غطت معظم الصحف الصادرة اليوم السبت خبر وفاة الموسيقار ورمز الغناء الإيراني، محمد رضا شجريان، بعد صراع مع المرض، ونشرت العديد من المقالات والمراثي بحق الفقيد الذي كان له متابعون من مختلف شرائح المجتمع الإيراني.

وكان شجريان من الشخصيات المبعدة والمهمشة من المؤسسات الإعلامية والمنابر التلفزيونية، بسبب موقفه من أحداث ما بعد انتخابات 2009 ودعمه للحراك والمظاهرات التي نددت بنتائج الانتخابات، إلا أن وفاته كانت المحطة الأخيرة من هذا الإبعاد والتهميش، حيث ظهر في التلفزيون الإيراني والصحف الممثلة للمؤسسة الإعلامية مثل "جام جم"، وقدمت حوله كلمات الرثاء والتمجيد.

لكن صحيفة "كيهان" برئاسة تحرير حسين شريعتمداري، المقرب من المرشد وتياره، استمرت في عدائها مع شجريان بعد وفاته، حيث أهملت الموضوع نهائيًا، واهتمت بمواضیع أخرى كالهجوم على المملكة العربية السعودية، والدفاع عن موقف قاليباف وأنصاره في معركتهم مع الرئيس روحاني، بعد قرار إلغاء اجتماع رؤساء السلطات، على خلفية زيارة محمد قاليباف، رئيس البرلمان، لأحد المستشفيات التي تعالج مرضى فيروس كورونا.

واهتمت الصحيفة كذلك بخبر اجتماع وزراء خارجية أرمينيا وأذربيجان وروسيا في العاصمة الروسية موسكو، لمناقشة الصراع المستمر بين باكو ويريفان، حول إقليم قره باغ، وأعربت الصحيفة عن أملها في أن يؤدي الاجتماع بين طرفي النزاع برعاية روسية إلى وقف لإطلاق النار والبحث عن سبل دبلوماسية لوقف النزاع.

واقتصاديًا، ذكرت صحيفة "ثروت" أن القدرة الشرائية للناس قد تراجعت بنسبة كبيرة، وأن الطبقة المتوسطة اقتصاديا باتت تسير نحو الفقر المطلق يوما بعد يوم، وأوضحت أن الطبقة الفقيرة في إيران لم تعد تملك توفير حاجاتها الأساسية في المأكل والملبس. كما ذكرت الصحيفة أن محاولات البرلمان العودة إلى نظام الكوبونات ليشمل 60 مليون إيراني يدل على حجم المأساة ونسبة الفقر الكبيرة في إيران.

وتناولت بعض الصحف موضوع كورونا وتفاقم الوضع الصحي في عموم إيران، وإعلان المستشفيات والقطاع الطبي عن عجزه في استيعاب المرضى الجدد، بسبب عدم امتلاكه أسرّة فارغة. وكتبت صحيفة "قدس": "منع استقبال الحالات غير الحرجة"، ونقلت تصريحات مساعد وزير الصحة الذي أكد أن المستشفيات لا تستقبل سوى المرضى أصحاب الحالات الخطيرة.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"جهان صنعت": العقوبات الأميركية الجديدة دعاية نفسية أم ضغوط قصوى؟

تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى إعلان الولايات المتحدة الأميركية فرض عقوبات جديدة على النظام المصرفي الإيراني، ليشمل 18 مصرفا إيرانيا، وهو ما يعني قطعا كاملا للنظام البنكي الإيراني مع العالم.

لكن المحللين المقربين من الحكومة، أمثال حسن بهشتي بور، فقد قالوا لصحيفة "جهان صنعت" إن العقوبات الجديدة لن يكون لها تأثير ملحوظ على الظروف الحالية، وإنها مجرد حرب ودعاية إعلامية ونفسية.

كما قال فريدون مجلسي إن النظام البنكي الإيراني تحت العقوبات عمليا منذ أمد بعيد، ولم تعد هناك أهمية لوجود أسماء جديدة في قائمة العقوبات الأميركية.

لكن الصحيفة اعتبرت أن هذه العقوبات "توسيع لدائرة الحجر المالي" على إيران، وأكدت أن العقوبات الأميركية الجديدة تهدف إلى تضييق الخناق على التبادل التجاري لإيران مع العالم.

