوبات دولية.

وفي مقابل ذلك، رأى مجلسي أن ما يعتبر هاما بالنسبة لإيران هو أن نعرف ما هي الدول التي تتفق مع إيران في المنطقة، مضيفا: "لا أحد، فالسعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد اقتحام سفارتها، والكويت والإمارات والآخرون أيضا لهم علاقات مكدرة مع إيران".

وخلص مجلسي إلى أن تعليق العقوبات على إيران لن يحل مشكلة أساسية بالنسبة لطهران.

"جهان صنعت": أوروبا تريد الحفاظ على الاتفاق النووي قانونيًا بعد عجزها عن حمايته عمليًا

قال قاسم محب علي، المحلل والخبير في الشؤون الدولية، إن السبب الرئيسي في مقاومة أوروبا لسياسة ترامب هو أن الدول الأوروبية تسعى إلى أن تحافظ على الاتفاق النووي على الورق فقط، فإذا لم تكن قادرة على الحفاظ على الاتفاق النووي عمليا فإنها في الحد الأدنى تكون قد حافظت عليه قانونيا وعلى الورق فحسب.

ورأى محب علي أن الدول الأوروبية تريد أن تستمر بعلاقاتها المترددة مع الولايات المتحدة الأميركية حتى تتم الانتخابات بأمل أن يفوز المرشح الرئاسي جو بايدن لتعقد حينها اتفاقًا مع الولايات المتحدة لإعداد صيغة مشتركة للتفاوض مع طهران.

وأضاف محب علي: "وفي هذه المرة سيكون موضوع صواريخ إيران وقضية حقوق الإنسان من ضمن القضايا المطروحة على طاولة الحوار بكل تأكيد ولن تنحصر المفاوضات على الملف النووي لإيران".