انعكس عدم الرضا والاستياء الشعبي العام من تزايد انقطاع الكهرباء في عموم إيران على الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، حيث أشار العديد منها إلى تزايد الانتقادات الشعبية من هذا الوضع، وعجز الحكومة عن توفير الكهرباء للمواطنين.

وأشار عدد من الصحف إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين في قطاع الكهرباء، وتأكيدهم أن موجة انقطاع الكهرباء ستستمر لشهر كامل.

وعقب تصاعد الاحتجاجات بسبب الانقطاعات الواسعة للكهرباء في جميع أنحاء إيران، قال المتحدث باسم لجنة الطاقة التابعة للبرلمان الإيراني، مصطفى نخعي: "تقع على عاتقنا مسؤولية إخبار الشعب بأن هذا الوضع لن ينتهي في يوم أو يومين، فسنشهد هذه الانقطاعات لشهر آخر على الأقل".

وعنونت صحيفة "إيران" الحكومية عن هذا الموضوع وكتبت: "أزمة فقدان الكهرباء"، وكتبت "صمت" الاقتصادية: "قحط الكهرباء"، واستخدمت صحيفة "ستاره صبح" عنوان: "العجز في إنتاج الكهرباء".

فيما طالبت صحف أخرى مثل" كيهان" أن تحدد الحكومة، كحد أدنى، جدولا زمنيا معينا لأوقات انقطاع الكهرباء لكي يصبح المواطنون على بينة من أمرهم، ويعرفون متى تقطع الكهرباء.

كما لفتت صحف أخرى إلى تفاقم أزمة كورونا في البلاد، وزيادة طلبات سفر الإيرانيين إلى أرمينيا ودول أخرى، بأمل الحصول على لقاح كورونا، بعد يأسهم من تلقي اللقاح في داخل إيران.

وفي الأيام الأخيرة، أخذت بعض دول المنطقة، بما فيها روسيا، وتركيا، وأرمينيا، والإمارات، تقديم اللقاح للسياح الأجانب بالمجان، وأخذ الكثير من المواطنين الإيرانيين يسافرون إلى تلك البلدان لتلقي اللقاح، بسبب تأخر حكومتهم في تطعيم مواطنيها.

وتساءلت صحيفة "آفتاب يزد" وقالت: "ما السبب في زيادة طلبات السفر إلى أرمينيا"، أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فأشارت إلى ظاهرة السفر إلى أرمينيا، وقالت إن هذا الأمر هو "وصمة عار" على جبين المسؤولين الإيرانيين.

إقليميا ذكرت صحيفة "ابتكار في مقال لها للكاتب جلال خوش جهره أن سيطرة طالبان على أفغانستان هو أسوأ حدث قد يقع، ليس للأفغان فحسب، بل لدول الجوار وكذلك المجتمع الدولي، مضيفا أن إيران لم تعد تملك أوراقا كثيرة في أفغانستان.

ونوه الكاتب إلى أن أقصى ما يمكن أن تقوم به طهران هو إبعاد المناطق الغربية لأفغانستان والمحاذية للحدود الإيرانية من دائرة الصراع، لكي تضمن أمنها واستقرارها.

أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فحاولت التذكير بمواقف المرشد علي خامنئي السابقة من حركة طالبان، حيث كان يصفها في تصريحاته بأنها "إرهابية" و"صناعة أميركية"، قبل أن يتحول موقف التيار المقرب من المرشد إزاء الحركة حركة طالبان ويدعي بأن الحركة قد بدأت تنتهج سياسة جديدة ومختلفة عن السابق. 

ففي إحدى تصريحاته قال المرشد: "طالبان صناعة أميركية، وهم يعتنقون الفكر السلفي، ويعادون الشيعة وإيران والثورة الإسلامية وروح الله الخميني".

كما نقلت الصحيفة قول المرشد في السابق، وتأكيده على أن "طالبان لا تزال حركة إرهابية، ولم تتوقف عن الجرائم"، مضيفا: "أساسا هل يعقل أن تتغير الحركة التي تشكلت بأموال أميركا بهدف زعزعة الأمن في المنطقة ومواجهة نفوذ الجمهورية الإسلامية؟".

