تترقب وسائل الإعلام العالمية والإيرانية الاجتماع المرتقب اليوم، الثلاثاء 6 أبريل (نيسان)، في العاصمة النمساوية فيينا لمناقشة مستقبل الاتفاق النووي، وإمكانية إحيائه في حال حصول تفاهمات بين أطراف الاتفاق. 

واهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بهذا الموضوع، وتناولته على نطاق واسع في صفحاتها الأولى، وقدمت التحليلات حوله بشكل كبير، وتباينت مواقفها ما بين التفاؤل بالنتائج، وما بين التحذير من فخ المفاوضات، وما بين عدم توقع حدوث جديد.

فصحيفة "إيران" الحكومية، مثلا، تفاءلت من هذا الاجتماع، ورأت أن هناك آمالا بدأت تلوح بالأفق بالنسبة للاتفاق النووي، وتحدثت عن وجود سيناريوهين محتملين بالنسبة لاجتماع اليوم، كما رأت "شرق" أن التطورات الأخيرة هي بارقة أمل بالنسبة للاتفاق وكتبت: "العودة إلى الدبلوماسية".

أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، فكشفت عن استيائها من المفاوضات بين طهران والدول الغربية عبر صورة وعنوان لافت على صفحتها الأولى، حيث نشرت صورة وزير الخارجية، جواد ظريف، بجانب أعضاء آخرين في الاتفاق النووي، وبجانبه صورة أخرى لطابور الحصول على الدجاج تحت عنوان : "الدجاج والمفاوضات". 

كما نقلت "جوان" تصريحات رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، قوله مخاطبا روحاني "كان الأحرى بكم أن تكرسوا وقت المفاوضات إلى الإنتاج في الداخل".

أما صحيفة "جام جم" الأصولية فحذرت مما سمته "فخ الخطوة بخطوة"، ورأت ضرورة امتناع إيران عن قبول هذا المقترح إذا ما عُرض عليها في طاولة المحادثات المرتقبة. كما دعمت صحيفة "كيهان" هذا التوجه وأكدت أنه لا يحق أصلا للولايات المتحدة الأميركية المشاركة في هذا الاجتماع، لأنها لم تعد عضوا في الاتفاق النووي، 

في شأن آخر تزايدت المخاوف بين المسؤولين والمهتمين بالشأن الصحي، بعد ارتفاع كبير في الإصابات والوفيات وزيادة ملحوظة في عدد "المدن الحمراء"، ضمن تصنيفات كورونا.

 وعن الموضوع كتبت صحيفة "سازندكي": "ناقوس الموت" وأشارت إلى أن هناك 88 مدينة حمراء في إيران وهو تأزم كبير في الوضع مقارنة مع الأيام والأسابيع الماضية. 

وقالت "اعتماد": "كورونا يصول في الجولة الرابعة"، كما عنونت "جمهوري إسلامي": اتساع مقلق لكورونا في الموجة الرابعة"، ونقلت "ابتكار" تصريح وزير الصحة، سعيد نمكي، وقوله "لم يستمع أحد لكلامي". 

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار الأخرى: 

"إيران": تفاؤل إزاء اجتماع فيينا 

توقعت صحيفة "إيران" الحكومية وجود سيناريوهين للاتفاق النووي والاجتماع المرتقب، اليوم الثلاثاء، في العاصمة النمساوية فيينا، فقد تتم مناقشة ما ترغب فيه الولايات المتحدة وهي فكرة العودة إلى الاتفاق النووي "خطوة بخطوة"، أي أن تبادر واشنطن برفع بعض العقوبات لتقوم إيران بالتراجع عن بعض إجراءاتها وخفضها لتعهداتها النووية، ونوهت الصحيفة أن إيران قد علقت على هذا السيناريو مبدئيا ورفضته سابقا. 

أما السيناريو الثاني، حسب الصحيفة، والمفضل لدى إيران، فيتمثل في أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية، كخطوة أولى، برفع كامل العقوبات، ثم تتأكد طهران من هذا الرفع الكامل لتقوم هي بعد ذلك بالعودة والتراجع عن كامل الإجراءات التي قامت بها في السنوات الأخيرة.

