يصادف اليوم السبت 7 ديسمبر (كانون الأول) يوم الطالب الإيراني، وقد اقترن هذا اليوم منذ 20 عامًا بمطالب واحتجاجات طلابية، والحقيقة أن فضاء الجامعة لم يعد ركيز للحركة الطلابية في سنوات الإصلاحات، لكن ما السبب وراء ابتعاد الطلاب عن السياسة؟ لماذا لا يدعو الطلاب حتى إلى إقامة مراسم لهذا اليوم؟

صحيفة "شرق" كتبت عن اعتقال طلاب بذريعة احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الأخيرة، وهذه الاعتقالات كانت وقائية، تحت عنوان "فصل خريفي ليوم الطالب"، حيث أشارت الصحيفة إلى الأجواء الأمنية المفروضة على الجامعات، ونشرت تقريرًا قصيرًا خلا من أي مقابلة مع نشطاء جامعيين، فيما لم تنشر الصحف الإصلاحية أي مقال خاص بهذه المناسبة.

الأمر لم يتوقف على صحيفة "شرق"، بل إن "آرمان ملي"، و"سازندكي" التزمتا الصمت أيضًا، ولم تعنونا الصفحات الأولى لهما حول يوم الطالب، صحيفة "آفتاب يزد" كانت الوحيدة التي أشارت إلى لقاء الإصلاحي محمد رضا عارف بحشد من الطلاب في جامعة "آزاد" الإسلامية، بمناسبة يوم الطلاب، وعنون بكلام عارف: "قلق من هدوء وسكوت الجامعة".

في السياق نفسه، عنونت صحيفة "اعتماد" بأن "حال الجامعات غير جيد"، ناقلةً قول المختص بعلم الاجتماع غلام رضا ظريفيان بأن "الحركة الطلابية تمر بركود"، فيما أجرت الصحيفة مقابلة مع الناشطة الطلابية غزل معصومة شاهي وهي من طلاب جامعة "بلي تكنيك" التي تحدثت عن أسباب تراجع الدعوات من أجل إحياء يوم الطالب، موضحةً أن أغلب المكونات الطلابية قامت بدعوة شخصيات أكاديمية ونشطاء مدنيين بدلاً من شخصيات ونشطاء سياسيين، وهذا التغيير المحوري أبعد النشاطات الطلابية عن التغطيات الإعلامية، إضافة إلى أن عدم صدور تراخيص بالاحتفال يأخذ بعدًا سياسيًا أقل، لأن المدعوين ليسوا شخصيات سياسية.

نشطاء الطلاب تحدثوا عن زيادة الضغوط غير المنطقية وغير المعقولة على الجامعات، وعدم صدور تراخيص للاحتفال بهذه المناسبات، حيث تزايدت الضغوط على الطلاب لدرجة أنهم رفضوا حتى إجراء مقابلة مع صحيفة "اعتماد" للحديث عن همومهم.

صحيفة "إيران" الحكومية، نشرت تقريرًا تحت عنوان "نقد المطالب الجامعية" إلا أنها أعطت صفحتها الأولى للمتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، ووزير العلوم، منصور غلامي، ومدير عام وكالة "إيسنا"، سيد ضيا هاشمي، للحديث عن يوم الطالب، بدلاً من أن تكون منبرًا للطلاب، فيما حاورت الصحيفة اليوم أستاذًا جامعيًا وأمين عام حزب نداء الإيرانيين.

من جهة ثانية، اهتمت الصحف الأصولية بيوم الطالب أكثر من الصحف الإصلاحية، واعتبرت صحيفة "كيهان" أن يوم الطالب يخص الطالب المعادي لأميركا والاستكبار، واختصرت في مقالتها الرئيسية يوم الطالب بشعاري "الموت لأميركا"، و"الموت للشاه". كما نشرت الصحيفة تقريرًا حول ضرورة التعريف بهوية الطالب، لأن المعنويات الثورية المنادية بالأهداف تبدو أقل رونقًا.

أما صحيفة "خراسان" فقد نقلت في تقرير لها خبر اجتماع 4 آلاف شخص من المجاهدين والطلاب الباسيجيين ضمن احتفالية يتحدث فيها إمام جمعة مشهد المتشدد علم الهدى، ونائب قائد الحرس الثوري العميد علي فدوي.

صحيفة "رسالت" الأصولية، من ناحيتها، اعتبرت كزميلتها "كيهان" أن يوم الطالب هوية لمواجهة الاستعمار وأميركا أكثر من كونه حركة تاريخية.

ويمكننا الآن أن نتابع تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم.

"شرق": أهالي منطقة جراحي بين الخوف والحيرة والدهشة

بعد مضي نحو ثلاثة أسابيع على اندلاع الاحتجاجات في إيران نشرت صحيفة "شرق" أول تقرير ميداني لها حول أوضاع الاحتجاجات على البنزين، في جنوب غربي البلاد، تحت عنوان: "ماهشهر بعد الحادث".

كانت خوزستان من المراكز المحورية في الاحتجاجات الأخيرة، حيث قطع أهالي جراحي (مدينة شهيد تشمران في الأهواز وهي معروفة باسم جراحي)، قطعوا الطريق السريع بين الأهواز وبندر إمام ليوصلوا صوتهم إلى طهران، عبر إغلاق طريق البتروكيماويات.

