حذر حميد رضا كاشفي، نائب مدير الحوكمة والإشراف التشغيلي لشركة هندسة المياه والصرف الصحي في إيران، من أن البلاد ستواجه نقصًا في المياه في صيف عام 1400 (يبدأ 21 مارس/آذار 2021) بسبب انخفاض هطول الأمطار هذا العام، مضيفًا أن عدد المدن التي تعاني من نقص مائي سيزداد إلى ما بين 220 و250 مدينة.

وبحسب آخر إحصائيات وزارة الطاقة الإيرانية، فقد انخفضت كمية الأمطار في البلاد خلال 11 شهرًا من هذا العام الشمسي بنسبة 38% مقارنة بالعام الماضي، و29% مقارنة بالمتوسط طويل المدى.

كما ذكرت وزارة الطاقة أن الحكومة حاولت منع تجفيف السدود، إلى حد ما، عن طريق التقليل من إنتاج الطاقة الكهرومائية، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الكهرباء في البلاد بأكثر من 28% بين مارس 2020 ومنتصف فبراير (شباط) 2021 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ونتيجة لذلك فقد تضاعفت واردات البلاد من الكهرباء. 

وبحسب وكالة أنباء "إرنا" قال حميد رضا كاشفي، يوم الأحد 14 مارس، إن أكثر من 25 في المائة من المياه أُهدرت دون تحصيل مقابل لها خلال العام الماضي.

واعتبر "كاشفي" أن أحد أسباب ذلك هو "تآكل شبكة المياه" في البلاد، وقال إن 24% من شبكة المياه في إيران يتجاوز عمرها الآن 25 عامًا، ونسبة منها بالية، في حين يجب إعادة بناء 20% من طول الشبكة كل عام، إلا أن هذا لا يحدث، لأن الشركات لا تستطيع تحصيل تكلفة الخدمات من المواطنين.

وأضاف "كاشفي" أن انتشار كورونا في البلاد أدى إلى زيادة استهلاك المياه، بحيث حدثت زيادة في الاستهلاك في بعض المناطق بنسبة 40%.

ووفقًا لوزارة الطاقة، تبلغ تكلفة إنتاج المياه في إيران تقريبًا ضعف متوسط سعر بيعها للمواطنين.

ومن المفارقات في هذا الصدد أن تعاني مدن إيرانية جديدة من النقص المائي في حين شهدت بعض أجزاء البلاد في السنوات الأخيرة هطول أمطار غزيرة، بل وصل الأمر أن غمرت المياه العديد من البلدات والقرى، لكن لا توجد بنية تحتية للتحكم في المياه واستخدامها.

فعلى سبيل المثال، تواجه 800 قرية في خوزستان (جنوب البلد) نقصًا مائيًا، في حين أن المحافظات الجنوبية من البلاد، بما في ذلك خوزستان، واجهت في السنوات الأخيرة مشكلة السيول والفيضانات التي ضربت العديد من المناطق السكنية.

كما ضربت الفيضانات أكثر من سبع محافظات في إيران، في ديسمبر (كانون الأول)، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل في محافظتي بوشهر وهرمزغان وغمر 1200 منزل في خوزستان.

وتظهر إحصاءات وزارة الطاقة أن أكبر انخفاض في هطول الأمطار حدث في المناطق الشرقية من البلاد، حيث انخفض هطول الأمطار إلى خُمس العام الماضي.