تبدأ إيران غدًا عطلة لعدة أيام، بمناسبة وفاة آية الله الخميني وذكرى مظاهرات 5 يونيو، كما في التاريخ الإيراني المعاصر، والذي يعرف بين العوام في إيران بـ"رحيل هوليدي".

بهذه المناسبة نشرت معظم الصحف صورة للخميني على الصفحة الأولى كالمعتاد، تكريمًا له، ونشرت مقالات ومقابلات وتقارير وملفات بالقدر الذي يعكس تبعيتها للنظام.

صحيفة "وطن امروز"، المعروفة بعناوينها وصورها المثيرة للجدل، أعلنت بدعة "إمام القراءة" علي خامنئي، ورحبت بأيام وفاة الإمام بعنوان "إمامان".

من جهة أخرى، تابعت صحيفتا "كيهان"، و"جوان"، مثل كل أيام الأسبوع الماضي، انشغالهما بالاحتجاج في الولايات المتحدة.

وبينما غطت الصحف التابعة للمرشد الإيراني والحرس الثوري الاضطرابات في الولايات المتحدة على أمل "الاستيلاء على البيت الأبيض" من قبل المحتجين، فيما نشرت صحيفة "جهان صنعت" صورة مألوفة لشرطة مكافحة الشغب تواجه المتظاهرين، لكن ليس في شوارع أميركا بل في شوارع إيران تحت عنوان "ألم نوفمبر"، وذكّرت بما فعله النظام بالمحتجين.

قبل بضعة أيام قلنا وكتبنا أن مسؤول العتبة الرضوية في محافظة خراسان رضوي، ونتيجة إصراره على وزير الصحة، حصل على موافقة بإعادة فتح المرقد الرضوي 24 ساعة.  وبهذا الخبر احتفلت صحيفة "قدس" فرحًا بهذا النجاح.

وكتبت صحيفة "اعتماد" اليوم أن وزير الصحة أصبح يائسًا للغاية أمام إصرار مسؤولي محافظة خراسان رضوي لدرجة أنه وافق على طلباتهم غير المهنية المتكررة بإعادة فتح مرقد الإمام الرضا.

وقال وزير الصحة، سعيد نمكي: "إذا مات أحد زوار المرقد فسنكون جميعًا شركاء في قتله.. وفي يوم القيامة يجب أن نحاسب، والإمام الرضا لن يرضى بأن تتعرض صحة الزوار للخطر".

ومع حلول عشية عطلة وفاة آية الله الخميني التي تستمر ثلاثة أيام، ازداد السفر الجوي والبري إلى مشهد، وقد برّأ وزير الصحة نفسه من المسؤولية، قائلًا: "تم تحميل مسؤولي المحافظة الذين سيستقبلون الزوار 24 ساعة مهمة أن يطلبوا من الزوار اتباع التعليمات الصحية".

وفي الوقت الذي لا تزال فيه معظم محافظات البلاد في الوضعية الحمراء المتأزمة، ليس لدى الحكومة قرارات جديدة بخصوص أيام العطلة، ولم تعد صرخات وزير الصحة وتصريحاته المحبطة تلقى اهتمامًا كبيرًا في الصحف.. وفي هذا الخصوص نقل عدد قليل من الصحف في العناوين الأولى تحذيرات سعيد نمكي الأخيرة، بأن كورونا سيسجل فينا هدفًا في الدقيقة الأخيرة.. ومن هذه الصحف "شهروند"، التي عنونت: "جرس الإنذار لعزاء مستقبلي".

وفي المجال الاقتصادي، اهتمت صحيفتا "اعتماد"، و"شهروند" بتقرير البرلمان الجديد عن الانتهاكات والفساد الهيكلي في صناعة السيارات، ومع ذلك فإن اهتمام الصحف كان أكثر تركيزًا على أسهم العدالة، وفساد البنوك وسماسرة البورصة.

يمكننا الآن أن نقرأ معًا مقتطفات من صحف اليوم.

"جمهوري اسلامي": هيمنة حكم الأكاذيب والفساد بدلًا من الحكم العلوي

بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الخميني، وصف رئيس تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي" الحكم في زمن الخميني بالحكم العلوي، وأوضح أنه من وجهة نظر آية الله الخميني، كان دعم الضعفاء واحترام حقوق الناس أولوية. كما أنه لم يسمح للنظام بزيادة سعر الخبز بريال واحد. وبعد سرد قائمة من محاسن العصر الذهبي للإمام، وصف مسيح مهاجري الوضع الحالي للحكم في الجمهورية الإسلامية كالتالي:

"الكذب هو الوضع العام في البلاد، والاختلاس الاقتصادي والفساد انتشر بين مختلف مستويات النظام، وتضاعفت الفوارق الطبقية، والأسوأ من ذلك كله، أن الجرأة على تجاوز الخطوط الأخلاقية والقانونية والحمراء أصبحت سلوكًا مقبولا".

