لا تزال قضية السَّكن من أكبر الهواجس التي تُنغّص حياة المواطن الإيراني بعد أن اجتاحت موجة الغلاء الفاحش جميع مجالات حياته، وعلى رأسها المسكن. ويُعَدُّ سكان العاصمة طهران من أكثر المُتعرضين على هذه الظروف والواقع الجديد، لا سيما أولئك الذين يستأجرون الوحدات السكنية، ولا يملكونها.. صحيفة "آرمان ملي" تحدَّثت عن هذه الأزمة المتفاقمة في العاصمة الإيرانية طهران، وعنونت بـ"استمرار الانتقال القسري في العاصمة"؛ لتُشير إلى ظاهرة انتقال مُستأجري الشقق والوحدات السكنية من شمال العاصمة إلى وسطها، ومن الوسط إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى ريف العاصمة، وما حولها من مناطق. وذكرت الصحيفة أن أسعار المسكن قد ارتفعت بنسبة 42 في المائة هذا الشهر، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.

وذهبت "اقتصاد ملي" إلى أبعد من ذلك، حيث رصدت تقاريرها الميدانية ارتفاعًا في أسعار السكن في القرى متأثرة بارتفاع الأسعار في المدن الكبرى، وقالت إن سوق العملات الصعبة لا يزال مستمرًا في الصعود والارتفاع، وأدَّى ارتفاع أسعار الدولار إلى ارتفاع في جميع السلع بما فيها المساكن، حيث وصل هذا الارتفاع في الأسعار إلى القرى أيضًا.

وحاولت "كيهان" أن تُحمِّل هذا الوضع وتفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار على الاتفاق النووي، ومن قبلوا به، وعنونت بـ"دولار واحد مقابل 20 ألف تومان، ثمرة التفاوض مع أميركا"، وقالت الصحيفة إن "ارتفاع الدولار بجانب ازدياد تكاليف الإيجار وشراء المساكن، وكذلك ارتفاع المواد الغذائية، والسيارات، والذهب، والأثاث المنزلي، وغيرها، جعل المواطنين يواجهون عديدًا من المشاكل الاقتصادية". وأضافت الصحيفة المتشددة والمُنتقدة لأنصار الاتفاق النووي، أن "وصول الدولار إلى 20 ألف تومان والقطعة المعدنية إلى ثمانية ملايين، وسيارة البرايد (سيارة محلية) إلى 90 مليون تومان بعد أن كانت بـ20 مليون تومان، كلها من ثمرات الاتفاق النووي وآثاره".

وقريبًا من هذا الموقف كان موقف صحيفة "وطن أمروز"، حيث رأت في تقرير لها أن ارتفاع أسعار الدولار 6 أضعاف خلال السنوات الـ7 الأخيرة هو نتيجة سياسات الحكومة الخاطئة، والتعويل على التفاوض والمحادثات.

ورأت صحيفة "جام جم"، التابعة للإذاعة والتلفزيون الإيراني، أن أحد أسباب هذا الارتفاع في أسعار الدولار على حساب التومان الإيراني هي الأموال والدولارات المخصصة للشركات المصدرة، والتي امتنعت عن إرجاعها إلى الداخل بعد أخذها من الحكومة. وقالت الصحيفة "الدولار يقترب من الـ20 ألف تومان في حين لا يزال مصير 27 مليار دولار مخصصة للصادرات مجهولاً".

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "وطن أمروز" أن 30 في المائة من عدد المدارس في إيران باتت غير صالحة للخدمة، وأنه يجب هدمها وإعادة بنائها، الأمر الذي يتطلب أكثر من 100 ألف مليار تومان. 

على الصعيد السياسي اهتمَّت بعض الصحف باعتقال قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية عددًا من قيادات الحشد الشعبي بأمر قضائي. وتضاربت الأنباء بشأن مصير المعتقلين الـ14، إذ أكدت مصادر إخراجهم من عائدية العمليات المشتركة، وتسليمهم إلى "أمن الحشد" كونهم مُنتسبين في "هيئة الحشد الشعبي" برئاسة فالح الفياض، في حين تحدَّثت مصادر مناصرة "للحشد" عن إطلاق سراحهم.

وتعليقًا على الحادث، واعتقال قيادات الحشد الشعبي المقرب من إيران، قالت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن الحشد الشعبي أبرز قدراته أمام أميركا وعملائها في بغداد، متهمةً رئيس وزراء العراق بالتواطؤ مع الولايات المتحدة الأميركية ضد الحشد الشعبي، وواصفةً جهاز مكافحة الإرهاب العراقي بـ"العميل". وتساءلت "وطن أمروز"، وهي صحيفة أصولية أخرى، عن أسباب هذا الاعتقال، وهل تم بأوامر من رئيس الوزراء أم غيره؟ مُدَّعيةً أن القرار هذا يُعَدُّ ثمرةً من ثمار الحكومة الضعيفة. 

