أول ما يلفت النظر في صحف إيران اليوم هو صورة خامنئي التي احتلت معظم الصفحات الأولى، بعد كلمته المثيرة للجدل التي أدلى بها أمس.. دفاعًا عن صادق آملي لاريجاني رئيس السلطة القضائية السابق الذي يتهمه البعض بالفساد.

كما اشتملت كلمة المرشد- كعادته- على مهاجمة الولايات المتحدة، لكن ما أثار دهشة البعض كلام المرشد عن اعتقال السلطات الأميركية للمواطنين بمجرد نزولهم للشوارع.

في موضوع آخر، ناقشت صحيفة "جهان صنعت" الاقتراحات التي تقدم بها بعض نواب البرلمان للحكومة ووزارة الطرق وبناء المدن، والتي توصي ببناء شقق سكنية في المدن الكبرى لا تتجاوز مساحتها 25 مترًا فقط. 

وانتقدت الصحيفة مثل هذه التوصيات والمقترحات وعنونت بـ"الحياة في قفص"، وكتبت: "إنشاء وحدات سكنية مساحتها 25 مترا.. وصفة علاج البرلمان لحل أزمة السكن".

وبينت الصحيفة، نقلا عن "إيسنا" أن فكرة إنشاء وحدات سكنية مساحتها 25 إلى 40 مترًا هي اقتراح طرح العام الماضي، وقد توصلت بلدية طهران ووزارة الداخلية إلى اتفاق بهذا الخصوص، ووافق أعضاء البرلمان على هذا المقترح وسيتم تطبيقه قريبا. 

تأتي هذه المحاولات والمقترحات في ظل تفاقم أزمة المساكن في إيران وارتفاع الأسعار بشكل يتعارض مع دخل المواطن وقدرته المالية. 

وأكد عدد من الخبراء لصحيفة "جهان صنعت" أن بناء مثل هذه الشقق الصغيرة ستكون له تبعات سلبية على حياة المواطن وسيضر بجودة الحياة العائلية.

أما صحيفة "اقتصاد سرآمد" فأشارت إلى أزمة استئجار الشقق في المدن وكتبت أن هذه القضية تحولت إلى معضلة كبيرة تقض مضاجع المواطنين. 

كما أشارت الصحيفة إلى إحصائيات رسمية تظهر أن 24 في المائة من السكان في المدن الكبرى هم مستأجرون فيما ترتفع هذه النسبة إلى 42 في المائة في العاصمة طهران.

وتذكر الصحيفة أنه في السنوات الأخيرة وبعد ارتفاع أسعار المساكن في المدن الكبرى خرجت تكاليف المسكن من قدرة المعيلين وأدى ذلك إلى إقصاء الطبقات ذات الدخل المتوسط إلى خارج المدن والإقامة في الأرياف والضواحي. 

أما صحيفة "إسكانس" فجاءت بتقرير لمركز البحوث التابع للبرلمان عن موضوع المساكن، حذرت فيه من تفاقم الأزمة في إيران لا سيما في المدن الكبرى، وعنونت بـ"قضية السكن على عتبة التأزم".

ورأت "كيهان" الأصولية أن انفلات عنان الأسعار وارتفاعها الكبير ناجم عن ضعف في الإدارة والرقابة، وعنونت بـ"الأسعار النجومية بسبب الضعف في الإدارة والرقابة". 

وفي تقرير لها أشارت الصحيفة إلى أن السوق تفتقر للرقابة الحكومية على الأسعار، وأن أي بائع يستطيع أن يحدد السعر الذي يريد البيع به.

ونقلت الصحيفة تصريحات أصحاب السوق في الأثاث المنزلي، وأكدوا أن الأسعار في الشهور الأخيرة شهدت ارتفاعا بين 30 إلى 60 في المائة، الأمر الذي جعل المواطنين يعجزون عن الشراء، ما تسبب في حالة كساد كبير تعاني منه الأسواق. 

كما أشارت الصحيفة في تقريرها إلى انتشار ظاهرة السلع المغشوشة بعد اضطراب الأسواق وارتفاع الأسعار بشكلها الحالي.

في سياق منفصل علقت صحيفة "شرق" على موضوع القاضي الهارب، غلام رضا منصوري، المتهم في قضية أكبر طبري (المسؤول الكبير بالسلطة القضائية)، والذي تم العثور على جثته يوم الجمعة 19 يونيو (حزيران) من الشهر الحالي، في الفندق الذي كان يقيم فيه في رومانيا. 

وتساءلت الصحيفة عن مصير الملفات التي كان القاضي منصوري يشرف على مسارها القانوني، وقالت: "هل تتم إعادة النظر في الأحكام التي أصدرها القاضي منصوري؟".

ونوهت الصحيفة إلى أن قضايا الكبار مثل قضية طبري، شهدت دفع رشاوي كبرى تقدر بالمليارات، إلى قضاة أمثال غلام رضا منصوري، وقاسم زاده. وأكدت الصحيفة أن ما يظهر من محاكمات في ملف المسؤول في السلطة القضائية هو الجانب الظاهر من الملف ولو عاد منصوري إلى إيران حيّا لربما انكشف الأمر عن وجود أطراف أخرى.