وأعربت الصحيفة عن تفاؤلها من المفاوضات المرتقبة، وقالت إن أزمة الاتفاق النووي يبدو أنها بدأت تسير في اتجاه الحل وأن الأيام القادمة تمتلك أهمية كبرى لمستقبل الاتفاق النووي.

"جام جم": فخ الخطوة بخطوة.. والاتفاق النووي لم يخرج من الطريق المسدود

أما صحيفة "جام جم" فرفضت التصور الإيجابي تجاه الاتفاق النووي ورأت أن طرفي الاتفاق النووي الرئيسيين وهما إيران والولايات المتحدة الأميركية يختلفان في الطرح والمطالب المرجوة من هذا الاجتماع، حيث تريد إيران رفع العقوبات بالكامل، فيما يُفهم من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بأنهم يخططون لتنفيذ فكرة العودة إلى الاتفاق النووي خطوة بخطوة.

وخلصت الصحيفة أن القول بأن الاتفاق النووي خرج من الطريق المسدود، هو قول لا تدعمه الأدلة والبراهين، موضحة أن هناك غموضا كثيرا حول الموضوع، وهو ما أثار قلق البرلمان الإيراني الذي عقد اجتماعا يوم أمس الاثنين لمناقشة الموضوع.

كما أشارت الصحيفة إلى ما جاء في تغريدة لوزير الخارجية، جواد ظريف، ذكر فيها مصطلح "خطة الإجراءات المتقابلة"، وذكرت أن الحديث عن هذا الموضوع، هو نفس فكرة العودة إلى الاتفاق خطوة بخطوة وهي رغبة الولايات المتحدة، مؤكدة أنه وفي حال قبلت إيران بهذا المقترح فسيكون موضوع اشتراط إيران الرفع الكامل للعقوبات، والتأكد من صحته، مجرد شرط صوري لا قيمة له.

 "ستاره صبح": العقوبات لا تحل عبر الاتفاقيات مع الصين بل عبر حل أزمة الاتفاق النووي

قال الخبير في العلاقات الدولية، علي بيكدلي، لصحيفة "ستاره صبح" إن العقوبات والمشاكل الاقتصادية لا تحل عبر إبرام اتفاقيات مع الصين، بل من خلال التوصل إلى حل حول أزمة الاتفاق النووي، ولهذا فمن مصلحة الشعب والبلاد أن لا تمتنع إيران عن قبول المفاوضات. 

كما رفض بيكدلي القول بأن الاتفاقية مع الصين قد أثرت على الموقف الأميركي، موضحا أن الصين وقبل إبرام هذا الاتفاقية مع إيران قد أبرمت اتفاقيات تعاون مع السعودية والإمارات ومصر وهي دول حليفة للولايات المتحدة. 

"مستقل": الاتفاقية مع الصين تحقيق لرؤية المرشد تجاه الشرق 

دافعت لاله افتخاري، العضو في "الحزب التحالف الإسلامي" الأصولي، عن الاتفاقية مع الصين وهاجمت الانتقادات الموجهة لهذه الاتفاقية، وذكرت أن ردود الأفعال المعارضة للاتفاقية إما تكون ناجمة عن جهل أصحابها، وإما إنها مغرضة وذات أهداف معينة متأثرة بالإعلام الأجنبي. 

كما ذكرت افتخاري في مقابلتها مع صحيفة "مستقل" أن هذه الاتفاقية لا تعني الحكومة في شيء، وهي اتفاقية جاءت تلبية لرؤى وتوجهات المرشد، علي خامنئي، في موقفه من الشرق المتمثل بالصين وروسيا. 

"سازندكی": ردود الفعل السلبية تجاه الاتفاقية مع الصين تحذير للمؤسسات الحاكمة

في المقابل اعتبر المحلل السياسي، حسين مرعشي، حجم الردود تجاه هذه الاتفاقية نوعا من التحذير الحقيقي للساسة في البلاد، موضحا أن "النسبة الكبيرة من ردود الفعل السلبية تجاه هذه الاتفاقية سواء في الواقع الحقيقي أو الفضاء الافتراضي هو تحذير حقيقي للسياسيين لاسيما للمؤسسات الحاكمة".

ولفت مرعشي إلى أن هناك تراكما من عدم الرضا الشعبي تجاه النظام وسياساته، مؤكدا أنه لا يمكن إدارة البلاد على المدى البعيد في ظل هذا الحجم من عدم الرضا.