وحسب تقرير "شرق"، فإن أهالي المدينة قطعوا الطريق عبر إشعال النار لبضعة أيام دون إلحاق أضرار بالممتلكات العامة، لكن ردة فعل القوات الأمنية كانت عنيفة جدًا لدرجة أن الصحافي نقل حال الأهالي بقوله إن "أهالي المدينة ما زالوا مذهولين ومبهوتين".

ويعتبر أهالي جراحي أنه على الرغم من وجود صناعة البتروكيماويات في منطقتهم إلا أنها لا تعود عليهم بالنفع. حيث يوظف فيها عمال من خارج المنطقة، فيما يعمل السكان المحليون خارج مدينتهم، وعليه فإن رفع أسعار البنزين أثر بشكل مباشر على حياتهم.

وفي السياق، يذكر مراسل صحيفة "شرق" أنه على الرغم من حدة الاشتباكات، فلا يوجد أي علامة على حرق البنوك أو هدم محطات الوقود على طول الطريق أو في جراحي. ويقول أحد السكان المحليين إن احتجاجات الناس فقط بسبب غلاء البنزين.

كما أوضح أحد سكان جراحي لصحيفة "شرق" أن القوات الأمنية واجهت الاحتجاجات العامة بعدة أساليب بدأت بالرصاص المطاطي والدخان المحترق والغازات المسيلة للدموع، ولكن في جراحي لم تتبع هذه الأساليب، تم فقط إطلاق الرصاص الحي على الجميع. 

"إيران": تعليق السياسة في الجامعة حتى إشعار آخر

قال أستاذ العلوم السياسية فرهاد درويشي إنه تم إضعاف المنظمات المدنية في الجامعة، والسبب غالبًا خارجي وليس داخليًا، يرى هذا الأستاذ أن أقل من 10 في المائة من الطلاب يقومون بنشاطات سياسية، وتوجهاتهم في الغالب رسمية مرتبطة بالنظام وهدف نشاطهم الحصول على فرص مستقبلية.

وحسب رأي درويشي، فإن السياسات الانكماشية منذ 15 سنة علقت الأنشطة السياسية حتى إشعار آخر، سالبةً الأوساط الطلابية رونق الفعاليات السياسية، وأغلب التشكيلات الطلابية استعراضية تتغذى من نفس المنبع.

"همدلي": وجوه لم تترشح للانتخابات

تنتهي اليوم السبت مهلة تسجيل المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث شهد أمس الجمعة تسجيل عدد من الشخصيات الإصلاحية البارزة، فعنونت الصحف أن الإصلاحيين جاءوا، مع أن عدد المرشحين الإصلاحيين في طهران لا يتعدى أصابع اليد، حسب ما أوردته صحيفة "ابتكار".

وفيما تنتظر الصحف إقدام شخصيات أخرى من الأحزاب والتيارات، أعدت صحيفة "همدلي" تقريرًا تحت عنوان "توقف الوجوه"، رأت فيه أن عدم ترشح عارف ولاريجاني وجليلي وقاليباف اليوم لانتخابات البرلمان، يعني أن البلاد ستشهد انتخابات رئاسية مزدحمة بعد سنتين.

وحسب التقرير، فإن التيارين الأصولي والإصلاحي لم يستعدا بعد للانتخابات البرلمانية مع اقتراب موعدها بعد ثلاثة أشهر، فلا قوائم واضحة ولا أسماء متفق عليها، وربما أدت الأوضاع إلى تكرار تجربة وصول أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

"آفتاب يزد": تفعيل آلية فض المنازعات

بعث ممثلو ألمانيا وفرنسا وبريطانيا برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، معلنين أن تطوير البرنامج الصاروخي الإيراني يخالف الاتفاق النووي، ومن جهة إيران أثارت هذه الرسالة ردة فعل محمد جواد ظريف.

ونقلت "آفتاب يزد" تحليلات بعض الخبراء تحت عنوان "الرهان الأوروبي"، فقد رأى سيد جلال ساداتيان، السفير الإيراني السابق في لندن، أن هذه الرسالة تأتي في إطار الدعاية غالبًا، لأن تصويت الأمم المتحدة على القضية غير قابل للتنفيذ، فقط يوجه الإعلام.

أما الخبير في الشؤون الدولية محمد علي بصيري، فقد أوضح لـ"آفتاب يزد" أن الضغوط الأميركية القصوى امتدت إلى أوروبا، وأن أوروبا ترى الآن الظروف مناسبة لمزيد من الضغط على إيران. أما فيما يتعلق بعواقب هذه الرسالة فيرى بصيري أن الأوروبيين قاموا بتفعيل آلية فض المنازعات في الاتفاق النووي، المعروفة بـ"آلية الزناد"، والآن حتى معارضة الصين وروسيا لن تتمكن من مساعدة إيران.

"كيهان": الرد بالمثل على الثلاثي الأوروبي

في سياق التوتر الحاصل هذه الأيام، حول تفعيل آلية الزناد، كتبت "كيهان" تحت عنوان "الرعب الأميركي الأوروبي المشترك من القدرات الصاروخية الإيرانية"، أن "هذه القدرات هي إحدى الإنجازات العظيمة للجمهورية الإسلامية التي طالما أغضبت الأعداء".

ووصفت "كيهان" رد فعل وزارة الخارجية وظريف على رسالة الثلاثي الأوروبي بأنه "ضعيف"، معتبرةً أن "عدم اتخاذ إجراءات بالمثل من نقاط الضعف الرئيسية في السياسة الخارجية لحكومة روحاني".