استمرت الصحف الصادرة اليوم الاثنين بتغطية موضوع المحاولات الأميركية لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران ونتائج هذه الإجراءات من جانب واشنطن على الاقتصاد الإيراني المتأزم أصلا بفعل العقوبات الأميركية وسوء الإدارة الداخلية، حسب إقرار الكثير من المسؤولين الإيرانيين. كما غطّت الصحف بعض المواقف الدولية والأوربية من محاولات أميركا إعادة العقوبات الأممية ضد طهران لممارسة الضغط عليها لتغيير سياساتها الخارجية والداخلية.

ورأت معظم الصحف الإيرانية أن الولايات المتحدة فشلت في مساعيها الرامية إلى إعادة العقوبات الدولية وأن العالم رفض هذه الرغبة من جانب واشنطن، فكتبت "آفتاب يزد": "العالم يقول لا للولايات المتحدة الأميركية"، فيما كتبت "سياست روز": "سياسة الضغوط القصوى تتحول إلى عزلة قصوى للولايات المتحدة"، معتبرة أن نتائج السياسات الأميركية الرامية إلى ممارسة الضغط على إيران انتهت بالفشل وأن واشنطن أصبحت اليوم تعيش عزلة في الأمم المتحدة بعد معارضة دول العالم لسياساتها، فيما كتبت "آرمان ملي": "العالم في مواجهة أميركا وبجانب إيران".

أما صحيفة "كيهان" فأشارت إلى الموقف الأوروبي الذي رأت معظم الصحف أنه اصطفاف مع إيران في وجه الولايات المتحدة الأميركية، وكتبت: "اصطفاف أوروبا مع إيران لا يكون خداعا عندما ينتهي برفع العقوبات"، وأوضحت الصحيفة أن الترويكا الأوروبية دائما ما تتظاهر في موضوع الملف النووي بأنها تقف مع إيران إلا أنها في العمل تكون منسجمة مع الولايات المتحدة بشكل كامل. وقالت صحيفة "قدس" المقربة من الحرس الثوري: "كرة إنهاء العقوبات في ملعب أوروبا".

واقتصاديا تطرقت صحيفة "ستاره صبح" إلى ارتفاع أسعار الذهب والدولار مرة أخرى، وتسجيل أرقام قياسية جديدة. وفي المقابل تراجعت مؤشرات البورصة بعد أيام من الاستقرار النسبي وذلك عقب إعلان واشنطن "عودة العقوبات الأممية ضد طهران". وبلغ سعر الدولار، أمس الأحد، 27300 تومان، بزيادة 2.5 في المائة، كما سجّل الذهب هو الآخر رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث بلغ سعر أوقية الذهب الواحدة، اليوم الأحد، 13 مليونًا و264 ألف تومان.

كما أشارت بعض الصحف إلى تفاقم الوضع الصحي المتعلق بكورونا في بعض المدن والمحافظات الإيرانية، لاسيما مدينة طهران التي قالت عنها صحيفة "ابتكار" إنها في الوضعية الحمراء بشكل كامل وعنونت صحيفة "سبيد" الطبية بـ"موجة ثالثة من كورونا تدخل طهران".

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"ابتكار": تأثير تفعيل آلية الزناد على الاقتصاد الإيراني

نقلت صحيفة "ابتكار" آراء بعض الخبراء الاقتصاديين الذين رأوا أن الآثار النفسية لتفعيل آلية الزناد من جانب الولايات المتحدة الأميركية من شأنها أن تجعل الاقتصاد الإيراني أكثر اضطرابا ويصبح من الصعب السيطرة على الأسواق والوصول إلى حالة من الاستقرار الاقتصادي.

وقال مرتضى أفقه، المختص في الشؤون الاقتصادية، لصحيفة "ابتكار"، إن تفعيل آلية الزناد من جانب واشنطن سيكون نهاية الضغوط الأميركية على الاقتصاد الإيراني، وسيتأثر الاقتصاد الإيراني من هذا الإجراء الأميركي، معربا عن قلقه في أن يكون تفعيل آلية الزناد سببا في التصعيد وزيادة التوتر بين طهران وواشنطن.

