استمر اليوم الثلاثاء 16 يونيو (حزيران)، الاتجاه المتصاعد لأسعار العملات الصعبة المختلفة في سوق طهران الحرة، حيث تخطى سعر الدولار الأميركي 18500 تومان وتم تداوله بقيمة 18570 تومانًا. كما تم تداول اليورو بسعر 21 ألف تومان.

وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه المتصاعد في أسعار العملات الصعبة بدأ منذ أول أيام الأسبوع الجاري، لكن الناشطين في سوق العملات الصعبة لم يتوقعوا هذا الاستمرار في ارتفاع الأسعار حتى اليوم الثلاثاء، ولكن تعليقات المسؤولين الحكوميين في إيران هي التي أدت إلى استمرار هذا الارتفاع حتى اليوم، بل وتسريعه.

وقد أعرب إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، أمس الاثنين، عن قلقه إزاء أوضاع العملات الصعبة في البلاد، مشيرًا إلى انخفاض عائدات النفط من 100 مليار دولار إلى نحو 8 مليارات دولار، في العام الإيراني الماضي.

وفي الوقت نفسه، تطرق رئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، إلى تغيير سياسات العملات الصعبة لدى البنك المذكور، وهو ما يفسره النشطاء في سوق العملات الصعبة على أنه فرض قيود من قبل البنك المركزي على عمليات ضخ العملات الصعبة إلى السوق، بهدف احتوائها.

وقال همتي: "لن نكون أسخياء كما السابق في توفير العملات الصعبة لمختلف القطاعات بما فيها قطاع الاستيراد".

وكان همتي قد اعتبر، قبل أقل من شهر، أن أوضاع احتياطيات العملات الصعبة، لا سيما الأوراق النقدية، تمر بحالة مواتية ومطلوبة.

إلى ذلك، شهد أيضًا سعر الدرهم الإماراتي، خلال الأيام الماضية، ارتفاعًا ملحوظًا وبلغ 5 آلاف تومان. ومن المعروف أن سعر الدرهم يعتبر أحد معايير تحديد سعر الريال الإيراني أمام الدولار في سوق طهران.

وعلى الرغم من أن سعر الدولار تجاوز الرقم القياسي يوم 4 سبتمبر (أيلول) 2018، ووصل آنذاك إلى أكثر من 19 ألف تومان، بل واقترب من 20 ألف تومان، ولكن تلك القيمة لم تسجل كسعر نهائي للدولار في ذلك اليوم، واستقر في نهاية اليوم عند 18200 تومان.

وعلى هذا الأساس، فإن سعر الدولار تخطى، أمس الاثنين 15 يونيو (حزيران)، رقمه التاريخي، ومع استمرار الاتجاه المتصاعد في سعره، سجل اليوم رقمًا قياسيًا آخر في سوق العملات الصعبة الإيرانية.

يشار إلى أن ارتفاع أسعار الدولار في السوق الحرة تزامن مع ارتفاع الأسعار في النظام الرسمي للعملات الصعبة في إيران، ووصل معدل سعر تداول الدولار على نظام "سنا" للعملات الصعبة، أمس الاثنين، أكثر من 17788 تومانًا، بينما ارتفع، اليوم الثلاثاء، إلى 18200 تومان.

كما تظهر المعلومات الموجودة في نظام "سنا" الإلكتروني بشأن العملات الصعبة، أن معدل سعر اليورو تجاوز، أمس الاثنين، 19920 تومانًا، فيما سجل اليوم الثلاثاء ارتفاعًا بقيمة 300 تومان، ووصل إلى 20200 تومان.

ولكن الأمر الذي يثير قلق المسؤولين الاقتصاديين والبنك المركزي من تذبذبات سوق العملات الصعبة، هو حركة رؤوس الأموال المنقولة والسائلة مجددًا من البورصة إلى سوق العملات الصعبة، وهو ما يتعارض مع الأهداف متوسطة الأجل التي يخطط لها الاقتصاديون في إيران.

وفي سياق متصل، أثر ارتفاع أسعار الدولار في الأسواق الحرة على سعر الذهب والمسكوكات الذهبية، حيث إن تحديد سعرهما في إيران يعتمد على عاملين رئيسيين، هما: سعر أونصة الذهب العالمي، وسعر الدولار أمام الريال الإيراني. وهما العاملان اللذان شهدا ارتفاعًا في أسعارهما، خلال الأيام الأخيرة؛ إذ شهدت أونصة الذهب العالمية ارتفاعًا بنحو 7 دولارات، ووصلت إلى 1730 دولارًا، وإلى جانب هذا أدى أيضًا ارتفاع سعر الدولار في سوق طهران الحرة إلى أن تسجل قيمة المسكوكات الذهبية والذهب رقمًا قياسيًا جديدًا في إيران.

وقد تم تداول المسكوكة الذهبية في سوق طهران على سعر 7 ملايين و740 ألف تومان، فيما وصل سعر الغرام الواحد من الذهب عيار 18 إلى نحو 750 ألف تومان.