عشية الذكرى الحادية والأربعين للثورة الإسلامية في إيران، وخلافًا للعقود الأربعة الماضية، لم تخصص الصحف مواضيع واسعة خاصة بهذه المناسبة، فالأزمات التي تمر بها البلاد في ذكرى الثورة لم تتح المجال للصحف للاحتفال بذكرى عودة آية الله الخميني.

في هذه المناسبة نشرت بعض الصحف الأصولية في زوايا صفحاتها الأولى صورة آية الله خامنئي وهو يزور مرقد الإمام الخميني، أمس، في ذكرى عودته، فيما انشغلت الصحف الإصلاحية بمسألة عدم منح الأهلية لمرشحي هذا التيار، وعدم جدوى الانتخابات، وعدم جدوى البرلمان.

صحيفة "آرمان ملي" انتقلت من مرحلة انتخابات البرلمان إلى مرحلة الاستفتاء، وناقشت الملف مع عدد من الخبراء في السياسة والدين، حول متى ولماذا يقام الاستفتاء؟

محسن غرويان قال لصحيفة "آرمان ملي" إن مشكلة الاستفتاء أن مجموعة من مسؤولي النظام الإسلامي لا يؤمنون برأي الأكثرية، في حين أن صوت الشعب وإرادته هما من يمنحان الشرعية.

وفي سياق آخر، كتبت صحيفة "كيهان" أن الشعب الإيراني عام 2020 هو نفسه الشعب الإيراني عام 1979.

وحسب الصحيفة الأصولية المتشددة فإن جنازات قاسم سليماني المليونية هي أكبر دليل على هذه المزاعم.

وعلى صفحتها الأولى، نشرت صحيفة "صبح نو" صورة لمقتدى والصدر وهادي العامري يتوسطهم رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي، وتحته عنوان عريض: "ثمرة الوحدة العراقية"، وذلك وسط صمت بقية الصحف حول أحداث العراق الأخيرة، وعدم تعبيرهم عن موقف واضح.

وفي موضوع آخر، ناقشت صحيفة "آفتاب يزد" قضية فشل الحكومة الإيرانية، بدلا من إحياء ذكرى الثورة الإسلامية، وطرحت هذا السؤال: هل يتمكن المسؤولون في حكومة حسن روحاني من العبور بالبلاد من الظروف الحالية؟

الناشط الإصلاحي علي صوفي رأى أن روحاني لم يختر وزراء جيدين، وهناك وزراء فاشلون في الحكومة.

وأضاف هذا الناشط بيأس أنه لم يتبق الكثير من الوقت لهذه الحكومة، مستبعدًا أن تتمكن من حل مشاكل البلاد في هذه الظروف.

ونقلت الصحف الإصلاحية أيضًا خبر استدعاء البرلمانية الإصلاحية بروانه سلحشوري..

"آرمان ملي" نقلت الخبر على صفحتها الأولى، وناقشت صحيفة "مستقل" البرلماني الإصلاحي ميرزائي نكوئي في الأمر، حيث أوضح أن هناك أخبارًا تفيد بأن المقصر الأساسي في هذا الملف هو مسعود بزشكيان، وأضاف أنه في أعقاب تصريحات السيدة سلحشوري وصلت رسالة لهيئة الرقابة على سلوك النواب ورئيس هذه الهيئة هو مسعود بزشكيان الذي تلكأ في الإجابة، وانتهى الأمر باستدعاء البرلمانية.

وحسب نكوئي، فإن استدعاء البرلمانية بسبب عقائدها من قبل النيابة العامة يعتبر مخالفًا لحقوق المواطنة، لكن استدعاء نائب في البرلمان يجب أن يقوم وفق النظام الداخلي للبرلمان وبعلمه.

يمكننا الآن أن نقرأ معًا مقتطفات من صحف اليوم..

"آرمان ملي": لا دوافع لدى الشعب للمشاركة في الانتخابات

اعتبر الناشط الإصلاحي، محمد صادق جوادي حصار، في مقابلة مع "آرمان ملي" أن الشعب لا يملك اليوم أي دافع للمشاركة في الانتخابات، وأن السبب لا ينحصر في المشاكل الاقتصادية، بل إن هناك أسبابًا ثقافية واجتماعية.

وأضاف هذا الناشط الإصلاحي أن عدم منح الأهلية للإصلاحيين لا يعني توقف مسيرة التيار، وأن وصول الأصوليين للبرلمان لا يعني أبداً انتصارهم، وربما يظهر تيار ثالث بعيدًا عن الإصلاحي والأصولي، يرفض كلا التيارين.