يُمكننا الآن مُطالعة أبرز عناوين الصحف:

"آسيا": أفضل وقت للتفاوض

عنونت صحيفة "آسيا" صفحتها الأولى بـ"أفضل وقت للتفاوض"، وهي عبارة جاءت على لسان الخبير محسن وثائقي، حيث رأى أن الوقت الراهن يعد فرصة مناسبة للدخول في المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، لأن الرئيس دونالد ترامب يترقب الانتخابات الرئاسية بعد أربعة شهور تقريبا وهي فرصة يمكن من خلالها أن تكسب امتيازات كبيرة من واشنطن.

ونقلت الصحيفة تغريدة حميد أبو طالب، مستشار الرئيس الإيراني، التي قال فيها: "يجب القبول بأن "المفاوضات الحقيقية" هي الضامن الوحيد لمصالح الأمن القومي، وأن الهدف هو ضمان هذه المصالح وليس تغيير المبادئ والمعتقدات، والمفاوضات. يجب أن تكون ذات استراتيجية بعيدة عن الجزم والاطمئنان. ودون قبول أصل المفاوضات فليس هناك حل للخروج من المشاكل بشكل دائم".

يذكر أن طهران تتعرض لضغوط اقتصادية قاسية جرّاء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية، وأن واشنطن عرضت الدخول في مفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، إلا أن طهران لا تزال ترفض فكرة التفاوض مع إدارة ترامب، لكن محللين سياسيين وخبراء في الشأن الإيراني يشككون في قدرة طهران على تحمل قسوة العقوبات، ويعتقدون أنه في حال اختير دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية سترضخ القيادة الإيرانية للتفاوض مع الولايات المتحدة.

"كيهان" تهاجم ناصح المرشد: كلام المعارضة وأمنيات أميركا

كتب حسين شريعتمداري، ممثل المرشد في صحيفة "كيهان"، مقالا افتتاحيًا بالصحيفة المقربة لخامنئي، هاجم فيه محمد موسوي خوئيني، أمين عام جبهة رجال الدين المجاهدين، الذي حذر المرشد، في رسالة له، أمس السبت، وقال إنه لا يمكن الاستمرار بالوضع الحالي .

وتساءل شريعتمداري في مقاله: من أملى على خوئيني هذه الرسالة؟ متهمًا أمين عام جبهة رجال الدين بأنه يردد كلام المعارضة الخارجية.

يشير شريعتمداري إلى وصف موسوي خوئيني للوضع الحالي بغير المطلوب، داعيًا إلى ضرورة تغييره، بينما رد شريعتمداري بأن ما يريده خوئيني هو ما تطلبه أميركا وتتمناه.

وكان موسوي خوئيني قد حمل المرشد خامنئي مسؤولية الأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد.

صحيفة "صبح نو" الأصولية هي الأخرى تطرقت إلى رسالة خوئيني المفتوحة للمرشد خامنئي واعتبرتها هجومًا على النظام، ووصفتها بأنها "تضليل من رجل رمادي".

"تجارت": الكساد يخيّم على الاقتصاد

ذكرت صحيفة "تجارت" أن العقوبات المفروضة على إيران وأزمة فيروس كورونا جعلتا الكثير من الأنشطة الاقتصادية تتوقف، وعنونت الصحيفة بـ"قفل الكساد يغلق أبواب المصانع".

وبينت الصحيفة أن أول خطوة ينبغي أن تتخذ في هذا الظرف هي فهم الصورة العامة لقضايا اقتصادية مثل التضخم والبطالة والكساد والاستثمار وأسعار النفط.. 

كما أشارت الصحيفة إلى فيروس كورونا الذي عاد ليضرب إيران من جديد بعد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات. وذكرت الصحيفة أن 38 في المائة من المشاغل والأعمال قد توقفت جراء الفيروس.

"صداي اصلاحات": تراجع حالات الزواج 40 في المائة

ذكرت صحيفة "صداي اصلاحات"، على لسان النائب وعضو اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني أمير حسين بانكي، أن نسب الزواج في إيران شهدت انخفاضا كبيرًا، حيث أظهرت الإحصائيات أن نسبة الزواج انخفضت 40 في المائة، وهو ما ينذر بأزمة ثقافية ومجتمعية.

وأضاف النائب البرلماني قائلا: "الجميع يلاحظ وجود أزمة في الاقتصاد والمعيشة والوظائف والتضخم، وأن البلاد في السنوات الأخيرة شهدت أزمات متتابعة"، ووصف بانكي أزمة الطلاق في إيران بأنها من القضايا التي تهدد كيان المجتمع الإيراني. وقال: "بسبب قلة المواليد نسير نحو شيخوخة المجتمع".

"شرق": معضلة الاعتماد على الصين وروسيا 

ذكر المحلل السياسي، دياكو حسيني، أن بعض الأطراف في إيران تعتبر روسيا والصين حليفتين استراتيجيتين لطهران، وهذا تصور خاطئ ومبالغ فيه، لأن هناك كثيرًا من الأدلة والشواهد على أن البلدين ترحبان بفوز ترامب لفترة رئاسية ثانية، لاعتبارات خاصة بالبلدين، في حين يعتبر فوز ترامب بالنسبة لإيران أزمة جديدة.

وحذّر كاتب الصحيفة من أن هذه التبعية الإيرانية للصين وروسيا وانتظار سياساتهما والتعويل على استخدامهما لحق النقض (الفيتو) لصالح إيران في المحافل الدولية سيحرم إيران من حرية العمل ويفقدها استقلالها وكلمتها في العلاقات الدولية.