بعث أعضاء لجنة لأهل السنة في البرلمان الإيراني، برسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الأحد 26 مايو (أيار)، يطالبونه فيها بإصدار أوامر "تذكير واتخاذ إجراءات وتدابير مناسبة"، بصدد الخطاب المهين الذي بثه التلفزيون الإيراني مباشرة لأحد المنشدين الذي تعرض بألفاظ مهينة لأم المؤمنين السيدة عائشة، والخلفاء الراشدين، فيما اعتبر الموقعون على الرسالة أن هذا السلوك "يتناقض" مع بعض التصريحات الرسمية للمرشد.

واحتج أعضاء لجنة أهل السنة في رسالتهم على برنامج عنوانه "مولودي خواني" بإنشاد مهدي حسيني، الذي تم بثه على القناة الخامسة في التلفزيون الإيراني، خلال الأسبوع الماضي، حيث قام هذا المنشد الإيراني بإهانة رموز أهل السنة بمن فيهم الخلفاء الراشدون والسيدة عائشة زوج النبي.

وأشارت لجنة أهل السنة في هذه الرسالة التي نشرتها وكالة الطلبة الإيرانية (إيسنا)، إلى توجيهات المرشد الإيراني، والتي تفيد بأن "أي شخص يهين رموز أهل السنة والشيعة متعمدًا أو غير متعمد فهو عميل للعدو"، مضيفة: "لسوء الحظ، في الآونة الأخيرة، وخلال مراسم خاصة بمناسبة ميلاد الإمام الحسن المجتبى، والتي كانت تبث مباشرة على القناة الخامسة للتلفزيون الإيراني، تم إلقاء تصريحات تنتهك الوحدة الإسلامية، حيث أهانت هذه التصريحات المقدسات والعقائد الدينية لأهل السنة والتي تتعارض مع إرشادات وتوجيهات سماحتكم (المرشد الإيراني) مما جعل هذا الإجراء مصدر قلق كبير بالنسبة لأهل السنة في إيران".

ودعت لجنة أهل السنة المرشد الإيراني إلى "إصدار أوامر تذكير واتخاذ إجراءات مناسبة، في هذا الصدد، وذلك نظرًا لأهمية الحفاظ على الوحدة في البلاد، والحيلولة دون وقوع نزاعات داخلية ودينية وانتهاز أعداء النظام لهذا التشتت".

وكانت القناة الخامسة الإيرانية قد اعتذرت، خلال بيان لها، لأهل السنة، وأدانت تصريحات المنشد مهدي حسيني.

يشار إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يبث فيها التلفزیون الإیرانی برامج تهین "معتقدات أهل السنة". ففي یولیو (تموز) 2016، أدى عرض حلقة من برنامج "دورهمي" في التلفزيون الإيراني إلی احتجاجات واسعة لأهل السنة في إيران. وكان سبب الاحتجاجات هو "إهانة" مقدم البرنامج لطلحة والزبير صاحبي الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا السياق، فإن إمام جمعة أهل السنة فی مدينة زاهدان، جنوب شرقي إيران، عبد الحمید إسماعیل زهي دعا، خلال رسالة لرئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية آنذاك، محمد سرافراز، إلى بث أذان أهل السنة، عبر الإذاعة والتلفزيون في المناطق السنية، والامتناع عن إهانة المعتقدات المذهبية وثقافات الشعوب الإيرانية في الإذاعة والتلفزيون.

وكان إمام جمعة أهل السنة في مدينة آزادشهر التابعة لمحافظة جلستان، محمد حسين كركج، قد احتج، في وقت سابق، على بث برامج تحت عنوان "لطميات أهل السنة" في الإذاعة والتلفزيون الإيراني، قائلاً: "نحن لا نقيم عزاء أبدًا على النبي والخلفاء الراشدين وليست في مذهبنا مثل هذه الاعتقادات ولدينا الحق في التصرف وفقًا لمعتقداتنا الدينية".

كما أشار إسماعيل زهي سابقًا، وخلال كلمة له بمناسبة لقاء علماء أهل السنة مع رئيس الجمهورية، إلى أن اسم إيران يجسد اتحاد القوميات والمذاهب المختلفة والتي يجب احترام حقوقها جميعًا، مؤكدًا على ضرورة تحقيق الحريات القانونية والعدالة بين هذه القوميات والمذاهب من أجل تحقيق الوحدة والتضامن فيما بينها.