مآلات ركود سوق السيارات في إيران
أشار أحد أعضاء اتحاد بائعي السيارات وأصحاب معارض السيارات في إيران، سعيد عبداللهي إلى الركود الحاد في سوق السيارات، قائلا إن تقلبات السوق أدى إلى أن تنخفض عمليات بيع وشراء السيارات إلى أدنى مستوياتها.
وأفادت وكالة العمال للأنباء (إيلنا) بأن عبداللهي أشار إلى الركود السائد في سوق السيارات في إيران، مضيفًا أن الأوضاع الراهنة وصلت إلى حد ينتظر فيها البائع والمشتري حدوث أمر ما، ويفضلان البقاء في الحالة التي هما عليها، لرؤية ما يحدث في المستقبل، موضحًا أن هذا التفكير هو الذي يتسبب في انخفاض عمليات البيع والشراء إلى أدنى مستوياتها.
ولفت إلى أن هناك أسبابًا أخرى تؤثر على سوق السيارات في إيران، إضافة إلى التقلبات الموجودة في سعر العملات الصعبة، مبينًا: "عندما كان سعر الدولار الواحد يعادل 20 ألف تومان إيراني، كان سعر السيارة هيونداي أكسنت 190 مليون تومان، ولكن الآن بعد أن أصبح سعر الدولار 11 ألف تومان فقد بلغ سعر السيارة المذكورة 260 مليون تومان، أو مثلا السيارة البيجو 206 كان سعرها 60
مليون تومان ولكن الآن 70 مليون تومان، وهذا يدل على أن أسبابًا أخرى غير المقومات الاقتصادية ونظام السوق تؤثر على التسعير".
وفي معرض إشارته إلى تأثير الأجواء النفسية بعد إعلان الأخبار في ما يتعلق بالسيارات، قال عبداللهي إنه عندما يعرض التلفزيون صورة لموقف مكتظ بالسيارات، وهناك أشخاص كثيرون سجلوا طلباتهم قبل ذلك وما زالوا لم يتسلموا سياراتهم. فهذه التصرفات تخلق أجواء من عدم الثقة وغموض المصير في البلاد.
وحول عمليات بيع وشراء السيارات المستعملة في السوق، أوضح هذا المسؤول الإيراني أن مبيعات هذه السوق أيضا تأثرت بالركود السائد في سوق بيع وشراء السيارات الجديدة.
وأضاف: "لا نكاد نشاهد من يفكر بتبديل سيارته بين المواطنين"، مردفًا أن الأشخاص وبشكل عام يفكرون بتبديل سياراتهم عندما يكون هناك استقرار في السوق.
وتسود الأوضاع الحالية على سوق السيارات في إيران، بعدما أعلن وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني، رضا رحماني، في فبراير (شباط) العام الماضي، أنه على أساس حسابات هذه الوزارة فقد صار من المقرر أن تنخفض أسعار السيارات بنسبة 5 في المائة عن سعر السوق.
ولكن السياسات التي قدمتها وزارة التجارة أسفرت عن نتيجة عكسية حتى الآن وأدت إلى ارتفاع أسعار السيارات في إيران.
وتشير الدراسات إلى أن أسعار السيارات كانت أكثر إنصافًا عندما شهدت أسعار الدولار ارتفاعًا في إيران، ولكن بعد انخفاض سعر الدولار بفترة وجيزة بدأت تظهر تأثيرات ارتفاعه على سوق السيارات حيث واجهت السوق نقصًا في السيارات الفاخرة، وبسبب ارتفاع أسعار السيارات الفاخرة ارتفعت أيضًا أسعار السيارات الإيرانية، ولكن هذا الارتفاع في الأسعار لم يكن مرتبطًا بزيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار قطع الغيار وذلك لأن جميع السيارات كانت قد تم إنتاجها في السنوات الماضية.