سجلت إيران، أمس الاثنين، أرقامًا قياسية جديدة في أسعار الذهب والعملات الصعبة، بعد أن تجاوز سعر الدولار 27 ألف تومان وأوقية الذهب 13 مليون تومان. ويأتي هذا الارتفاع التاريخي في الأسعار في ظل محاولات فاشلة تقوم بها الحكومة والبنك المركزي للسيطرة على الوضع المضطرب. وكتبت "صمت": "الناس في صدمة ارتفاع أسعار العملات الصعبة"، فيما عنونت "ابرار اقتصادي": "أوقية الذهب تتخطى حاجز الـ13 مليون تومان".

وفي سياق آخر، عنونت بعض الصحف بإلغاء خطة بيع النفط بشكل مسبق التي أعلنت عنها الحكومة قبل فترة، وقوبلت بموجة من النقد والاستنكار والاستفهام بسبب ما يكتنفها من غموض وعدم شفافية. وعن الموضوع كتبت صحيفة "كار وكاركر": "البيع الآجل للنفط يخرج من جدول أعمال الحكومة"، فيما كتبت "جهان صنعت": "عدم وفاء الحكومة بوعودها"، وعنونت "اقتصاد مردم" بتصريحات إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، الذي قال إن خطة بيع النفط مسبقًا تم إلغاؤها بسبب عدم وجود تنسيق.

وفي شأن متصل، تفاخرت صحيفة "كيهان" الأصولية بنجاح إيران في توصيل النفط إلى فنزويلا، معتبرة أن هذا الأمر هزيمة للولايات المتحدة الأميركية التي تسعى إلى تصفير صادرات النفط الإيراني، وذكرت أن 600 ألف برميل من النفط باتت في طريقها إلى فنزويلا، وهو ما يشكل فشلا ذريعا لسياسة الضغط القصوى التي انتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وعلى الرغم من تأكيد أكثر من مسؤول في الحكومة الإيرانية بأنهم باتوا يواجهون صعوبات جمة في التصدير، وأن الولايات المتحدة لا تسمح لهم بتصدير قطرة واحدة من النفط مما يخلف تبعات سلبية على حياة الناس، إلا أن صحيفة "كيهان" رأت أن العقوبات قد تكون ذات نتائج عكسية وتنفع الاقتصاد الإيراني.

وفي ظل الغياب، أو ما يشبه الغياب الإعلامي المعارض لقيام السلطات الإيرانية بتنفيذ حكم الإعدام على المصارع الإيراني نويد أفكاري، هاجمت الصحف الأصولية الأصوات المنددة بحكم الإعدام، وكتبت صحيفة "سياست روز": "دموع التماسيح على القاتل"، مشيرة إلى المواقف الغربية المنددة بحكم الإعدام.

وفي سياق متصل اقترحت صحيفة "جوان" المتشددة طرد السفير الألماني على خلفية تغريدة له كان قد طالب فيها بعدم إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري، واتهمته بالتجسس، وهي التهمة التي كانت صحيفة "وطن امروز" أيضا قد اتهمت بها السفير الألماني السابق ميشال كلور برشتولد وأجبرته على ترك البلاد.

كما هاجمت بعض الصحف الأصولية المرشح الرئاسي جو بايدن بعد أن قال إنه سيزيد من حجم الضغوط على إيران في حال فوزه بالانتخابات، وكتبت "جوان": "رصاصة الخلاص على أمل انتصار الاتفاق النووي"، فيما كتبت "رسالت": "بايدن المؤدب والذكي يحاول فرض عقوبات ذكية!"، وكتبت "وطن امروز" تعليقا على تصريحات بايدن، قائلة إن الديمقراطيين يرون العودة إلى الاتفاق النووي مرهونا بالحصول على امتيازات جديدة في الملف النووي الإيراني بالإضافة إلى الامتيازات الإقليمية والدولية.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"همدلي": الاقتصاد الإيراني لا يمكنه الاستغناء عن النفط

أشارت صحيفة "همدلي" في تقرير لها إلى أن الاقتصاد الإيراني يعتمد بشكل أساسي على النفط، وأنه لا يمكن للاقتصاد بشكل من الأشكال أن يستغني عن الذهب الأسود، رغم وجود شعارات تتحدث عن إمكانية توفير الميزانية بالاعتماد على الضرائب والبورصة.

