لليوم الثاني على التواصل تركز الصحف الإيرانية في عناوينها الرئيسة على المؤتمر الصحافي الأول للرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، حيث أشادت الصحف الأصولية بالمؤتمر الذي عقده ووصفت "كيهان" إجابات الرئيس الأصولي بـ"المهينة للولايات المتحدة الأميركية"، و"نهاية الدبلوماسية الانفعالية" التي انتهجتها حكومة روحاني حسب قراءة الصحيفة.

أما صحيفة "اعتماد" الإصلاحية فعنونت حول مؤتمر إبراهيم رئيسي الأول وقالت: "حماية ناعمة من الاتفاق النووي واستمرار في اللهجة المعادية لأميركا".

وفي موضوع كورونا تزداد المخاوف يوما بعد يوم في ظل تعثر السياسات الحكومية فيما يتعلق بالتطعيم الشامل، وخطر دخول البلاد في موجة خامسة، على خلفية إجراء الانتخابات الرئاسية والتجمعات التي عقدت في هذا الإطار.

فصحيفة "ابتكار" مثلا عرّضت بتصريحات المسؤولين الذين يعطون الوعود تلوى الوعود بشأن عملية التطعيم الجماعي، وقالت في صفحتها الأولى: "التطعيم في الأفعال وليس في الأقوال!"، وطالبت وزارة الصحة بالشفافية وتحمل المسؤولية الكاملة في عملية التطعيم.

وكتبت "آفتاب يزد": "الموجة الخامسة في المرصاد"، وكتبت "جمهوري إسلامي": "من وعود المسؤولين في قطاع الصحة إلى قلق كبار السن"، وقدمت تقريرا حول بطء عملية التطعيم وتعثرها في المرحلة الثانية التي اقتصرت على كبار السن والعاملين في القطاعات الصحية.

فيما بدا لافتا تجاهل الصحف للإضراب الذي قام به عمال صناعتي النفط والغاز في طهران وجنوبي إيران عن العمل احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية.

على الصعيد الإقليمي لفتت بعض الصحف إلى تقدم حركة طالبان في محافظات ومناطق مختلفة من أفغانستان بعد بدء انسحاب القوات الأميركية من الأراضي الأفغانية، وأشارت الصحف إلى قرب سقوط مدينة "مزار شريف" رابع أكبر مدن أفغانستان من حيث عدد السكان. 

وعنونت "همدلي" بالقول: "طالبان خلف أبواب مدينة مزار شريف"، أما "جمهوري إسلامي" فاستخدمت عنوانا قد لا يرضي السلطة حيث وصفت حركة طالبان بـ"الإرهابية"، وكتبت "إرهابيو طالبان خلف أبواب مدينة مزار شرف". 

يذكر أن النظام في إيران قد بدأ في السنوات الأخيرة بتغيير لهجته عند الحديث عن حركة طالبان بعد زيارات قام بها ممثلون للحركة إلى العاصمة الإيرانية طهران.

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى

"اعتماد": إجابات رئيسي قصيرة ومكررة 

قالت صحيفة "اعتماد" إن إبراهيم رئيسي، لم يستطع في مؤتمره الصحفي الأول أن يبين موقفا واضحا لإيران إزاء علاقتها مع الغرب أو الشرق والسياسة العامة الإيرانية في الصعيد الخارجي خلال السنوات الأربعة القادمة، مؤكدة أن إجابات رئيسي كانت قصيرة ومكررة في بعض الأحيان. 

كما انتقدت الصحيفة تصريح رئيسي حول رفضه الاجتماع بالرئيس الأميركي جو بايدن، وذكرت أن الرئيس المنتخب كان بإمكانه استخدام لغة الإبهام في الحديث عن السياسة الخارجية لكي يسهل تحقيق سياسات البلاد في الخارج، ويسحب البساط من تحت أقدام الأطراف الأخرى التي ترغب في خلق أجواء سلبية لإيران في العلاقات الخارجية. 

"كيهان": رفض رئيسي الاجتماع ببايدن يقوم على "العزة" و"الحكمة" 

لكن في مقابل صحيفة "اعتماد" التي انتقدت موقف رئيسي من إمكانية الاجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن، نرى صحيفة "كيهان" الأصولية قد أشادت كل الإشادة بهذا الموقف الذي "حقّر" أميركا وأنهى سياسات إيران الانفعالية، حسب رأي الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن "لا" رئيسي حول احتمالية الاجتماع بجو بايدن هي إجابة تقوم على "العزة" و"الحكمة" و"المصلحة"، وتأتي في انسجام تام مع مصالح البلاد الوطنية و"تحفظ كرامة الشعب الإيراني وعزته. 

وقالت الصحيفة إن واشنطن في حاجة إلى المفاوضات مع طهران، معللة السبب في ذلك إلى أن واشنطن لم تستطع أن تحقق أهدافها عبر خيار الحرب والعقوبات. 

"آفتاب يزد": الوضع في أفغانستان بات خارج سيطرة الحكومة

قال المحلل السياسي والمختص بالشأن الأفغاني، بيرمحمد ملازهي، في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد" إن حربا أهلية متوقعة الحدوث في أفغانستان في حال لم يتم حل القضايا العالقة في أفغانستان، معتقدا أن هذا الصراع قد ينتهي بتقسيم أفغانستان، وأوضح أن الوضع هناك لا يمكن التكهن بمساره على الإطلاق وإنه بات خارجا عن سيطرة الحكومة. 

وأضاف ملازهي: "يتم الآن تنفيذ النموذج العراقي في أفغانستان حيث يراد له أن يكون بلدا بلا دولة"، مؤكدا أنه وفي حال حدثت حرب أهلية شاملة في أفغانستان فإن أيا من دول المنطقة والدول العالمية الفاعلة في المنطقة لن تلتزم الحياد".

"ابتكار": الإيرانيون معترضون على طريقة التطعيم في البلاد

انتقدت صحيفة "ابتكار" السياسات المعتمدة من قبل الحكومة في التعاطي مع جائحة كورونا، والوعود التي أعطتها وزارة الصحة على لسان وزيرها، سعيد نمكي، والتي لم يتحقق منها شيء مما ضاعف مخاوف الإيرانيين حول هذا الموضوع باستمرار.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من الرخص القانونية التي أعطيت لإنتاج لقاح كورونا إيراني باسم "بركت"، ألا إن حديثا يتم تداوله في هذا الجانب ويؤكد وجود غموض في مراحل إنتاج هذا اللقاح، وفقدان آلية لتأكد من سلامته وصحته، وشددت على ضرورة أن يطمئن الناس حول فاعلية اللقاح وسلامته من كل المخاطر. 

كما أشارت الصحيفة إلى الأخبار المتداولة حول شراء لقاح كورونا بأسعار مرتفعة، وذكرت أن السبب في ذلك يعود إلى أن الناس باتوا معترضين على طريقة التطعيم التي تقوم بها الحكومة؛ لهذا فهم يحاولون توفير اللقاح لهم ولعوائلهم بشتى السبل وعبر طرق غير قانونية.