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"اعتماد": واشنطن ليست في عجلة من أمرها.. وطهران عليها المبادرة في اتخاذ القرار السياسي 

انتقدت صحيفة "اعتماد" مواقف الوفدين الإيراني والأميركي في المفاوضات النووية، وذكرت أن تعنت الطرفين وإصرارهما على الحصول على أعلى نسبة من مطالبهما في هذه المفاوضات، هو السبب في فشل إحياء الاتفاق النووي.

وقال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلي، للصحيفة إن طهران هي التي ينبغي عليها أن تبادر في اتخاذ القرار السياسي لأن الأميركيين والرئيس بايدن ليسوا في عجلة من أمرهم، مضيفا: "عدم الوصول إلى الاتفاق يضر بطهران أكثر من غيرها".

"ستاره صبح": إيران عليها أن تستعد لشكل جديد من الاتفاق النووي

المحلل السياسي، علي بيكدلي، قال في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، إن إصرار إيران على رفع العقوبات بشكل كامل عقد المفاوضات النووية وجعلها لا تصل إلى نتائج ملموسة، مؤكدا أن طهران لا يمكنها وحدها أن تكون في موقف المطالب دائما، وتتوقع من الأطراف الأخرى أن تقدم التنازلات.

ونوه الكاتب إلى ضرورة أن تستعد إيران لشكل جديد من الاتفاق النووي، يكون مختلفا في محتواه عن الشكل الذي أبرمته طهران في عهد باراك أوباما.

"مستقل": إمكاناتنا لا تستطيع إدارة 80 مليون نسمة

قالت صحيفة "مستقل" في تقرير لها إن إيران وبعد انتهاء الانتخابات باتت تشهد بشكل متزايد أزمات كثيرة، بدأت بالإضرابات العمالية، وأصبح الحديث يدور حول شح الوقود في المحطات، وشهدنا انقطاع المياه والكهرباء في العديد من المناطق، بالإضافة إلى أزمة كورونا المتفاقمة وشح المياه للزراعة، مضيفة: "ربما لو لم يعمل المسؤولون شيئا لكان الوضع أفضل من الوقت الراهن".

وأشارت الصحيفة إلى تصريح المتحدث باسم لجنة الطاقة التابعة للبرلمان الإيراني، مصطفى نخعي حيث قال: "تقع على عاتقنا مسؤولية إخبار الشعب بأن هذا الوضع لن ينتهي في يوم أو يومين، فسنشهد هذه الانقطاعات لشهر آخر على الأقل".

وأضاف البرماني: "الجدير بالذكر إن مؤهلات المسؤولين في البلاد لم تصل بعد إلى مرحلة المبتدئ، والآن وفي خضم أزمة كورونا والجفاف وشح المياه وانقطاع الكهرباء يجب أن نكون واقعيين ونقول إن إمكاناتنا الحالية لا تستطيع تلبية حاجات شعب يقدر بثمانين مليون نسمة".

"جوان": علاقة طالبان مع إيران "أخوية"

كتبت صحيفة "جوان"، المقربة للحرس الثوري، تقريرا حول حركة طالبان الأفغانية ونشرت عنوانه في الصحفة الأولى وصدرته بالقول: "طالبان: لقد تغيرنا".

الصحيفة لم تعد تصنف الحركة كجماعة إرهابية تقتل الشيعة وتجترئ بحقهم، معتقدة أن حركة طالبان لم تعد هي الحركة السابقة وإن علاقاتها مع طهران ستكون "أخوية". 

وأكدت الصحيفة أن استيلاء حركة طالبان على المدن والمناطق الأفغانية لم ترافقه إراقة دماء

يشار إلى أن تقارير عدة أكدت أن طالبان تعاملت بعنف في المناطق والمدن التي حاولت مقاومة الحركة أثناء سيطرتها على المدينة.