أعرب عدد من الصحف الإصلاحية والمقربة من الحكومة عن تفاؤلها بنتائج المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، وتوقعت أن تتكلل هذه المفاوضات بنجاح وتؤدي إلى رفع العقوبات عن إيران وعودة طهران إلى الالتزام بالتعهدات النووية.

فصحيفة "ابتكار" عنونت بالقول "إحياء الاتفاق النووي في المرحلة الأخيرة"، وذكرت أن الوفد الإيراني يبدو أنه قد وجد طريقا لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، وكتبت "همدلي": "الضوء الأخضر في طريق الاتفاق النووي"، أما صحيفة "آسيا" الاقتصادية فعنونت بالقول "اعتبروا قضية إيران مع مجموعة دول 4+1 منتهية".

أما الصحف الأصولية مثل "كيهان" فاستمرت في عدائها للحكومة ولم تحفل بالأجواء الإيجابية للمفاوضات النووية، وسلطت الضوء في المقابل على الوضع الاقتصادي للبلاد وفشل الحكومة على الصعيد الاقتصادي، وقالت: "التضخم بنسبة 400 في المائة هدية الحكومة"، ووصفتها بـ"حكومة الاتفاق النووي ولا شيء آخر"، موضحة أن الحكومة الإيرانية لا تستطيع أن تتباهى بشيء سوى إبرام الاتفاق النووي الذي تعتبره إنجازا ومكسبا. 

في سياق متصل أشارت بعض الصحف إلى تصريح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مؤتمره الصحفي حيث قال فيه: "حتى إذا تم إحياء الاتفاق النووي في فيينا، فإن إيران ستواجه مشاكل في التبادلات العالمية إذا لم تتم الموافقة على مشاريع القوانين المتعلقة بالانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) "

على صعيد آخر تناولت الصحف أزمة كورونا المتفاقمة في البلاد بعد أن أصبحت إيران تسجل أرقاما قياسية من جديد، وباتت تنتظر كارثة صحية. وأشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى هذا الوضع الصحي المتردي ونوهت إلى أن "كارثة صحية جراء كورونا في ظل الصمت" باتت تهدد البلاد، وأشارت إلى أن مقبرة طهران باتت تشكو من قلة "مغسلي الأموات"، لهذا فهي تضطر لكي تطالب ذوي الضحايا بأن يرسلوا أحدا منهم لتغسيل ميتهم.

أما صحيفة "جملة" فذكرت أن إيران باتت تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الإصابات اليومية في العالم فيما كانت أول دولة في عدد المصابين الجدد بالنظر إلى عدد السكان.

كما تناولت صحف عدة مثل "آفتاب يزد"، وغيرها الأنباء التي تداولتها صحافة عالمية، رغم نفي الرياض، حول إجراء مفاوضات بين إيران والمملكة العربية في العاصمة العراقية بغداد، ووصفتها بالمفاوضات الوطنية – الأمنية بين الجارتين. ونقلت عن خبير في الشؤون السياسية قوله إن إيران في الفترة الأخيرة باتت تغير من لهجتها تجاه المملكة.

يمكننا الآن أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى

"كيهان": الأسعار في عهد روحاني ارتفعت بنسبة 400 إلى 700 في المائة

هاجمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بعد تصريحات له يوم أمس قال فيها إنه لولا حكومته لانتشر القحط في البلاد، وإن حكومته منعت وصول البلاد إلى هذه الحالة، ولفتت الصحيفة إلى أن الناس لازالوا يشاهدون طوابير الانتظار الطويلة لشراء الدجاج والزيت، وهي تعرض بتصريحات الرئيس وتسخر منها.

وأشارت الصحيفة إلى إحصاءات وتقارير البنك المركزي الإيراني الذي ذكر، حسب الصحيفة، أن أسعار السلع والبضائع خلال فترتي حكومة روحاني قد ارتفعت بنسبة 400 إلى 700 في المائة، ووصفت حكومة روحاني بأنها أسوأ حكومة بعد الثورة الإسلامية حيث إنها عطلت اقتصاد البلاد وجعلته مرهونا بالخارج.

"جهان صنعت": بيع اللقاحات للمواطنين سيضع إيران في المرتبة الأولى عالميا في سوء الإدارة

انتقدت صحيفة "جهان صنعت" نية الحكومة الإيرانية بيع لقاحات كورونا على المواطنين، بعد أن كانت تدعي بأنها ستوزع اللقاحات بشكل مجاني على كافة المواطنين الإيرانيين بعد شرائها واستيرادها من الخارج، منوهة إلى أن هذا الموضوع يجعل إيران في المرتبة الأولى عالميا من حيث ضعف وسوء الإدارة، وأكدت أن إيران هي البلد الوحيد الذي ينوي بيع لقاحات كورونا لمواطنيه.

وقالت الخبيرة الطبية وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، مينو محرز، للصحيفة أن بيع اللقاحات للأثرياء فكرة غير عملية، ولا يمكن تطبيقها لأن الأغنياء والفقراء يتواجدون في أماكن واحدة، وبالتالي فلا يمكن ضمان عدم إصابة من يتلقون لقاح كورونا، لأن هذه اللقاحات لا تعني نهاية كورونا بل هي توقف الموت وتقلل من حدة المرض.

"عصر إيرانيان": واشنطن تريد تعليق العقوبات وليس رفعها بالكامل

أشارت صحيفة "عصر إيرانيان" إلى ما ورد في قناة "برس تي في" نقلا عن مصادرها في فيينا وقولها إن "واشنطن تريد تعليق العقوبات وليس رفعها بالكامل، حتى تتمكن من العودة للاتفاق النووي واستخدام آلية الزناد".

ونوهت الصحيفة إلى أن الوفد الإيراني في محادثات فيينا يتحدث عن رفع العقوبات بشكل كامل، لكن مصادر إعلامية مطلعة قالت إن إيران وأميركا باتتا تسيران نحو اتخاذ الخطوات المتزامنة للعودة إلى الاتفاق النووي.

"ابتكار" النظام الإداري والاقتصادي للبلاد بات معيبا للغاية

أشار جوين صفاري، في مقال له بصحيفة "ابتكار" إلى التصريحات المتناقضة للمسؤولين الإيرانيين حول قضية لقاحات كورونا وما إذا كانت سيتم توزيعها بين المواطنين بشكل مجاني، وأكد أن النظام الإداري والاقتصادي للبلاد أصبح معيبا للغاية بحيث كل قرار بات يصحبه نوع من الفساد.

وذكر أن هذا الفساد قد سرى على موضوع اللقاح المستورد بحيث بات يعاني من مشكلة المحسوبية والتهريب والفساد، مشيرا إلى دول الجوار الإيراني مثل تركيا وأفغانستان بدأت توزيع اللقاحات منذ فترة، في حين لا تزال إيران تطعم يوميا 17 ألف جرعة فقط (كل جرعتين لشخص واحد)، في الوقت الذي تسجل يوميا إصابة أكثر من 25 ألف شخص.