ويرى جوادي حصار أن ظروف البلاد مضطربة وأن الاستفتاء على تعديل الدستور غير مناسب، معتبرًا أن مثل هذه التغييرات يجب أن تتم في ظروف هادئة.

"اعتماد": سقوط لا مفر منه

حذر عباس عبدي مرارًا من مصير السقوط الذي ينتظر النظام، بسبب الانتخابات وعدم منح مجلس صيانة الدستور الأهلية للعديد من المرشحين.

وكتب عبدي أن أكثر من 70 في المائة ممن شملهم الاستطلاع في طهران لا يؤيدون التيار الإصلاحي أو الأصولي، وبناءً على الاستطلاع، فإن 11 في المائة فقط يعتبرون أنفسهم أصوليين، و14 في المائة يعتبرون إصلاحيين، وبين الأصوليين 49 في المائة سيشاركون في الانتخابات.

وعرج عبدي على الانتخابات الماضية، حيث شارك 40 مليون شخص، موضحًا أن الكثير من المشاركين ليس لديهم بالضرورة من يمثلهم بشكل خاص، لكنهم كانوا يريدون الاختيار بين السيئ والأسوأ، الأمر الذي لا يتوفر حاليًا.

ورغم ذلك يرى كاتب صحيفة "اعتماد" أن الشعب يشعر بالغربة السياسية، ويفقد الإحساس بالانتماء الوطني، كما يقر بأن ما فعله مجلس صيانة الدستور هو نفسه ما قالته مذيعة التلفزيون الإيراني الرسمي: "إذا كنت لا تريد هذا النوع من الحياة فارحل عن إيران".

"جهان صنعت": إخفاء البيانات الإحصائية من قبل البنك المركزي

كشف تقرير الصحيفة الاقتصادية "جهان صنعت" عن عدم نشر النتائج الإحصائية التي يتعين على البنك المركزي نشرها، معتبرةً أن هذا التصرف خطأ اقتصادي.

ووفقًا للصحيفة، فقد قام البنك المركزي بإخفاء الإحصاءات الاقتصادية منذ العام الثاني لحكومة أحمدي نجاد، ولم تُنشر الإحصائيات، واستمر هذا الوضع في حكومة روحاني.

كما كتبت "جهان صنعت" أن بيانات النمو الاقتصادي للأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام توقفت أيضًا ولم يتم نشرها.

كما لم يتم إصدار مؤشر الإنتاجية منذ عام 2018، وأيضًا لم تنشر ميزانيات دخل الأسرة منذ عام 2017.

"خراسان": لنفترض وصول فيروس كورونا إلى إيران

كتب حميد ضياء بور في مقالة له أن المسؤولين الإيرانيين يعتقدون أنه لا ينبغي إثارة قلق الشعب، وبالتالي يتعمدون القول إن احتمال تفشي فيروس كورونا في إيران ضعيف، كما لو كانت إيران حصنًا قويًا ولا علاقة لها ببقية دول العالم.

في حين أن إيران تقيم علاقات واسعة مع الصين، ومن ناحية أخرى فإن لإيران حدودًا واسعة لا تخضع لرقابة كافية.

ومع ذلك، يسمع المواطنون من التلفاز الإيراني الرسمي أن كورونا مرض قاتل وينتقل بسهولة، وللحصول على معلومات أكثر لا بد من مشاهدة القنوات الفضائية.

"شهروند": التلاميذ في انتظار غرفة جاهزة على متن مروحية

كتبت ليلى مهداد، في تقرير لها عن المرارة التي تعيشها قرية كُنكُرو في محافظة خوزستان وسكانها من قبائل المنطقة، وسط وادٍ لا يذهب سكانه إلى المدينة إلا مرة كل ستة أشهر، وليس لديهم سلع يقدمونها ولا مال، يزرعون القمح والشعير بما يسد رمقهم.

في هذه القرية، فإن وضع الأطفال الذين اعتادوا على الحرمان أسوأ من أوضاع آبائهم، يحاول معلم متطوع تعليم أطفال القرية بالذهاب إلى هذه المنطقة صعبة الوصول، وعندما يسأل عن رغبات أطفال القرية يجيبون بأنهم يريدون مدرسة بسقف يحميهم من الأمطار.

ويضيف تقرير "شهروند" بأن الأطفال ينتظرون منذ عدة أيام وصول غرفة جاهزة لهم على متن مروحية ليبدأوا فيها الدروس.