نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم السبت 20 يوليو (تموز)، مقالا كتبه ريويل مارك غيريشت، أحد الضباط السابقين في الاستخبارات الأميركية، قال فيه إن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ومع ارتفاع حدة التوترات بين طهران وواشنطن، يسعى للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة.

وأكد غيريشت في هذا المقال على أن جميع قرارات السياسة الخارجية المهمة لإيران تتم بموافقة خامنئي، مضيفًا أن "اشمئزاز المرشد الإيراني من رؤساء الولايات المتحدة أمر عام يطال كل الرؤساء وليس رئيسًا معينًا"، لافتًا إلى أن "الإيرانيين لهم دائمًا علاقات مع البيت الأبيض بشكل سري أو علني"، وتابع أن "الأمر الأهم لخامنئي هو تقديم واشنطن تنازلات قبل البدء في أي مفاوضات".

ويرى الكاتب أنه على الرغم من التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة، فإن "الخيارات الدبلوماسية مع ترامب ما زالت مطروحة على طاولة (إيران)"، مشيرًا إلى أن خامنئي "اعتاد أن يلمح للغرب أولا".

وأوضح أن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قدم للجمهورية الإسلامية "تنازلات مهمة".

ونوه إلى أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في العام الماضي وإعادة العقوبات على إيران، دفعا خامنئي إلى العودة لحالته الطبيعية واستغلال الفرصة للطعن بالغربيين.

وأضاف أن إيران، ومن خلال زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، ورفع مستوى التخصيب، تهدف إلى ممارسة الضغط على أوروبا لتضغط بدورها على أميركا لتخفيف عقوباتها ضد إيران.

وكتب غيريشت أن التوترات الراهنة في الخليج والإجراء الأخير الذي اتخذه الحرس الثوري الإيراني بتوقيف ناقلة نفط بريطانية، كلها تأتي ضمن تصورات خامنئي لمواجهة الأوضاع.

وأكد أن "توقيف ناقلتي نفط بريطانيتين، أمس الجمعة، قد يكون بداية موسم جديد وأكثر خطورة في معركة خامنئي مع الغرب".

وبيّن المحلل السياسي أنه مع تصاعد التوترات، أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في زيارته إلى نيويورك، أن إيران مستعدة لمنح مزيد من الوصول إلى منشآتها النووية في حال إلغاء العقوبات، فيما أكد ترامب مرارًا أنه لا يحق لإيران الحصول على أسلحة نووية.

وتوقع الباحث الأميركي، فی الختام، أن "يجد علي خامنئي طرقًا جديدة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة لاختبار همة ترامب وحماسته".