يُمكننا الآن مُطالعة أبرز عناوين الصحف:

"آرمان ملي": تفاقم الشرخ الطبقي واتساع الامتعاض الشعبي في العاصمة

علَّقت صحيفة "آرمان ملي" على ظاهرة الغلاء واستمرار ارتفاع الأسعار في العاصمة الإيرانية طهران، واعتبرت أن أزمة السكن هي أكبر الهواجس التي تنتاب المواطنين في طهران، وتليها الحاجات الأساسية، مؤكدة أن الأسعار في طهران ليست ثابتة، وأن هذا الاضطراب في الحياة الاقتصادية أجبر كثيرًا من العائلات إلى الخروج من المدينة والعيش في الضواحي والأرياف، وهو ما يدل على زيادة الفقر بين المواطنين وسكان العاصمة. 

وأوضحت الصحيفة أنه بعد فرض العقوبات الاقتصادية على إيران والاضطراب في سوق العملات الأجنبية وتدهور العملة المحلية خسرت عديد من الأسر ممتلكاتها، وأجبرت على الاستفادة من مُدَّخراتها لتأمين حاجاتها المعيشية، كما أن كثيرًا من المواطنين فقدوا وظائفهم وأصبحوا عاطلين عن العمل. 

"اقتصاد سرآمد": لا غرابة من تجاوز سعر الدجاج 20 ألف تومان 

حاولت صحيفة "اقتصاد سرآمد" أن تناقش أسباب وخلفيات القفزة الأخيرة التي شهدها سوق الدجاج، حيث زاد سعر كيلو الدجاج من 13 ألف تومان إلى 20 ألف تومان، وحسب تقرير الصحيفة فإن هذا الارتفاع في الأسعار جاء بسبب عدم الأخذ بالتحذيرات التي قدَّمها النشطاء والعاملون في هذا القطاع، مؤكدةً أن هذا الوضع كان متوقعًا منذ شهور سابقة.

ونقلت الصحيفة تصريحات عضو لجنة التجارة الإيرانية، غلام علي فارعي، التي ذهب فيها إلى أن وصول أسعار الدجاج إلى هذه النسبة العالية في ظل التضخم الموجود والغلاء الذي يعصف بكل مجالات الحياة في إيران ليس بالأمر المُستغرب. 

"مستقل": تفاوض الأصوليين مع أميركا قد يمنع إيران من الانهيار 

في ظل الصلابة التي يتَّسم بها موقف التيار المتشدد في إيران من التفاوض مع الغرب عمومًا، والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، لا يبدو خيار التفاوض والعودة إلى المحادثات مطروحًا لدى بعض المحللين والمتابعين للشأن الدولي، فإن الخبير الدولي صادق زيبا كلام يتوقع أن الأصوليين بعد أن يصلوا إلى الرئاسة في إيران العام القادم سيُجبرون على التفاوض مع واشنطن، وأن هذه الخطوة وحدها قد تستطيع أن تمنع الوضع الحالي من التدهور أكثر فأكثر، حسب رأي زيبا كلام. وأوضح الأستاذ الجامعي أن الأصوليين هم من ساهموا في انهيار الاتفاق النووي، لكنهم بعد أن يصلوا إلى الحُكم سيقومون بالتفاوض مع أميركا، بغض النظر عمن يحكم في البيت الأبيض. 

وقال زيبا كلام لصحيفة "مستقل" إن تدهور الوضع الاقتصادي في إيران حاليًا ليس له علاقة بوجود رئيس إصلاحي، فلو كان الأصوليون في الحكم لما كان الوضع مختلفًا، وأكد أن الشعارات لن تستطيع تلبية احتياجات البلد، وأن كل من يكون له منطق وحساب يستطيع أن يُدرك أن هذه الشعارات لن توفر الموارد المالية لـ5 ملايين موظف حكومي. 

"وطن أمروز": وفيات كورنا تتجاوز 10 آلاف.. و6 محافظات عند المستوى الأحمر

لا يزال وضع جائحة كورونا يأخذ مساره الصَّاعد من حيث الارتفاع في عدد الإصابات والوفيات بعد أن تخطى عدد المتوفين في إيران جرَّاء هذا الفيروس 10 آلاف، حسب "وطن أمروز". وأعلنت وزارة الصحة أن 2628 حالة إصابة تم كشفها خلال الـ24 ساعة الماضية، وأعلنت وفاة 109 أشخاص خلال يوم واحد. 

يُذكر أن عديدًا من المؤسسات والمنظمات الاجتماعية، بما فيها تلك التي تعمل من داخل إيران، تُشكّك في عدد الإصابات التي تُعلن عنها الحكومة، وتعتقد أن عدد الإصابات أكثر مما يتم الإعلان عنه بكثير. 

وذكرت صحيفة "وطن أمروز" أن 6 محافظات هي خوزستان، وهرمزكان، وأذربيجان، وبوشهر، وكرمانشاه، وكردستان، لا تزال عند المستوى الأحمر من هذا الفيروس.