بدوره قال الخبير الاقتصادي، هادي حق شناس، إن هذا الإجراء الأميركي وعلى الرغم من أنه يفتقر للشرعية إلا أنه سيجبر الكثير من الأطراف والشركات على عدم التعامل مع طهران وستلتزم بعض الدول من أجل الحفاظ على مصالحها بالقيود التي تفرضها الولايات المتحدة لأن مصالح الكثير من الشركات أصبحت متصلة بالولايات المتحدة الأميركية وهو ما يجعلها تتخلى عن علاقاتها مع إيران.

"صداي اصلاحات": بعض سياسات الحكومة تجعل الأمور أكثر سوءا

انتقد غلام رضا مصباحي مقدم، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، أداء الحكومة الاقتصادي موضحا أن الشريحة الكبرى من المجتمع الإيراني باتت تعاني في توفير حاجاتها الأساسية ولم نشاهد الحكومة تتخذ إجراءات عملية وملموسة في سبيل علاج هذا الوضع.

وأعرب مصباحي مقدم في تصريحاته التي نشرتها صحيفة "صداي اصلاحات" عن قلقه من التبعات الاجتماعية على الأزمة الاقتصادية الراهنة، وقال إن الحكومة وبدل أن تقوم بإجراءات علاجية تُقدم على سياسيات تزيد الطين بلة وتجعل الأوضاع أكثر سوءا.

وأوضح عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام أن ما يقلقه هو التبعات الاجتماعية ومدى تحمل عامة الناس لهذا الوضع المتأزم، مشددا على ضرورة أن لا يطمئن المسؤولون لهذا الصبر الذي يشاهدونه من جانب الناس لأن ذلك قد ينتهي وتحدث الأزمات.

"آرمان ملي": على إيران أن تعيد النظر في سياساتها الخارجية

قال المحلل السياسي، بيروز مجتهد زاده، لصحيفة "آرمان ملي" إن المسؤولين الإيرانيين يتعاملون بانفعال مع قرار التطبيع الذي قامت به بعض الدول العربية مع إسرائيل، وإنهم لا يسمحون لأنفسهم بالتفكير بالفرص التي تكون كامنة في هذا القرار بالنسبة لإيران، وهم بدل ذلك يستخدمون لغة التهديد والعنف، مشيرا في ذلك إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وذكر مجتهد زاده أن الدول في عالم السياسة تعد مستقلة وتتخذ قراراتها، حسب ما تراه مناسبا لمصلحتها، وهذا يصدق على ما قامت به الإمارات والبحرين، ولا يحق لدولة أن تتدخل في قرارات الدول الأخرى.

وعن أسباب تحول مواقف بعض الدول العربية من إسرائيل، وقال المحلل والخبير في الشؤون الدولية والإقليمية بيروز مجتهد زاده: "لو نظرنا نظرة إنصاف وتحرٍ لوجدنا أن السبب لا يكمن في شخص الرئيس ترامب ونتنياهو فحسب، بل إن سياساتنا وتوجهاتنا تشكل أحد الأسباب في هذا التغيير في سياسات الدول العربية تجاه إسرائيل".

وطالب مجتهد زاده المسؤولين في إيران بإعادة النظر في الآيديولوجيا التي تتبعها إيران في سياساتها الخارجية، وأن تجعل سياساتها أكثر لينا ومرونة، معتبرا أن قرار التطبيع يمكن أن يصبح فرصة لإيران لو بادرت بإعادة النظر في سياساتها الخارجية.

"شرق": تبريرات القضاء الإيراني حول إعدام نويد أفكاري لم تقنع الرأي العام

قال الخبیر الحقوقي کامبیز نوروزي، في مقال نشرته صحيفة "شرق" إن ملف إعدام نويد أفكاري، تحول إلى استفهام وتساؤل لدى الرأي العام الإيراني، وكل ما قدمته السلطة القضائية والإذاعة والتلفزيون في هذا الملف لم يقنع الناس.

وطالب الناشط الحقوقي السلطة القضايا بالكشف عن ملابسات الإعدام وعرضها في وسائل الإعلام أو تشكيل لجنة مستقلة للاطلاع على حيثيات الملف ونقلها إلى الرأي العام.

وتابع نوروزي قائلا: "إذا كانت السلطة القضايا تعلم أنه تم انتهاك القانون في ملف أفكاري فعليها أن تعلن ذلك للجميع".