وحسب رئيس تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"،  فإن هذه السلوكيات ما هي إلا إنذار بالخطر وعلى النظام سماعه.

"كيهان":  فتنة نوفمبر نتيجة أعمالكم لا أعمالنا

لا يزال عدد قتلى نوفمبر (تشرين الثاني) موضع جدل، وتشير الروايات المتضاربة لمسؤولي الجمهورية الإسلامية حول حصيلة القتلى إلى محاولات جديدة من التستر والأكاذيب. وكان البرلماني الأصولي، مجتبى ذو النوري المسؤول السابق في الحرس الثوري، قد قال أمس الاثنين، إن حصيلة القتلى بلغت  230 شخصًا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، في حين قال النائب محمود صادقي، إنه سمع من مصادر موثوقة أن حصيلة القتلى كانت 250 شخصًا.

وفي هذا السياق، اتهمت صحيفة "كيهان" الصحف الإصلاحية التي ركزت على عدد القتلى في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) أمس، بأنهم "سبب فتنة نوفمبر 2019.. فلا تأخذوا موقف المطالبين". وتشير صحيفة "كيهان" إلى صحيفتي "اعتماد"، و"همدلي" اللتين عنونتا أمس بـ"ضحايا نوفمبر".

"مستقل": حرق 300 هكتار من الغابات في 5 أيام

قال الصحافي اسفنديار عبد اللهي، حول اتساع الحرائق في زاغروس إنه في الأيام الخمسة الماضية ، اشتعلت النيران في أكثر من 300 هكتار من الأراضي والغابات في زاغروس، من محافظة كهكيلويه وبوير أحمد، إلى جبال بهبهان في خوزستان.

وبسبب صعوبة التنقل بين الجبال إلى جانب الرياح القوية ازداد حجم الحرائق، في حين أثار ضعف المعدات وإمكانيات الإطفاء مخاوف من أنه إذا لم يتم إخماد الحرائق، يمكن أن تنتشر إلى شمال زاغروس. ووفقًا لعبد اللهي، إذا لم تتم السيطرة على الحرائق فإن غرب إيران، من آستارا شمالًا إلى شيراز، ستكون عرضة للاشتعال.

شرق": ذئاب "وول ستريت" في البورصة

السماسرة يتطلعون لشراء أسهم المواطنين بثمن بخس، وكان من المفترض أن يكون طرح أسهم العدالة في البورصة نافذة للطبقة الضعيفة وأن يقلل من تأثير التضخم وتراجع القوة الشرائية عليهم، لكن الخبير المالي عباس هشي يرى أن الحكومة خالفت وعودها، وبالتالي فإن الأسهم لم يتم بيعها فقط بأقل من قيمتها الحقيقية، بل إن هناك مستغلين وصفتهم الصحيفة بـ"ذئاب وول ستريت" يتربصون بأصحاب الأسهم لبيعها تحت ضغوط الحياة وصعوبات العيش.

وقد أورد الخبير المالي أمثلة أخرى عن مخالفة الحكومة لوعودها مع الفقراء والطبقة ضعيفة الدخل.

"اعتماد": البرلمان يتحرك في المكان

في مقال لعباس عبدي، قارن تقرير البرلمان الأخير (العاشر) عن صناعة السيارات بتقرير لجنة دراسات البرلمان الرابع عام 1995، الذي أجرته مؤسسة جرحى الحرب والمستضعفين، وكشفت فيه عن الوضع الفاسد لهذه المؤسسة التابعة للمرشد الإيراني، حيث انتهى مصيره بالأرشفة، ولكن كان فاضحًا لدرجة أنه حتى صحيفة "سلام" لم تجرؤ على نشر ملخصه.

واليوم، وفقًا لعباس عبدي، فإن التقرير الأخير للبرلمان العاشر عن الفساد والهيكلية المعيبة لصناعة السيارات سيكون له نفس المصير مثل التقارير السابقة، لأن السياسة والإجراءات المتعلقة بالتدقيق والتفتيش هي نفسها كما كانت، ولذا فسيتحول التقرير إلى الأرشيف!