استمرت الصحف الصادرة اليوم الأحد بتسويد عناوينها الرئيسية حول تطورات الأحداث في لبنان بعد الانفجار المدمر الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي في مرفأ بيروت، وخلّف عشرات القتلى وأكثر من 6 آلاف مصاب في حصيلة غير نهائية.

صحيفة " آفتاب يزد" عنونت بـ"لبنان على عتبة الانفجار السياسي"، وأكدت وجود حالة من الاحتقان والرفض الشعبي تجاه النظام السياسي الحاكم في لبنان.

كما أشارت بعض الصحف إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتعددت مواقفها من هذه الزيارة، حسب توجه كل صحيفة وانتمائها الآيديولوجي، فصحيفة "كيهان" المتشددة عنونت بـ"ماكرون داعم للشعب اللبناني أم شريك في الجريمة؟"، لتخلص في الأخير إلى أن ماكرون جاء بثوب المستعمر وأنه هو وحلفاؤه يقصدون مِن  وراء دعمهم للبنان "إضعاف محور المقاومة"، على حد تعبير الصحيفة. وكتبت "سياست روز": "وضع الملح على جراح بيروت"، ووصفت ماكرون بأنه جاء في مهمة استعمارية.

أما كلمة حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، فلم تجد مكانًا على الصفحات الأولى، إلا في الصحف الأصولية مثل "كيهان" التي خصصت مقالها الافتتاحي عن تصريحاته، وكذلك صحيفة "رسالت" التي عبرت بصورة كبيرة على صفحتها الأولى تحت عنوان "جاكوش سيد المقاومة على رأس الصهاينة".

فيما حذرت بعض الصحف من تكرار سيناريو انفجار لبنان في العاصمة الإيرانية، بسبب وجود مخازن كيماوية في مناطق سكنية في طهران، فكتبت "آرمان ملي"، و"صداي اصلاحات" الخطر قريب من سكان العاصمة"، فيما تساءلت "آفتاب يزد" وكتبت: "مستودعات كيماوية في مناطق سكنية في العاصمة؛ خطيرة أم لا؟".

وعن استقالة براين هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميركية، علقت الكثير من الصحف، معتبرة أن هذه الاستقالة نصر لإيران وهزيمة لسياسات واشنطن تجاه طهران، وفشل لسياسة الضغط القصوى التي تعتمدها الولايات المتحدة، فصحيفة "وطن امروز" عنونت بـ"مهندس العقوبات يحترق"، فيما عنونت "كيهان" بـ"هزيمة المسؤول عن سياسة الضغط القصوى ضد إيران وعزله".

 أما صحيفة "مردم سالاري" فأشارت إلى استقالة هوك وتعيين  إليوت أبرامز أحد مهندسي غزو العراق في عام 2003، وكتبت "ذهب هوك وجاء أبرامز"، كما أشارت "آفتاب يزد" إلى تطرف إليوت أبرامز مقارنة مع هوك، وكتبت: "أبرامز أشد عداءً لإيران وأكثر تطرفًا وإخفاقًا"، وقريب منها كتبت "ستاره صبح": "ذهب متطرف وجاء من هو أكثر تطرفًا".

اقتصاديًا علقت بعض الصحف على تصريحات رئيس البنك المركزي، عبد الناصر همتي، ووعوده بتراجع أسعار العملات الصعبة بعد ارتفاع قياسي في الفترة الأخيرة، فصحيفة "ابرار اقتصادي" عنونت بالخط العريض بتصريحات همتي، وكتبت: "تراجع أسعار العملات قريبًا"، فيما كتبت "ثروت": "اليوم أو غدا ستنخفض أسعار العملات"، وأبرزت "كيهان" تصريحا آخر لهمتي، وكتبت: "المتلاعبون بأسعار العملات يتلقون الدعم من دول الخليج".

كما سخرت بعض الصحف من وعود المسؤولين الإيرانيين بالانفراجة الاقتصادية في الأيام والأسابيع القادمة واعتبرت أن هذه التصريحات وعود جوفاء ولن تتحقق على أرض الواقع، فصحيفة "صبح اقتصادي" علقت على الأخبار بالانفراجة الاقتصادية وعنونت بـ"مواعيد عرقوب"، أما صحيفة "تجارت" فكتبت "انفراجة اقتصادية أم وعود علاجية؟َ!".

وأشارت صحف أخرى إلى تصريحات مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، وقوله إن بلاده تتلقى إشارات من دول أوروبية وآسيوية حول قرب انتهاء العقوبات الأميركية ضد طهران، فعنونت صحيفة "امروز" الاقتصادية بـ"الأيام الأخيرة للعقوبات"، فيما كتبت "ثروت" الأيام الأخيرة للعقوبات باتت وشيكة".