"همدلی": لماذا أهملت الحكومة رقابة الأسواق؟

انتقدت صحيفة "همدلي" إهمال الحكومة وتخليها عن الأسواق وترك نظام الرقابة على عملية التسعير، وأشارت إلى أسعار بعض السلع والبضائع كالأثاث والأدوات المنزلية، وذكرت أن الأدوات المنزلية لم تعد لها أسعار حقيقية؛ حيث إن الغسالة الإيرانية التي لا تتجاوز قيمتها 260 ألف تومان باتت تباع في الأسواق بسعر 7 ملايين تومان.

وذكرت الصحيفة أن أسعار الأدوات المنزلية ارتفعت بشكل كبير بعد وقف الاستيراد، وحتى لو تم الشراء بسعر الدولار المعادل لـ30 ألف تومان لكانت الأسعار في دبي أرخص من الأسعار التي يتم التعامل بها في إيران.

وأوضحت الصحيفة أن الاضطراب في أسعار هذه السلع أصبح كبيرا للغاية بحيث إن أسعار بعض السلع قد ازدادت بنسبة 100 في المائة، خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، كما أن سلعا كثيرة أصبحت لا توجد في الأسواق، والسبب وراء ذلك هو الاحتكار، حسب رأي الصحيفة.

"اعتماد" هل يشمل قانون "تخفيف الحبس" سجناء البيئة كما شمل نرجس محمدي؟

تناولت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية خبر إطلاق سراح الناشطة الحقوقية نرجس محمدي، بعد أكثر من 8 سنوات من السجن، وذلك بعد أن شملها قانون تخفيف العقوبات. وتساءلت الصحيفة: هل يمكن أن يشمل هذا القانون نشطاء البيئة ليتم إطلاق سراحهم من السجن؟

وأوضحت الصحيفة أن القانون الجديد الذي تمت المصادقة عليه قبل 5 شهور تقريبًا، يجب أن يشمل كذلك نشطاء البيئة الذين تعتقلهم السلطات منذ قرابة 3 سنوات.

وذكرت الصحيفة أن التهمة التي وجهت إلى نشطاء البيئة، وهي تهمة التجسس، لم تقنع الرأي العام الإيراني ولا النشطاء الحقوقيين، مطالبة بإيجاد طرق لإطلاق سراح هؤلاء النشطاء.

وأضافت الصحيفة أنه إذا قدم نشطاء البيئة طلبا لإطلاق سراحهم، وفق هذا القانون، فإنه سوف يشملهم، لأن القانون يشمل جميع حالات الحبس التعزيرية بما فيها الجرائم الأمنية والسياسية.

"اسكناس": أفضل وسيلة للسيطرة على التضخم زيادة نسبة الفائدة في البنوك

قال كامران ندري، الخبير الاقتصادي، لصحيفة "اسكناس" إن الطريق الوحيد لتجاوز هذا الوضع الاقتصادي المتفاقم في إيران والسيطرة على التضخم في البلاد يتمثل في إعادة النظر في نظام الفائدة المصرفية، وأكد "لو تمت الموافقة على رفع نسبة الفائدة فإنه يمكن السيطرة على التضخم على المدى القصير، حتى يتم حل الأزمات والمشاكل السياسية".

وأوضح ندري أن هذه الخطة ورفع نسبة الفائدة هي خطة تنتهجها الدول المتقدمة في بعض الفترات للسيطرة على التضخم لكن في إيران يتحكم البعض الذي لا يعرف عن الاقتصاد شيئا في الوضع الاقتصادي ويعارضون فكرة رفع نسبة الفائدة.

وحول الانتخابات الأميركية ونتائجها، قال ندري: "حتى لو كانت النتائج في صالح إيران، أي وصول بايدن إلى البيت الأبيض، فإن ذلك يؤثر نفسيا على المدى القصير فقط، لكن وبسبب عدم فهم السياسيين للاقتصاد وضعف المؤسسات والأطر الاقتصادية في البلد فإن الوضع الاقتصادي لإيران لن يتحسن حتى لو كانت إيران قادرة على التصدير".