أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، اليوم السبت 30 مايو (أيار)، أنه تم إنفاق أكثر من 100 ألف مليار تومان في جانب واحد فقط، من جوانب تطوير البنية التحتية لشبكة المعلومات الوطنية.

وأضاف أن هذا المبلغ يعادل 26 ضعف ميزانية وزارة الاتصالات، و66 ضعف ميزانية وزارة التراث الثقافي والسياحة الإيرانية.

وكان مركز دراسات البرلمان الإيراني قد نشر، في وقت سابق، تقريرًا أعلن فيه أن الحكومة أنفقت حتى الآن نحو 19 ألف مليار تومان لتدشين شبكة المعلومات الوطنية.

وفي تصريح أدلى به إلى وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) اليوم السبت، أشار جهرمي إلى تقرير مركز دراسات البرلمان الإيراني، قائلا إن المبلغ الذي تم إنفاقه "أكثر من هذا بكثير وإن هناك قطاعا خاصا أنفق وحده أكثر من 100 ألف مليار تومان لتطوير البنية التحتية لهذه الشبكة".

وذكر آذري جهرمي أن الرقم الذي ذكره مركز دراسات البرلمان الإيراني في تقريره يتعلق بالميزانية المخصصة للحكومة، دون أن يذكر الرقم النهائي الذي تم إنفاقه من قبل الحكومة والقطاع الخاص لشبكة المعلومات الوطنية.

الجدير بالذكر أن مبلغ الـ100 ألف مليار تومان الذي أشار إليه آذري جهرمي هو أكثر من 26 ضعف ميزانية وزارة الاتصالات سنويًا. حيث إن ميزانية هذه الوزارة وصلت في العام الماضي إلى نحو 3800 مليار تومان.

إلى ذلك، بلغت ميزانية وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في العام الإيراني الحالي نحو 1500 مليار تومان. وعلى هذا الأساس، فإن عملية إنفاق واحدة فقط على شبكة المعلومات الوطنية تعادل 66 ضعف ميزانية هذه الوزارة عن سنة كاملة.

وبحسب مركز دراسات البرلمان الإيراني، فإنه على الرغم من هذه التكاليف، تم تنفيذ مرحلة واحدة فقط، من ثلاثة مستويات أخرى لشبكة المعلومات، وما زالت مرحلتا الخدمات والمحتوى لم تكتملا.

وفي السياق، أعلن وزير الاتصالات الإيراني، أن تطوير البنية التحتية الدفاعية من القضايا المهمة لتطوير شبكة المعلومات الوطنية، وسيتم قريبا افتتاح مركز كبير في تبريز ينشط في هذا المجال. رافضا الخوض في مزيد من التفاصيل بهذا الخصوص.

ولفت جهرمي إلى أنه سيتم في يوليو (تموز) المقبل تدشين مركز البيانات الرئيسي لشبكة المعلومات المذكورة في طهران.

 وكان المسؤولون في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيرانية قد أعلنوا في وقت سابق أن 80 في المائة من شبكة المعلومات الوطنية تم تنفيذها وجاهزة.

يشار إلى أن النظام الإيراني يسعى منذ سنوات عدة إلى تحقيق مشروع باسم "شبكة المعلومات الوطنية"، ويهدف إلى إنشاء شبكة مستقلة عن الإنترنت العالمي. وأعرب النشطاء في مجال حقوق الإنسان والمؤسسات الناشطة في مجال حرية تدفق المعلومات، أعربوا مرارًا عن قلقهم إزاء هذا المشروع الإيراني، ولكن المسؤولين الإيرانيين يقولون إنهم لا ينوون منع وصول الإيرانيين إلى شبكة الإنترنت العالمية.

وكان النظام الإيراني قد أجرى العديد من مناورات قطع الإنترنت على الشعب الإيراني، بما فيها قطع الوصول إلى الإنترنت العالمي لمدة 10 أيام خلال احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي التي اندلعت في عموم إيران.

 تجدر الإشارة إلى أن الشعب الإيراني محروم في الوقت الحالي من الوصول إلى العديد من المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي مثل، "تويتر"، و"يوتيوب"، و"فيسبوك".

ومن جهته، كان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد طالب قبل هذا مرارًا وتكرارًا بتفعيل شبكة المعلومات الوطنية في أسرع وقت ممكن، قائلا: "لقد تقاعس المسؤولون بهذا الخصوص، ولم يتم القيام بالأمور اللازمة".

إلى ذلك، يتهم الأصوليون في إيران حكومة حسن روحاني بالتقاعس وعدم الفاعلية في تدشين شبكة المعلومات الوطنية.