تستمر أزمة انقطاع الكهرباء في إيران بعد أن عمّت معظم المدن والمحافظات الرئيسية، وعلى رأسها العاصمة طهران، وغطت الصحف الصادرة اليوم على نطاق واسع هذه الأزمة وانتقدت طريقة الحكومة في التعامل مع هذا الملف، حيث تحاول أطراف بعينها توجيه هذا الانقطاع بعيدا عن قضية استخراج العملات الرقمية (بيتكوين)، والقول بأنها ليست هي السبب في هذه الأزمة.

وكشفت صحيفة "آفتاب يزد" وجود فساد في مجال الطاقة وآلية توزيعها في البلاد، مشيرة إلى قضية استخراج العملات الرقمية وأوضحت أن "تجارة سرية تجري في البلاد" في ما يتعلق بموضوع العملات الرقمية. 

أما صحيفة "إيران" الحكومية فقد تطرقت إلى الموضوع بعد صمتها أمس الاثنين، واستندت إلى كلام وزير الطاقة الذي زعم أن السبب في انقطاع الكهرباء هو الاستخدام الكبيرة للكهرباء بسبب ارتفاع نسبة الحرارة غير المسبوقة. كما أنها أوضحت أن تراجع نسبة إنتاج الكهرباء يعود إلى شح الأمطار واستهلاك محطات الإنتاج. كما ذكرت صحيفة "ثروت" أن أزمة الكهرباء سوف تستمر لمدة شهر.

على صعيد آخر أشارت الصحف اليومية إلى موضوع الانتخابات الرئاسية، وترقب المرشحين للسباق الرئاسي لنتائج تحريات مجلس صيانة الدستور واحتمالية رفض تزكية وجوه بارزة في هذه الانتخابات. 

كما لفتت بعض الصحف إلى انسحاب عدد من المرشحين قبل الإعلان عن نتائج دراسة أوراق المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور.

في شأن آخر سلطت بعض الصحف الضوء على المفاوضات النووية وأبعادها، حيث أعلنت إيران عن تمديد مهلة عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كفرصة جديدة لخيار الدبلوماسية ومحاولة من طهران لرفع العقوبات الاقتصادية عنها.

ورحبت صحيفة "إيران" الحكومية بهذا التمديد فيما عارضته صحف أخرى مثل "كيهان" واعتبرته "تقديم امتيازات أحادية الجانب إلى الطرف الذي انتهك الاتفاق النووي".

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"جمهوري إسلامي": وزارة الطاقة لا تستطيع مواجهة الأطراف التي تعمل في استخراج العملات الرقمية

طالبت صحيفة "جمهوري إسلامي" النظام الإيراني بضرورة الإسراع في معالجة أزمة الكهرباء، وكتبت: "لا تجعلوا الناس ضحايا في سبيل الحصول على العملات الرقمية"، وأكدت أن قضية استخراج العملات الرقمية هي موضوع خارج قدرات وزارة الطاقة، حيث أن هناك أطرافا تنتمي إلى مؤسسات في السلطة الحاكمة وتمتلك رخصا في هذا الأمر، وإن وزارة الطاقة لا تستطيع مواجهة هذه الأطراف.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الأطراف التي تعمل في استخراج العملات الرقمية تحاول الادعاء بأنها تعمل من أجل الالتفاف على العقوبات، مشيرة إلى أن الصينيين هم من الأطراف الذين يملكون هذه الرخص من السلطات الإيرانية.

وشددت الصحيفة على ضرورة أن تتم مواجهة جميع الأطراف الداخلية والخارجية والتي تعمل في هذا المجال وتساهم بشكل كبير في خلق أزمة الكهرباء التي بات الجميع يعاني منها.

"كيهان": إيران سقطت في بئر المفاوضات النووية

تناولت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، موضوع المهلة الزمنية التي حددتها إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذكرت أن تمديد المهلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس أمرا منطقيا ولا مبرر له، كما عارضت الصحيفة الاستمرار في المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا.

وقال كاتب الصحيفة محمد أعرابي، في مقال له بالصحيفة، إن مفاوضات فيينا هي بئر عميق قائلا: "لقد سقطنا من حفرة الاتفاق النووي إلى بئر فيينا".

وذكرت الصحيفة أن مفاوضات فيينا خاطئة لاعتبارين؛ الأول: أن الوفد الإيراني المفاوض خاض مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية دون الحصول على امتيازات قبل الجلوس على طاولة التفاوض، والثاني: هو أن هذه المفاوضات تعطي فرصة جديدة للحصول على إجماع أميركي أوروبي ضد إيران. 

"ابتكار": الثقة.. "الجوهرة المفقودة" في مفاوضات فيينا

قال المحلل السياسي، جلال خوش جهره، في افتتاحية صحيفة "ابتكار" أن الثقة هي "الجوهرة المفقودة" في المفاوضات النووية الجارية بين إيران وأطراف الاتفاق النووي في النمسا، موضحا أن رسائل تخرج من المفاوضات تدل على عدم وجود ارتياح بين الأطراف المفاوضة، ويبدو أننا رجعنا إلى فكرة "لتخطو أنت الخطوة الاولى ثم أخطو أنا الخطوة الثانية".

وأشار الكاتب إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي الذي ذكر أنهم لم يلاحظوا أي توجه إيراني نحو الالتزام بتعهداتها النووية، وإن الولايات المتحدة لم تعرف بعد ما تنوي إيران القيام به، مضيفا إن هذه القضية هي قضية اختبار بالنسبة لطهران.

وذكر الكاتب أن عدم حصول تقدم في المفاوضات النووية قد يعود لمحاولات طهران وواشنطن للتوصل إلى حل لكامل الخلافات بين البلدين على المدى البعيد، أو إنه يدل على عجز الجانبين من تخطي نقطة الصفر. 

"اقتصاد بويا": المواطنون لم يعد يهتمون بمن يكون رئيسا للبلاد

قال الخبير السياسي، فريدون مجلسي، لصحيفة "اقتصاد بويا" إن المواطنين لم يعد يهتمون بمن يكون رئيسا للبلاد، وأكثر من ذلك إن المواطن الإيراني أصبح لا يهتم فيما إذا كانت هذه السياسات والأعمال تتم بشكل متعمد أو غير متعمد.

وقال مجلسي: "بكل تأكيد سيتم انتخاب حكومة جديدة، لكن ليس معروفا ماهية الطريق الذي تريد أن تسلكه الحكومة الجديدة، فهل هو الحرب مع إسرائيل أم المفاوضات"، مضيفا: "لكن نأمل أن لا يدمروا البلد".