أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، ووسائل إعلام إسرائيلية، أن تل أبيب هي التي كانت وراء هجوم سيبراني "دقيق" على ميناء رجائي، جنوبي إيران.

وبحسب التقرير، الذي تم نشره الاثنين 18 مايو (أيار)، نقلاً عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم، فقد أدى الهجوم إلى إرباك الأنشطة الرئيسية مثل تحميل وتفريغ السفن في الميناء، واستمر هذا الخلل لعدة أيام.

وقد أثر هذا الهجوم السيبراني على "هيمنة" أنظمة الكمبيوتر وانقطاع اتصالات الموانئ الرئيسية، وامتدت آثارها أيضًا إلى مضيق هرمز.

وفي وقت سابق من يوم 10 مايو (أيار)، نقلت وكالة أنباء "إيلنا"، عن المدير التنفيذي لمؤسسة الموانئ والبحرية الإيرانية، قوله: "وقع هجوم إلكتروني على كثير من مشغلات الموانئ في إيران، وكان مصدره أجنبيًا".

وكان محمد راستاد قد ذكر ذلك في مؤتمر صحافي، ردًا على سؤال حول سبب وقف عمليات الحاويات في ميناء شهيد رجائي.

تجدر الإشارة إلى أن يوم 10 مايو (أيار) الحالي، هو اليوم الذي أكدت فيه البحرية الإيرانية تعرض سفينة الدعم الخفيفة "كنارك" لحادث خلال "تدريبات بحرية" لعدد من السفن التابعة للقوات البحرية في الجيش الإيراني، في مياه جاسك وجابهار.

وفي هذا الحادث، قُتل 19 شخصًا، وأصيب 15 آخرون، وبعد ذلك بيوم واحد، نشر موقع "آجا" التابع للجيش الإيراني تقريرًا بالفيديو عن "خلل فني في الصاروخ، أو الحرب الإلكترونية" كسبب لإطلاق النار على السفينة الحربية كنارك".

ولا يشير أي من التقارير الأخيرة إلى وجود صلة بين الهجوم السيبراني الإسرائيلي وهذا الحادث.

وتشير هذه التقارير إلى أن الهجوم السيبراني، يوم 9 مايو (أيار) الحالي، تم بعد أن ناقش مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، خلال "اجتماع سري"، الهجمات السيبرانية التي شنتها إيران على شبكة المياه الإسرائيلية، وقد تسرب خبر هذا الاجتماع إلى وسائل إعلام إسرائيلية أيضًا.

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية آنذاك عن قرار "الانتقام" الذي تم اتخاذه، خلال الاجتماع المذكور، مضيفةً أن السلطات الإسرائيلية اعتبرت أن هجوم إيران السيبراني على شبكة المياه الإسرائيلية، يومي 24 و25 أبريل (نيسان) الماضي، حدث لا يجب أن يحدث حتى في الحروب، وقد فوجئوا بتنفيذه من قبل طهران واعتبروه هجومًا على المدنيين.

ولكن "واشنطن بوست" نقلت عن "مسؤول" رسمي "ليس ذا هوية أميركية"، قوله إن الهجوم السيبراني الإسرائيلي كان دقيقًا جدًا، "وأكبر عدة أضعاف مما اعترف به المسؤولون الإيرانيون"، إلى حد أنه- بناءً على رصد الأقمار الصناعية- كانت السفن لعدة أيام حائرة بالقرب من الميناء، وتم تشكيل طابور طويل من السفن والحاويات بسبب الخلل في مشغلات الموانئ.

إلى ذلك، لم تؤيد أو تنفي السلطات الإسرائيلية تقرير "واشنطن بوست" والأخبار المتداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

يشار إلى أنه بعد تقارير عديدة في وسائل الإعلام الغربية حول تورط إسرائيل في الخلل الذي ضرب المنشآت النووية الإيرانية على مدى العقود الماضية، بما في ذلك تسلل فيروس ستوكسنت، تعتبر هذه أيضًا إحدى الحالات القليلة للهجمات الإلكترونية المنسوبة لإسرائيل ضد منشآت داخل إيران.

وتفيد بعض التقارير والأدلة بأن العداء المستمر منذ 41 عامًا بين إيران وإسرائيل تفاقم في الآونة الأخيرة، وجرت مواجهات وعمليات داخل البلدين، بعدما كانت تحدث في أراضي دول أخرى مثل سوريا.