كلمة المرشد علي خامنئي أمام الحكومة الجديدة بقيادة إبراهيم رئيسي، أخذت حيزا كبيرا في الصحافة الإيرانية، اليوم الأحد، حيث تكلم المرشد بصراحة قد تكون نادرة هذه المرة عن تزلزل ثقة الناس في النظام والحكومة. ودعا المرشد حكومة رئيسي إلى العمل بوعدها على ترميم الثقة بين الناس والنظام. 

صحيفة "كيهان" كان عنوانها عن كلمة خامنئي: "خارطة الطريق للحكومة الشعبية". وصحيفة "جمهوري إسلامي" المنتقدة اختارت عنوانا مثيرا: "أوفوا بوعودكم". أما "ابتكار" فكتبت: "ثقة الناس تترمم بالوفاء بالوعود". وكلها عناوين تشير إلى حكومة روحاني المتهمة بأنها خلفت وعودها مع الناس وتسببت في عدم ثقة الناس بالنظام.

ورغم شح الكهرباء والانقطاع المستمر في الداخل والخطورة الذي يشكلها للمرضى لا سيما المصابين بكورونا، لا تزال الحكومة تقوم بتصدير الكهرباء، الأمر الذي جعل صحيفتي "آرمان ملي"، و"جهان صنعت" تخصصان عناوينهما الرئيسية له. فكتبت "آرمان ملي" أن الناس لا تتحمل انقطاع الكهرباء، وهم في وسط الموجة الخامسة لكورونا. أما "جهان صنعت" فانتقدت قرار الحكومة بتصدير الكهرباء لباكستان.

الحديث عن لقاح "سينوفارم" المنتج في ووهان الصينية ونتائجه للمرضى أيضا كان محل اهتمام الصحافة اليوم، حيث زاد الحديث عن حذف هذا اللقاح الذي لم ينل موافقة الصحة العالمية من قائمة الاستيراد. وقال رئيس لجنة وبائيات كورونا في إيران إن فعالية اللقاح تجري دراستها حاليًا وإنه إذا تبين أن لقاحات سينوفارم المستخدمة ذات جودة رديئة، فيمكن اتخاذ قرارات بشأن ما إذا كان يجب إزالة اللقاح من سلة اللقاحات.

صحيفة "مردم سالاري" تحدثت عن "الوعود الشعبوية" في قضية الوعود بإنتاج اللقاح المحلي وطلبت من محمد مخبر مساعد الرئيس الإيراني المكلف بإنتاج اللقاح المحلي أن يوضح للشعب أسباب عدم وفائه بإنتاج اللقاح وما هو مصير الميزانية الكبيرة التي تم تخصيصها لإنتاج اللقاح داخليا؟

موضوع آخر لفت انتباه الصحف وهو مؤتمر بغداد. نظرا إلى أنه كان المهمة الأولى لأمير عبد اللهيان كوزير للخارجية. صحيفة "توسعة" تساءلت عما إذا كان المؤتمر ناجحًا في تهدئة التوتر بين طهران والرياض أم لا؟ أما عناوين الصحف الموالية للنظام فلم تظهر اهتماما بارزا بمؤتمر بغداد، لدرجة أن "كيهان" كانت غير مبالية تماما بالمهمة الأولى لوزير خارجية حكومة إبراهيم رئيسي! بينما، كتبت صحيفة المرشد، مقالا في الدفاع عن وزير الداخلية، اللواء أحمد وحيدي، كله ثناء على أن هذا كان الخيار الأفضل لهذا المنصب.

صحيفة ”ابتكار“ عقدت أملا كبيرا على مؤتمر بغداد، حيث كتبت أن هناك توقعات بعقد محادثات بين طهران والقاهرة إضافة إلى السعودية.

على عكس هذا التوجه المتفائل ما ظهر في الصحف الموالية للنظام كان شديد البرودة وغير مبال بالمؤتمر. صحيفة "كيهان" لم تغط الحدث، وصحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري كتبت أن هذا المؤتمر يأتي انسجاما مع الأهداف الانتخابية لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي .

