في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الطاقة الأميركي، ريك بيري، أن إيران هي السبب وراء الهجمات بطائرات مسيرة على المنشآت النفطية السعودية، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الحكومة الروسية تتوقع من دول الشرق الأوسط والدول الأخرى "أن لا تتسرع في استنتاجاتها"، حول من يقف وراء الهجمات الأخيرة التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية.

وخلال كلمة له، الیوم الاثنین 16 سبتمبر (أيلول)، أمام المؤتمر العام السنوي للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية فی العاصمة النمساوية، فيينا، قال بيري إن "الولايات المتحدة تدين بصدق هجوم إيران على السعودية، وندعو بقية الدول لفعل ذلك".

وأكد وزير الطاقة الأميركي أن "هذا السلوك غير مقبول ويجب أن يتحملوا مسؤوليته"، مردفًا: "لا شك أن هذا هجوم على الاقتصاد العالمي وسوق الطاقة العالمية".

ومن جهته، علق المتحدث باسم الكرملين، على الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية، قائلا إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يعرض المساعدة على السعودية للتعامل مع عواقب الهجمات التي خفضت إنتاج النفط السعودي إلى النصف.

ومن المقرر أن يجري الرئيس الروسي زيارة إلى السعودية في المستقبل القريب.

كان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد حمّل إيران مسؤولية الهجوم على موقعين نفطيين تملكهما شركة آرامكو، لافتًا إلى أن إيران تقف خلف نحو 100 هجوم على السعودية.

وقال بومبيو، بعد الهجوم، في تغريدة على حسابه، مساء أول من أمس السبت: "على العالم أجمع إدانة هجوم إيران على إمدادات الطاقة العالمية"، مشيرًا إلى أن "الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير خارجيته جواد ظريف، يتظاهران باللجوء للدبلوماسية".

ووصف بومبيو الحادث بأنه "هجوم غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية، جاء وسط دعوات لتخفيف التوتر الإيراني". 

وتابع بومبيو: "ليس هناك دليل على أن الهجمات جاءت من اليمن".

کما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس الأحد 15 سبتمبر (أيلول)، أي تدخل لبلاده في عملية هجوم الطائرات المسيرة على شركة آرامكو السعودية، ووصف الاتهامات الموجهة لإيران بأنها "لا أساس لها".

وأدت الهجمات بالطائرات المسيرة على منشأتين نفطيتين في السعودية والتراجع الحاد في إنتاج الرياض من النفط قبل يومين، إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 20 في المائة عند فتح الأسواق حيث وصل البرميل الواحد إلى أكثر من 71 دولارًا، ويعتبر هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط هو الأعلى خلال العقود الثلاثة الماضية.

ومع ذلك، وصف وزير الطاقة الأميركي السوق العالمية للنفط بأنها "متينة" أمام هذه الهجمات، قائلا: "رغم جهود إيران المغرضة واثقون بشدة من متانة السوق، كما أننا واثقون من أن استجابة سوق النفط ستكون إيجابية".

وشدد بيري على موقف حكومته بأنها مستعدة لاستخدام الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، الذي يحوي ما يعادل استهلاك الولايات المتحدة النفطي في شهر، لكنه أكد أن احتمال استخدام هذا الخيار ضئيل.

وقال: "الرئيس ترامب سمح باستخدام النفط من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، إذا اقتضت الضرورة، ووزارتي مستعدة للاستجابة".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد قال خلال تغريدة له على "تويتر": "الهجوم على معملي أرامكو قد يؤثر على إمدادات الخام للأسواق العالمية.. سمحت بالسحب من مخزونات النفط الاستراتيجي الأميركية إذا لزم الأمر للحفاظ على الأسواق".

كما قالت كيليان كونواي، مستشارة الرئيس الأميركي، إن وزارة الطاقة الأميركية مستعدة للسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لاستقرار إمدادات الطاقة العالمية.

يشار إلى أن السعودية وباعتبارها أول منتج للنفط في العالم، كانت قبل الهجمات الأخيرة تنتج نحو 9.8 مليون برميل يوميا.

وأدى انخفاض إنتاج 5 ملایین برمیل من النفط السعودي بسبب الهجمات الأخيرة إلى توقف 5 في المائة من إمدادات النفط العالمية، مما تسبب في أكبر صعود لأسعار الخام منذ 1990 سنة غزو صدام حسين للكويت.