ويمكننا الآن أن نطالع عناوين الصحف الأخرى:

"آفتاب يزد": طريقان أمام لبنان بعد الانفجار

سلطت صحيفة "آفتاب يزد" الضوء على ما يجري في لبنان من توتر واحتقان في الشارع بعد الانفجار الكبير الذي وقع في بيروت، يوم الثلاثاء الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن الشعب اللبناني يمر بظروف استثنائية لم يشهدها من قبل.

كما أشارت إلى وجود علاقات ثقافية واجتماعية تربط لبنان بدول أوروبا وعلى رأسها فرنسا، ولهذا فإن كثيرا من اللبنانيين يتعاطفون مع المواقف الفرنسية تجاه لبنان، وفي المقابل يشعرون بتذمر وامتعاض شديدين من الطبقة السياسية الحاكمة التي تقود البلاد منذ قرابة نصف قرن وانتهت به إلى واقع مأساوي مرير.

كما قارنت الصحيفة وضع لبنان المزدهر اقتصاديا في فترة ما قبل تولي المنظومة السياسية الحالية الحكم في البلاد والوضع الراهن الذي يتسم بالاضطراب والمرتهن للأطراف الدولية التي تتدخل في شؤونه.

وتوقعت الصحيفة طريقين أمام لبنان؛ الأول يتمثل في أن يتفق الأطراف المؤثرون في المشهد السياسي اللبناني، ويقدم كل منهم تنازلات للوصول إلى مرحلة وصورة جديدة للحكم في البلاد، أما الطريق الآخر فهو أن يسير لبنان نحو حرب أهلية ثانية، إذا ما أصرت الأطراف السياسية على مواقفها.

"آرمان ملي": كارثة أكبر مما وقع في لبنان تنتظر العاصمة طهران

أشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى وجود ثلاثة مخازن كيماوية في العاصمة طهران وما يمثله ذلك من خطر كبير يهدد قرابة 4 ملايين إنسان، مؤكدة وجود سابقة لانفجار أحد مخازن النفط قبل 4 أعوام.

وأوضحت الصحيفة أن انفجار بيروت جعل العالم يدرك حقيقة مخاطر الاحتفاظ بالمواد القابلة للاشتعال بالقرب من المناطق السكنية، وضرورة نقل هذه المواد إلى مناطق آمنة.

وذكرت الصحيفة أن وقوع أي حادث في مخازن طهران الثلاثة وهي: "مستودع نفط شهران"، و"مستودع بعثت"، و"مستودع "ناصر خسرو" الكيماوي، سيخلف آثارا تفوق ما وقع في بيروت، وأكدت أن كارثة أكبر مما وقع في لبنان تنتظر العاصمة طهران، مستندة إلى تصريحات رئيس لجنة الميزانية في بلدية طهران الذي أكد وجود خطر كبير يهدد حياة 10 ملايين مواطن.

"جام جم": 5 سيناريوهات حول وعود الانفراجة الاقتصادية

تطرقت صحيفة "جام جم" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون إلى ما يشاع من حديث عن قرب الانفراجة الاقتصادية وانتهاء العقوبات، كما صرح مسؤولون كبار في الحكومة وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني ومدير مكتبه محمود واعظي.

وذكرت الصحيفة وجود 5 سيناريوهات لهذه الوعود، كان أولها أن  تبيع الحكومة النفط للشعب سلفا، من خلال البورصة، بحيث يشتري المواطن النفط بالعملة الوطنية ويحصل في الموعد المحدد على أرباحه بالدولار، واعتبرت الصحيفة هذا النوع من السياسة بأنه تحميل الحكومات القادمة أعباء مكلفة كما أنه يساهم في زيادة التضخم.

أما السيناريو الثاني، حسب الصحيفة، فهو طرح الشركات الكبرى في البورصة وهو أبسط السيناريوهات حسب تقرير الصحيفة.

فيما تمثل السيناريو الثالث في تحرير الأموال الإيرانية المجمدة، عبر الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) إلا أن الصحيفة اعتبرت أن هذه الخطوة خطيرة، لأنها ستكشف عن كيفية قيام إيران بالالتفاف على العقوبات.

ورابع السيناريوهات حسب "جام جم" يتمثل في قيام الحكومة بخفض أسعار العملات الصعبة كما وعد رئيس البنك المركزي، إلا أن الصحيفة تساءلت عن أسباب عدم إقدام الحكومة على مثل هذه الخطوة لو كانت فعلا قادرة عليها.

أما السيناريو الخامس والأخير فكان عبارة عن تشكيل قناة مالية جديدة وتسهيل الواردات من خلال إبرام اتفاقيات مع دول كالصين والعراق.