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في بعض الصحف..

"جهان صنعت": حدوث صراع عسكري مع أميركا دعاية أم حقيقة؟

فيما يتعلق بمواقف الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وتهديد إيران باستخدام "خيارات أخرى"، وصفت صحيفة "كيهان" الموقف بأنه دعاية، وكتبت: "قد يكونون أغبياء، لكن ليس لدرجة الانخراط في حرب مع إيران".

صحيفة "جهان صنعت" ناقشت موقف الرئيس الأميركي الأخير عن إيران مع عدد من الخبراء الإيرانيين حول هذا التصريح، وهل يشير إلى حدوث صراع عسكري بين البلدين أم إنه مجرد دعاية أميركية.

محمد جواد جمالي، مثله مثل "كيهان"، يعتبر هذا التصريح خدعة سياسية لا يجب أن يؤخذ على محمل الجد. وكانت لفتة من بايدن للإسرائيليين، من وجهة نظر جمالي، فإن الولايات المتحدة لم تعد قادرةً على توحيد مجلس الأمن ضد إيران، وإذا وقفنا بحزم في المفاوضات، سيتغير موقف الأميركيين.

وعلى عكس وجهة النظر هذه، والتي هي تقريبًا نفس وجهة نظر النظام، يقول علي بيغدلي، أستاذ العلاقات الدولية، إننا في وضع إقليمي ودولي شديد الحساسية، وإنه يجب على إيران خفض توقعاتها في المفاوضات المستقبلية وإظهار المزيد من المرونة، لأنه مع استمرار هذه الظروف الاقتصادية وأزمة كورونا، هناك احتمال حدوث اضطرابات اجتماعية. ويرى بيغدلي أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإيران للدبلوماسية والاتفاق مع الغرب، لأن بايدن لن يسمح بفشل آخر بعد الفشل في أفغانستان.

أما فريدون مجلسي، خبير آخر في هذا المجال، فهو محبط من مستقبل المفاوضات. ويقول إن الخروج من المحادثات مؤكد في ظل سياسات ومواقف حكومة إبراهيم رئيسي. ويضيف مجلسي أن الغرب توصل إلى استنتاج مفاده أن إيران تسعى إلى تدمير إسرائيل وتعتبر أن ذلك هو الحل النهائي.

"ابتكار": مؤتمر بغداد بداية جديدة للحوار الإقليمي

كتب المحلل السياسي الإيراني شهاب ناصري في مقال في صحيفة "ابتكار" عن نتائج مؤتمر بغداد: استعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للعب دور أكثر أهمية مما تم تحديده لقمة بغداد من خلال استضافة مسؤولين من دول لديها نوع من الخلافات السياسية وحتى الجوهرية مع بعضها البعض بشأن القضايا الإقليمية، مثل إيران والمملكة العربية السعودية.

وأضاف ناصري: "على الرغم من أن وزير الخارجية العراقي كان قد صرح بأن المؤتمر كان جزءًا من ترتيبات تهدف إلى دعم العملية السياسية والنمو الاقتصادي في العراق، فإن العراقيين يدركون جيدًا أنه بدون مساعدة قوى إقليمية مثل إيران والسعودية وتركيا، لا ينبغي انتظار تحسن الأوضاع الحالية في العراق في مختلف المجالات، بطبيعة الحال، فإن التعقيدات المختلفة في علاقات ومصالح الدول المدعوة (إيران- السعودية)، (إيران- مصر)، (تركيا- السعودية)، (تركيا- مصر)، تجعل من الصعب توقع نجاح جاد وفوري من مؤتمر بغداد، إلا أن هذا الاجتماع المشترك يمكن أن يكون بداية لتحرك جاد للدبلوماسية الثنائية بل ومتعددة الأطراف بين عواصم المنطقة.