سجلت إيران رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا، منذ ظهوره للمرة الأولى في البلاد، يوم 19 فبراير (شباط) الماضي، حيث أعلنت السلطات الصحية، أمس الاثنين، وفاة 162 شخصًا، و2536 إصابة جديدة. وقد ناقشت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء هذه القضية، حيث كتبت صحيفة "همدلي": "بعد أن سجل فيروس كورنا اليوم الاثنين رقمًا قياسيًا بوفاة 162 شخصًا يجب أن يسمى هذا اليوم باليوم الأسود لكورونا في إيران".

وانتقدت الصحيفة الإهمال وعدم رعاية الإرشادات الصحية من جانب المواطنين، وطالبت بفرض إجراءات صارمة من جانب الحكومة للحد من انتشار الفيروس.

أما "كيهان" فعنونت بـ: "بعد تسجيل كورونا رقمًا قياسيًا في عدد الوفيات.. هل تتم إعاة النظر في رفع القيود؟"، وحمّلت الحكومة جانبًا من التقصير في تزايد أعداد الوفيات بالفيروس، وقالت إن تراجع الحكومة في إدارة جائحة كورونا ستكون له آثار كبيرة على البلاد".

أما صحيفة "جام جم" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية فقدمت معلومات عن واقع كورونا في إيران وأوضحت أن 11 في المائة فقط من المواطنين يلتزمون بالتوصيات الطبية، وعنونت بالخط العريض: "لنرتدِ الكمامات".

وحول حادثة القاضي الإيراني المتهم بالفساد المالي في قضية مساعد السلطة القضائية السابق، أكبر طبري، ظهرت بعض التفاصيل الجديدة التي تطرقت إليها بعض الصحف، مثل "آرمان ملي"، و"شرق"، حيث نقلت الصحف تصريحات رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النوري، عن تكهنات باغتيال القاضي على يد "عصابة مخيفة" في السلطة القضائية الإيرانية. كما نقلت الصحيفتان فرضية عدم مقتل القاضي منصوري واحتمال أن يكون حيًا.

ونقلت "آرمان ملي" تصريحات رئيس الشرطة الدولية في إيران، الذي قال إن شرطة الإنتربول في بوخارست أعلنت أن المتوفى تم التعرف عليه بناء على "وثائق كانت بحوزته"، مضيفًا: "تأكدت وفاة شخص من قبل الشرطة الرومانية، تحت اسم غلام رضا منصوري، وتم إبلاغنا بذلك، وهناك حاجة إلى وثائق أخرى لتحديد هوية المتوفى، بما في ذلك الحمض النووي (دي إن إيه)، ولذلك تم تقديم طلب إلى رومانيا لإرسال ملفه الشخصي".

كما شككت صحيفة "شرق" في وفاة منصوري، وقالت: "لا تزال هناك شكوك في قضية انتحار القاضي منصوري، وهناك تكهنات بدأت تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن سيناريو الانتحار قد يكون من تدبير القاضي منصوري".

وفي سياق منفصل ناقشت صحيفة "بهار" الوضع الاجتماعي في البلاد في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وعنونت الصحيفة بـ: "أحوال المجتمع الإيراني.. من هواجس المعيشة إلى التفكك الطبقي". وقالت الصحيفة: "في الوقت الذي بات المجتمع يواجه فيه مشاكل اقتصادية جمة، يشهد اقتصاد إيران حالة من عدم الاستقرار وكثرة الأخبار حول الفساد والاحتيال والقتل وهناك الكثير من الرسائل غير السارة في هذا الخصوص".

وقال الخبير الاجتماعي أمير محمود حريرجي للصحيفة: "إننا اليوم نلاحظ بوضوح أن اليأس هو المسيطر على الأجواء في المجتمع، وعلى المسؤولين أن يبحثوا عن جذور هذه الحالة، لكنهم وبدل البحث عن الأسباب يقدمون النظريات ولا يعطون الحلول".

واعتبرت الصحيفة أن "البطالة التي أصبحت منتشرة لا سيما في ظل استمرار أزمة كورونا، هي أم الفساد في المجتمع، وهناك الكثير من التبعات الاجتماعية التي ستترتب على البطالة".