ورأت الصحيفة أن توجه الحكومة إلى وسائل بديلة لتسديد عجز الميزانية كالبورصة، زاد من حجم السيولة في الاقتصاد وتوجهت هذه السيولة إلى قطاعات غير منتجة ومخربة كالعملات الصعبة والسيارات.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة لم تستغل توجه الاستثمار إلى أسواق البورصة وهي لا تزال تحلم بتحسن وضع صادرات النفط، في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون أنفسهم عدم القدرة على تصدير قطرة واحدة من البترول بسبب العقوبات الأميركية.

"آرمان ملي": ازدواجية الأصوليين في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي

وجهت صحيفة "آرمان ملي" هجومها على صحيفة" كيهان" الأصولية، بعد أن اتهمتها بالازدواجية في التعامل مع موضوع وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث إنها تدعو من جهة إلى حجبها وعدم السماح للمواطنين باستخدامها، ومن جهة أخرى تدعم وتؤيد الهاشتاغات التي تنسجم مع توجهات الصحيفة وانتماءاتها الفكرية.

ورأت الصحيفة أن "كيهان" لا ترى خطوطا حمراء في الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي عندما تكون مصلحتها متحققة من وراء ذلك، مضيفة: "لكن تصبح وسائل التواصل سيئة ومذمومة عندما تستخدمها وسائل الإعلام الإصلاحية، وتكون عندئذ دعما وتعزيزا لقدرة وسائل إعلام أجنبية".

وأشارت الصحيفة إلى رئيس تحرير "كيهان"، حسين شريعتمداري، قائلة: "يبدو أن الأخ حسين ورفاقه يرون ضرورة في حجب وسائل التواصل الاجتماعي عندما تكون للآخرين، لكنهم يغضون الطرف عندما يستفيد منها الصديق، بل قد ينشرون فيها من أجل تعزيز هذه الصداقات".

"اعتماد": مطالبات بتقديم إجابات واضحة للرأي العام حول إعدام أفكاري

خاطب مصطفى تاج زاده، في رسالة له إلى رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وطالبه فيها بتقديم إجابات للرأي العام حول إعدام نويد افكاري.

وأشار تاج زاده في رسالته التي نشرتها صحيفة "اعتماد" على شكل مقال، إلى الملاحظات القانونية التي قدمها محامو نويد أفكاري، موضحًا أن الرأي العام كان يتوقع أن تتم إعادة النظر في ملف أفكاري وعدم التسرع بإعدامه.

وطالب تاج زاده بتشكيل لجنة حقوقية محايدة للتحقيق في مسار قضية نويد أفكاري وأن تقدم نتائج التحقيق إلى الرأي العام وتزال الشبهات والاستفهامات الكثيرة الموجود في هذا الملف.

"جهان صنعت": الانتخابات الأميركية بين سيئ وأسوأ بالنسبة لإيران

قال قاسم محب علي، الخبیر والمحلل السیاسي، لصحیفة "جهان صنعت"، إن الانتخابات الأميركية هذا العام تعد بالنسبة لإيران انتخابًا بين سيئ وأسوأ. وفي حال فاز المرشح جو بايدن بالانتخابات القادمة فإن الولايات المتحدة الأميركية في أفضل الأحوال ستعتمد سياسات الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وأضاف محب علي: "لكن في حال فاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن سيناريو الحرب سيكون مطروحًا، وقد يقدم عليه الرئيس ترامب، ويختار الخيار العسكري في التعامل مع إيران".

أما جاويد قربان أوغلي، فقال للصحيفة إن وصول بايدن إلى البيت الأبيض قد يزيد من المشاكل والتحديات الحقوقية بالنسبة لإيران، ولو استمرت طهران في نهجها الحالي فإن التفاهم مع جو بايدن يصبح صعبا، وعلى الحكومة أن تظهر مرونة أكثر في سياساتها الخارجية.