منذ تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حول صلح الإمام الحسن مع معاوية بن أبي سفيان، وربط ذلك بالاتفاق النووي والتفاوض مع أميركا، كانت الصحف معطلة، لكن وسائل الإعلام الأصولية منذ ذلك الحين شنت الهجمات تلو الهجمات والانتقادات اللاذعة والدعوات التي وصلت ذروتها إلى المطالبة بإعدام الرئيس عندما دعا إلى ذلك رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، مجتبى ذو النوري، مؤكدًا أن هذه هي رغبة الجماهير.

واهتمت الصحف اليوم بهذا الموضوع أيما اهتمام، سواء المعارضة أو المؤيدة، وحاولت صحيفة "إيران" الحكومية أن تسرد تقريرًا مفصلا حول الموضوع، مشيرة إلى الإهانات التي استهدفت روحاني بعد حديثه عن السلام والصلح.

وانتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" كذلك دعوات بعض نواب البرلمان إلى إعدام روحاني، وكتبت: "يبدو أن إصدار أحكام الإعدام هي المهمة الجديدة للبرلمان الإيراني".

ومن جهته، کتب صادق زيبا كلام، المحلل السياسي الإصلاحي، مقالا في "آرمان ملي"، وقال هل يحتاج البلد إلى "مرونة بطولية" مرة أخرى لكي تدخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية.

وتمنى زيبا كلام أن يتم إجراء استفتاء من الناس لاستطلاع آرائهم حول من يرونه المقصر في الوضع الراهن للبلاد، وهل هو روحاني وتياره، أم التيار المتشدد المعارض لروحاني؟

ورأى زيبا كلام أن تصريحات روحاني عن السلام والصلح قد تكون مقدمة للميل نحو "المرونة البطولية" بعد أن نفدت خزينة الدولة وأصبحت الحكومة غير قادرة على دفع رواتب موظفيها.

کما توقع زيبا كلام أن وصول أي من المرشحين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطي جو بايدن، لن يحدث فرقًا بالنسبة لإيران، وأنه لا طريق أمام طهران سوى تغيير مواقفها والدخول في مفاوضات مع واشنطن.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"کیهان": حديث روحاني عن الصلح تحريف للتاريخ ومحاولة للتهرب من المسؤولية

لم تتراجع صحيفة "كيهان" حتى الآن عن مواقفها تجاه الرئيس حسن روحاني، وتناولت اليوم أيضا موضوع الصلح الذي أشار إليه روحاني في خطابه، واعتبرت ذلك صورة من صور تحريف التاريخ ومحاولة للتهرب من المسؤولية.

وكتب رئيس تحرير الصحيفة والمقرب من المرشد، حسين شريعتمداري، مقالا تساءل فيه عن ماهية الأسباب التي تجعل روحاني يبعث برسائل مبطنة عن التفاوض مع واشنطن على الرغم من معرفته باستحالة هذا الأمر؟

أما صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، فكتبت أنه لا ينبغي أن يفسر صلح الإمام الحسن بالخوف! وأوضحت أن المسؤولين في البلاد يحاولون أن يحملوا الناس مسؤولية الصلح والسلام، من خلال خلق عمليات نفسية واقتصادية.

فیما تساءلت صحيفة "آسيا": هل الصلح خير أم الحرب؟ وخلصت إلى أن التجارب التاريخية أثبتت دائمًا أن الصلح والتفاوض خير من الحرب، وأوضحت أن الأسواق المضطربة في إيران وعودة العقوبات والسياسات الخاطئة للحكومة المنطلقة من مبدأ عدم التفاوض هو دليل فقدان الاستقرار في الأسواق.

"اعتماد": لا تجارة إيرانية في مجال الأسلحة ما دام ترامب رئيسًا لأميركا

أشار الباحث والمحلل السياسي، سينا عضدي، إلى موضوع انتهاء الحظر المفروض على قطاع الأسلحة الإيرانية، وقال لصحيفة "اعتماد" إن تجارة الأسلحة لإيران غير ممكنة ما دام شخص ترامب لا يزال موجودًا في البيت الأبيض.

وأوضح عضدي: "ما دام ترامب رئيسا للولايات المتحدة فإنه سيعتمد على سياسة التهديد والإرهاب لباقي البلدان، لاسيما الصين وروسيا، ويمنعهما من بيع الأسلحة لإيران.

كما ذكر أن المشكلة الثانية في هذا الموضوع هي عدم امتلاك إيران للأموال الكافية لدفعها مقابل صفقات الأسلحة التي قد تقوم بها، مؤكدًا أن الصفقات التي ترغب طهران في القيام بها باهظة الثمن، حيث إن تكلفة الطائرة سوخوي 30، وحدها تصل إلى 30 أو 35 مليون دولار، ناهيك بتكاليف صيانتها والحفاظ عليها.

"فرهيختكان": إيران حريصة على شراء طائرات سوخوي 30 الروسية في المرحلة المقبلة

رحبت صحيفة "فرهيختكان" بانتهاء حظر الأسلحة على طهران، وذكرت قائمة من أسماء الدول التي قد تكون إيران مقبلة على بيع أسلحتها إليها، مشيرة إلى سوريا واليمن كبلدين رئيسيين في هذه القائمة.

کما أشارت إلى قائمة الدول التي ترغب طهران في شراء الأسلحة منها، مؤكدة أن المسؤولين الإيرانيين حريصون على شراء طائرة سوخوي 30 الروسية.

وقال دياكو حسيني، الباحث السياسي، إن أهم صفقة قد تفكر فيها طهران في المرحلة القادمة هي شراء منظمومة إس 400 الروسية.

"اعتماد": لماذا نفى رئيس منظمة الغذاء والأدوية الإيرانية صلة بلاده بشحنة الأدوية المهربة للعراق

أشارت صحيفة "اعتماد" إلى موضوع تهريب الأدوية من إيران إلى العراق، والتي أعلنت الاستخبارات العسكرية العراقية إحباطها في محافظة ديالى القريبة من الحدود الإيرانية.

وأوضحت الصحيفة أنه، وفي حال كانت هذه الأدوية إيرانية، فنحن أمام ظاهرة التهريب المعكوس، وهي ظاهرة ازدادت في الآونة الأخيرة، بعد الاضطرابات في أسعار العملات الصعبة.

وتساءلت الصحيفة عن سبب تسارع رئيس منظمة الغذاء والأدوية ونفيه الجازم والمتسرع أن تكون هذه الأدوية إيرانية، دون أن تجري تحقيقات في هذا الخصوص.

كما أشارت الصحيفة إلى ادعاء إدارة الجمارك الإيرانية والتي قالت إن هذه الشحنة تركية، لكنها انتقلت إلى العراق عبر الأراضي الإيرانية، واستغربت الصحيفة من هذا الادعاء، وقالت: إذن نحن أمام مهرب مبتدئ وساذج، بحيث يترك الطريق والمسافة بين تركيا والعراق، والتي تقدر بـ370 كيلومترًا، ويأتي بـ19 شاحنة من داخل الأراضي الإيرانية.