وحول الاتفاقية بين إيران والصين لمدة 25 عاما اختلفت مواقف الصحف الصادرة اليوم تجاهها حيث أشارت "اقتصاد سرآمد" إلى كتمان هذه الاتفاقية وإخفائها عن الرأي العام الإيراني. وكان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قد انتقد هذه الاتفاقية دون ذكر اسمها وحذر من الاتفاقيات التي تعقد مع الأجانب بشكل سري واعتبر أن ذلك يتنافى مع مصالح البلاد.

أما "جهان صنعت" فقد رحبت بالاتفاقية ووصفتها بـ: "مقدمة للتعامل مع الشرق". ورأت الصحيفة أن هذه الخطوة تعد أفضل طريقة لتعويض القيود التي تواجه إيران بسبب عدم التعامل مع الغرب في الوقت الراهن.

يمكننا الآن مُطالعة تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم:

"وطن امروز": الملف المفتوح مع تركمانستان

طرحت صحيفة "وطن امروز" موضوع النزاع بين إيران وتركمانستان، حيث انتشر يوم أمس خبر إصدار محكمة التحكيم الدولية في سويسرا، قرارًا ضد الحكومة الإيرانية بدفع ديونها المتراكمة البالغة ملياري دولار لصالح حكومة تركمانستان، جراء استيراد الغاز. ونقلت صحيفة "وطن امروز" نفي وزارة النفط الإيرانية لهذا التغريم، لكن الصحيفة تحمّل وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة مسؤولية هذا النزاع بين إيران وتركمانستان، وتشك في مصداقية بيان وزارة النفط الذي  نفى قرار إدانة إيران وإلزامها بدفع ملياري دولار.

وتساءلت الصحيفة عن أسباب إصرار حكومة تركمانستان على إظهار الرقم الدقيق لديونها، وأجابت الصحيفة على تساؤلها بأن تركمانستان قد تقوم بعد إثبات مستحقاتها عند إيران بإعداد دعوى قضائية ضد طهران وتحميلها خسائر كبيرة بسبب  التأخر في دفع السستحقات.

"اطلاعات": أدركنا بعد أربعين سنة من التأخير

غطت صحيفة "اطلاعات" موضوع البيئة والكثافة السكانية في إيران، ونقلت تصريحات رئيس منظمة حماية البيئة، عيسى كلانتري، الذي يعد من معارضي سياسة التشجيع على زيادة عدد السكان، وقال كلانتري لصحيفة اطلاعات إن "زيادة عدد السكان يكون مقبولا بشرط أن يضمن الحفاظ على الموارد البيئية المتجددة في البلاد".

وأضاف كلانتري أنه وبسبب امتلاك إيران لموارد محدودة، يجب أن تكون أعداد السكان محدودة كذلك. وطرح رئيس منظمة البيئة خيارًا آخر لإيران في حال أرادت أن تنتهج سياسة زيادة عدد السكان، وهو أن يكون لديها تعامل اقتصادي واسع مع العالم لكي تستطيع أن تعوض النقص في الموارد الغذائية من خلال استيرادها من الخارج، مضيفًا: "في هذه الحالة فقط يمكن القول إن الزيادة السكانية لا ضرر فيها".

وعن موضوع التنمية المستدامة قال كلانتري لصحيفة "اطلاعات": "لقد أدركنا ضرورة التنمية المستدامة بعد أربعين سنة من التأخير".

"صبح نو": الإصلاحيون الراديكاليون بدأوا يتوجهون نحو معارضة الخارج

لا يزال موضوع رسالة رجل الدين الإصلاحي، محمد موسوي خوئيني، إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، حديث بعض الصحف، بعد أن حمّل خوئيني مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد للمرشد علي خامنئي.

واليوم كان تحليل صحيفة "صبح نو" لرسالة خوئيني لافتًا بعض الشيء، حيث رأت أن رسالة خوئيني هي إعلان لنهاية السياسات الرسمية للتيار الإصلاحي الراديكالي العامل ضمن إطار النظام وقوانينه، والميل والتوجه نحو خطاب المعارضة في الخارج.