تصدرت تصريحات المرشد علي خامنئي خلال اجتماع عقده عبر الفيديو مع عدد من "المداحين" عناوين الصحف، كما كانت لتصريحات الرئيس حسن روحاني عن الاتفاق النووي حصة من هذه العناوين الصادرة اليوم الخميس.

صحيفة "آرمان ملي"، وآفتاب يزد" و"ابتكار" و"اعتماد" و"إيران" و"جهان صنعت"، و"شرق"، وكلها صحف إصلاحية أو مقربة منهم، عنونت بعنوان واحد مشترك هو قول المرشد "ينبغي إنهاء الإساءات اللفظية في المجتمع"، وليس معلوما من المقصود بهذا الكلام تحديدا، لكن يبدو أنه موجه للمسؤولين ونواب البرلمان الذين كثرت المعارك الكلامية والشتائم والسباب غير المباشر بينهم، وبين مسؤولين آخرين يمثلون تيار الحكومة وأنصارها.

أما صحف أصولية مثل "كيهان"، فعنونت بكلام آخر لخامنئي زعم فيه أن البلاد تسير نحو الأمام والتقدم رغم المشاكل والتحديات، فيما عنونت "سياست روز" بالقول: "إن الولايات المتحدة لا يمكنها فعل شيء" وهو كلام قديم جديد، وأصبح موضع سخرية، لاسيما وأن العقوبات الأميركية فعلت الأفاعيل في الاقتصاد الإيراني، وجعلت النظام يعيش في ظروف صعبة واستثنائية خلال عمر الجمهورية الإسلامية.

على صعيد آخر أشار الرئيس حسن روحاني إلى الجدل القائم تجاه عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، وقال إنه لن تتم إضافة أي بند أو دولة إلى هذا الاتفاق. وذكر روحاني خلال اجتماع للحكومة، أمس الأربعاء 3 فبراير (شباط): "نحن لم ننسحب من الاتفاق النووي حتى نعود إليه، جلسنا على 7 كراسي، أحدها أصيب بجنون دوري وخرج. فما علاقة ذلك بالباقين؟! هذا هو الاتفاق النووي. إذا كانوا يرغبون في العودة فليأتوا، ولو لم يريدوا فليذهبوا إلى حال سبيلهم". وعنونت "اسكناس" و"تجارت": "لا يضاف أحد إلى الاتفاق النووي". 

وفي شأن آخر، وبعد أيام من وفاة مهرداد ميناوند، لاعب المنتخب الإيراني السابق بسبب كورونا توفي أمس الأربعاء علي أنصاريان، اللاعب السابق في نادي برسبوليس والمنتخب الإيراني لكرة القدم، بعد إصابته هو الآخر بفيروس كورونا. 

وعنونت معظم الصحف بخبر وفاة أنصاريان، وأعربت عن بالغ أسفها بعد أن خطف كورونا روح لاعبين مشهورين اثنين ولهما شعبية واسعة. يذكر أن المسؤولين الإيرانيين يتعرضون لضغوط وانتقادات بعد إحجامهم عن شراء لقاح كورونا المعتمد من جانب منظمة الصحة العالمية، بحجة أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا هما من أنتجتا هذه اللقاحات. وعن وفاة أنصاريان بعد ميناوند بكورونا، قالت "جهان صنعت": "حسرة فوق حسرة"، فيما عنونت "اعتماد" وكتبت "كورونا 2 وكرة القدم".

يمكننا الآن أن نقرأ بعض تفاصيل الأخبار الأخرى:

"جوان": أجهزة الطرد المركزي وليست الدبلوماسية هي من تجبر واشنطن على الالتزام بتعهداتها

أعادت صحيفة "جوان" لليوم الثاني على التوالي انتقادها لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد دعوته الولايات المتحدة الأميركية للعودة إلى الاتفاق النووي بشكل متزامن. وكتبت "يبدو أن الرفض الصريح من جانب واشنطن لمقترح ظريف حول العودة (المتزامنة) إلى الاتفاق النووي أظهرت أن تطوير برنامج إيران النووي والاستمرار به هو الطريق الوحيد لإجبار أميركا على الوفاء والالتزام بتعهداتها".

وأضافت الصحيفة: "هذه المرة أيضا يبدو أن أجهزة الطرد المركزي، وليس دبلوماسية ظريف، هي من تجبر واشنطن على الالتزام بتعهداتها"، مشيرة إلى رفض الولايات المتحدة الأميركية لمقترح ظريف، وتأكيدها على ضرورة عودة إيران للالتزام بتعهداتها النووية، قبل الحديث عن عودة واشنطن إلى هذا الاتفاق. 

"آرمان ملي": على إيران الاستعداد لظروف مختلفة

شدد المحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" على ضرورة أن تحافظ إيران على تواصلها مع الدول الأوروبية، لأن هذه الدول هي نافذة إيران على المحافل والأوساط الدولية، مضيفا "على إيران أن تستعد لظروف مختلفة".

وعن العوائق والعراقيل أمام إحياء الاتفاق النووي في الوقت الراهن قال بيكدلي: "إن تواجد إسرائيل في الدول العربية وعداء هذه الدول مع إيران جعل مهمة بايدن صعبة، وخلق أمامها المشاكل؛ لأن الرئيس الأميركي جو بايدن لن يصل إلى اتفاق شامل مع إيران دون كسب رضا وموافقة هذه الدول".

"تجارت": فقدان التنسيق آفة الاقتصاد الإيراني

قالت صحيفة "تجارت" إن الآفة الجديدة التي تواجه الاقتصاد الإيراني هي فقدان التنسيق بين المؤسسات والجهات الحكومية المعنية بمعالجة الأزمات والمشاكل في البلاد، مضيفة: "هناك عادة سيئة أصبحت سائدة في البلاد هي تسييس القضايا الاقتصادية وسوء الإدارة، والصراعات الحزبية وترجيح المصالح الشخصية والخلافات السياسية بين اللاعبين في المشهد السياسي".

وانتقدت الصحيفة رد البرلمان لميزانية العام القادم بعد شهور من الجدل والنقاش حولها، وقالت: "لا يوجد أحد بإمكانه أن يستجوب البرلمان على تعلله وعدم إسراعه في نظر الميزانية المقدمة من جانب الحكومة، على الرغم من أن الحكومة تحاول بكل جهد أن توصل الميزانية إلى البرلمان في الموعد القانوني المقرر لها".

وقالت الصحيفة: "لماذا ينبغي أن يتصارع البرلمان والحكومة في الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف مرعبة بسبب انتشار كورونا وظهور تسونامي البطالة، وعجز البلاد عن بيع النفط حيث انخفضت مبيعات إيران للنفط إلى نسبة 6 في المائة فقط، وكذلك تجميد أموال إيران في الخارج والتي يتراوح تقديرها ما بين 40 إلى 100 مليار دولار؟"