السلطات الإيرانية تمنع عرض فيلم سينمائي حول "جرائم الشرف".. وتلاحق منتجيه
في أعقاب وقف عرض فيلم "خانه بدري" (بيت الأب) من إخراج كيانوش عياري، أصدرت محكمة الثورة في طهران، اليوم الاثنين 28 أكتوبر (تشرين الأول)، بيانًا أعلنت فيه عن ملاحقة منتجي الفيلم المذكور قضائيًا.
وجاء في بيان محكمة الثورة في طهران: "على الرغم من وعود المنتجين بتعديل الفيلم وإعادة النظر فيه، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء بالتعديل في هذا المجال. وبحسب أوامر الادعاء العام سيتم وقف عرضه، وملاحقة المذنبين والمقصرين قانونيًا".
وأضاف البيان أن "عرض فيلم بيت الأب كان له انعكاس سلبي وواسع في أذهان المجتمع، وأن عرضه يسبب خطرًا على السلامة المعنوية والنفسية".
كما اتهم القضاء الإيراني الفيلم "بإهانة المعتقدات الدينية للمجتمع الإيراني، وترويج العنف ضد المرأة، والطعن في التقاليد والآداب والثقافة الإيرانية–الإسلامية البحتة"، بالإضافة إلى "تقديم صورة كاذبة عن الأسرة الإيرانية".
وقبل ساعات قليلة من إصدار هذا البيان، أعلنت العلاقات العامة التابعة لمنظمة السينما الإيرانية، أنه "وفق حكم محكمة الثقافة والإعلام في طهران تم وقف عرض فيلم بيت الأب".
تجدر الإشارة إلى أنه بعد وقف عرض هذا الفيلم لنحو 10 سنوات تقريبًا، تم عرضه مرة أخرى قبل أربعة أيام للذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا وفي دور عرض سينمائية خاصة في إيران، ومع ذلك فقد حقق الفيلم دخلا ملحوظًا، خلال هذه الفترة القصيرة، حيث حصل على عوائد تبلغ 400 مليون تومان.
لكن عرض الفيلم أثار موجة من الانتقادات من قبل شخصيات ووسائل إعلام مقربة من النظام، وتتركز هذه الانتقادات حول مشهد في بداية الفيلم وُصف بـ"العنيف".
وكتبت وكالة "مهر" للأنباء، اليوم الاثنين، حول خبر وقف عرض الفيلم أن المشهد المثير للجدل "تم تعديله قليلا، ولم يتم حذفه بالكامل".
يذكر أن فيلم "بيت الأب" يروي قصة أسرة إيرانية عاشت منذ أواخر العهد القاجاري إلى أواخر السبعينيات، في طهران. ويسلط الضوء على القضايا والمشاكل التي كانت تواجهها المرأة في هذه الحقبة الزمنية.وتتمحور قصة الفيلم حول جريمة الشرف.
ووفقًا للإحصاءات الرسمية الإيرانية فإن 20 في المائة من جرائم القتل في إيران هي جرائم شرف. وتحدث أكثر جرائم الشرف في إيران في محافظات: خوزستان، وكردستان، وكرمانشاه، وإيلام، وسيستان-بلوشستان، وفارس، وأذربيجان الشرقية، وأردبيل.