تظهر التقارير الاقتصادية الأخيرة، وكذلك التقارير الصادرة عن مركز الإحصاء الإيراني حول نفقات الأسرة والدخل، أن نسبة السكان المعرضين لخطر الفقر المدقع في إيران قد ارتفعت إلى 50%، وقد انخفض استهلاك اللحوم الحمراء إلى 65%، والأرز إلى حوالي 35%، كما تهدد أرقام التضخم الثلاثية لبعض المواد الغذائية بحذف منتجات الألبان والبقوليات من مائدة الأسر الإيرانية. 

ووفقاً لهذه التقارير، في الوقت الحالي، مع الانخفاض الحاد في قيمة العملة الوطنية، واستمرار معدلات التضخم المرتفعة، يعيش ما لا يقل عن 50% من سكان إيران تحت خط الفقر المطلق، بينما وفقًا للإحصاءات الرسمية، في عام 2011 كان حوالي 18% من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر المطلق، وزاد هذا المعدل في عام 2018 إلى حوالي 24%، وفي عام 2019 وصل إلى 35%.

وقال حميد رضا إمام قلي تبار، مفتش المجلس الأعلى لممثلي العمال، لوكالة "تسنيم" الإخبارية قبل أيام، إن "خط الفقر لأسرة مكونة من أربعة أفراد حوالي 10 ملايين تومان، والعمال الذين يتقاضون 3 ملايين تومان شهرياً، يعيشون في فقر مدقع". 

وأضاف مفتش المجلس الأعلى لممثلي العمال، أن "أفراد المجتمع، وخاصة العمال، تعرضوا في السنوات الأخيرة لضغوط اقتصادية شديدة، مثل زيادة التضخم، وتراجع الدخل، وتدني القوة الشرائية، وتزايد الفقر، وقد أضیف إلى ذلك مؤخراً المشاكل الناتجة عن تفشي وباء كورونا." 

من ناحية أخرى، مع ارتفاع سعر الدولار إلى قرابة 30 ألف تومان، ووصول خط الفقر إلى 10 ملايين تومان، وخط  الفقر المطلق إلى ستة ملايين و840 ألف تومان، تشير التقديرات المنشورة إلى أن حوالي 50٪ من سكان إيران حاليًا يعيشون تحت "خط الفقر المطلق". 

بالإضافة إلى ذلك، تظهر أحدث التقارير الصادرة عن مركز الإحصاء الإيراني حول إنفاق دخل الأسرة أن استهلاك معظم المواد الغذائية في الأسر الإيرانية قد انخفض أيضًا بشكل حاد. 

هذا وقد ارتفع سعر اللحوم الحمراء من 90 إلى 120 ألف تومان للكيلو، وارتفع سعر لحم الدجاج من حوالي 20 إلى 22 ألف تومان للكيلو، ووصل سعر البيض نحو 30 ألف تومان للطبق الواحد. 

وفي ربيع هذا العام تم تسليم كل كيلو من لحوم الدجاج للمستهلك بمعدل 14 ألف تومان، ولكن في غضون ثلاثة أشهر، زاد سعر الدجاج بما لا يقل عن 6 آلاف تومان لكل كيلو ليصل إلى 20 - 22 ألف تومان، مما يظهر زيادة بنسبة 50% في سعر لحوم الدجاج.

ووفقًا لهذا التقرير، فقد انخفض استهلاك اللحوم الحمراء في عام 2019، وقبل أزمة الاقتصاد الإيراني في العام الحالي، بمعدل 51.6٪، في حين أن الأسر ذات الدخل المنخفض، انخفض استهلاك اللحوم الحمراء لديها بأكثر من 65.2 بالمائة. 

وفي وقت سابق، في أغسطس (آب) من هذا العام، أعلن مركز استطلاع الرأي بمؤسسة الجهاد الجامعي، أن نتائج استطلاع للرأي أظهرت أن 8.2% من الأسر الإيرانية، أي ما يعادل أكثر من مليوني شخص، لم يأكلوا اللحوم الحمراء قط في العام الماضي، وأن 14٪ من الأسر قد أكلت اللحوم الحمراء عدة مرات فقط، خلال العام الماضي. وقال 32٪% من الأسر إنهم يأكلون اللحوم لبضعة أيام فقط في الشهر.

 جدير بالذكر أن معدل التضخم المكون من ثلاثة أرقام لبعض الأغذية، بما في ذلك البقوليات، يزيد القلق من أنه بعد الانخفاض الحاد في استهلاك اللحوم الحمراء والدواجن والبيض ومجموعة متنوعة من الأطعمة البروتينية، فإن استهلاك المواد الغذائية الأخرى سينخفض لدى الأسر الإيرانية في الأشهر المقبلة.