على الرغم من وعود إيران بإرسال أجهزة تشخيص كورونا "تم تصنيعها لدى وزارة الدفاع الإيرانية"، إلى أفغانستان، أعلن وزير الصحة الأفغاني، فيروز الدين فيروز، في تصريح أدلى به إلى قناة "إيران إنترناشيونال" أن بلاده ما زالت لم تتلقَ أي شيء من إيران.

وبناء على الوثائق التي حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، فقد أجرى وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، اتصالا هاتفيًا مع الرئيس الأفغاني، أشرف غني، والمشرف على وزارة الخارجية الباكستانية، حنيف أتمر، وعد خلاله كابول بإرسال أجهزة تشخيص كورونا من قبل طهران.

وخلال التصريحات التي أدلى بها إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، أكد وزير الصحة الأفغاني، فيروز الدين فيروز، أن بلاده "ما زالت لم تتسلم أجهزة التشخيص المصنعة في إيران".

وتظهر إحدى الوثائق التي وصلت "إيران إنترناشيونال" والمؤرخة بـ8 أبريل (نيسان) الحالي، أن وزارة الخارجية الأفغانية بعثت برسالة إلى السفير الإيراني في كابول، بهادر أمينيان، وطلبت منه مناقشة موضوع إرسال أجهزة تشخيص كورونا مع "الدوائر ذات الصلة"، وإبلاغ النتيجة إلى أفغانستان.

ومن أجل متابعة الموضوع المذكور، بعث السفير الإيراني في كابول، يوم 13 أبريل (نيسان) الحالي، برسالة إلى رئيس قسم شؤون غربي آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية، كتب فيها: "نظرًا للمتابعات المتكررة من قبل الجانب الأفغاني، يرجى في أسرع وقت ممكن تبيين كيفية تسليم أجهزة تشخيص كورونا المذكورة، بما في ذلك، العدد، ووقت الإرسال، وهل للتبرع أم للبيع؟ والموقع، وكيفية التسليم".

وأشار خلال هذه الرسالة إلى موضوع الاتصال الهاتفي الذي أجراه ظريف مع المسؤولين الأفغانيين حول إرسال أجهزة التشخيص، قائلا إن أجهزة تشخيص كورونا "تم إنتاجها على ما يبدو في وزارة الدفاع" الإيرانية.

ومن جهته، بعث رئيس قسم غربي آسيا التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، يوم 14 أبريل (نيسان) الحالي، برسالة إلى وزارة الدفاع الإيرانية دعاها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بالطلب الأفغاني في "التبرع بأجهزة تشخيص كورونا أو بيعها، وكيفية توفيرها"، وإبلاغ النتيجة إلى وزارة الخارجية الإيرانية.

ولكن وزارة الصحة الأفغانية تقول إن إيران ما زالت لم ترسل أجهزة تشخيص كورونا حتى الآن.

يشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا خلال الأسابيع الماضية، عدة مرات، أن بلادهم لم تبلغ فحسب مرحلة الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج أجهزة تشخيص كورونا، بل إنها مستعدة لتصدير هذه الأجهزة إلى دول أخرى.

وتأتي هذه المزاعم الإيرانية في وقت تشير فيه التقارير الرسمية إلى أن إيران ما زالت تستورد أجهزة تشخيص كورونا من الخارج.

وكان رئيس مؤسسة الأبحاث والتعليم التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، فرهاد أميري، قد قال يوم 30 مارس (آذار) الماضي، إن أجهزة تشخيص كورونا المنتجة لدى وزارة الدفاع ليست أقل من مثيلاتها حول العالم، بل يمكن تصديرها.

إلى ذلك، أعلن مساعد الرئيس الإيراني، للشؤون العلمية والتكنولوجية، سورنا ستاري، يوم 19 أبريل (نيسان) الحالي، أن إيران تستعد لتصدير منتجاتها في مجال أجهزة تشخيص كورونا والمعدات الطبية.

كما أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يوم الأربعاء الماضي، أن بلاده "بإمكانها أن تكون مصدرة لأجهزة تشخيص كورونا".

وعلى الرغم من هذه المزاعم الإيرانية، فإن الوثائق التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" تؤكد، يوم 22 أبريل (نيسان) الحالي، أن جمعية العاملين في المختبرات في محافظة مازندران، شمالي إيران، تبحث عن مضادات مناعية لفحص الطواقم الطبية.

وفي الوقت نفسه، أعلن مدير عام جمارك منفذ بازركان الحدودي، شمال غربي البلاد، عن دخول 6 أطنان من أجهزة تشخيص كورونا قادمة من فرنسا إلى إيران، مضيفًا أن هذه الأجهزة جاهزة من أجل نقلها إلى "العاصمة".

يشار إلى أنه بناء على الإحصاءات الرسمية، فقد سجلت أفغانستان، حتى الآن، 1463 حالة إصابة بفيروس كورونا، توفي منهم 47 شخصًا.

تجدر الإشارة إلى أن كلا من الإمارات والصين قد أرسلتا إلى أفغانستان مستلزمات طبية من بينها أجهزة تشخيص.