تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

هجوم الأهواز الإرهابي.. تعاطف العالم بالإحصاءات

 

بعد مرور ستة عشر شهرًا على الهجوم الإرهابي الذي استهدف البرلمان الإيراني وضريح آية الله الخميني، في يونيو (حزيران) عام 2017، جاءت صدمة أخرى لإيران. هذه المرة، وقع هجوم مسلح ومفاجئ آخر على عرض عسكري في الأهواز، حيث قتل 25 شخصًا، بينهم مدنيون، وجرح أكثر من 60.

"الحركة الأحوازية" تبنت المسؤولية عن العملية الإرهابية، من جهة، ومن جهة أخرى تبناها تنظيم داعش.

لقد أثبت هذا الحادث، مرة أخرى، أن ادعاء إيران بأن هذا البلد أحد ضحايا الإرهاب هو بالتأكيد صحيح. لكن هجوم الأهواز، وقبله هجوم طهران، أثبتا كذلك، أن مزاعم الجمهورية الإسلامية بأن إيران هي أكثر دول المنطقة أمنًا، ليست صحيحة؛ فقد تبين أن هناك الكثير من نقاط الضعف الأمنية، بحيث تمكن الإرهابيون بسهولة لمرتين، في يونيو (حزيران) 2017 وسبتمبر (أيلول) 2018، من تنفيذ أعمال إرهابية شنيعة.

هذا العمل الإرهابي، الذي أدانه مجلس الأمن بأشد العبارات، هل يمكن إحصاء عدد الإدانات التي تم تلقيها بشأنه من دول العالم؟

في الحقيقة، هذا السؤال مهم؛ فتعاطف دول العالم مع الأحداث المأساوية، لا سيما إذا كانت نتيجة عامل بشري، مثل الأعمال الإرهابية، يدل على وزن ومكانة ذلك البلد في المجتمع الدولي.

على سبيل المثال، في أعقاب الهجوم الإرهابي على صحيفة "شارلي إبدو" بفرنسا، في يناير (كانون الثاني) 2015، الذي أدَّى إلى مقتل 12 شخصًا، وإصابة 11 آخرين، شهدت فرنسا موجة كبيرة من التعاطف من جميع دول العالم، بما في ذلك إيران، وكذلك من شخصيات بارزة ومنظمات دولية مهمة، وما إلى ذلك.

كما شارك العشرات من زعماء العالم، من محمود عباس، إلى نتنياهو، إلى جانب الرئيس الفرنسي، تعبيرًا عن تعاطفهم، في مظاهرة في باريس، للإشارة إلى أن كل واحد من هؤلاء القادة يقف إلى جانب فرنسا.

كيف، إذن، كان التعاطف العالمي مع جمهورية إيران الإسلامية، في هذا الحادث الإرهابي؟

في هذا المقال، تمت دراسة مجموعة الدول العربية (22 دولة)، والدول الإسلامية (57 دولة). وكانت نتيجة دراسة حالة البلدان غير العربية والبلدان غير الإسلامية، بالنسبة نفسها تقريبًا.

الاهتمام بالبلدان العربية والإسلامية، يرجع إلى أن إيران واحدة من البلدان الإسلامية وأحد أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، وهي جارة لعدد من الدول العربية. كما أنه لا يخفى على أحد أن السياسة الخارجية الإيرانية، تحولت بعد الثورة الإسلامية، من الشراكة مع الغرب إلى التعاون مع الدول الإسلامية (بما في ذلك الدول العربية) والقارة الأفريقية، وحركة عدم الانحياز.

مع هذا التوضيح، يجب أن نشير إلى أنه لا منظمة الوحدة الأفريقية، ولا حركة عدم الانحياز، ولا منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا الجامعة العربية، كل هذه المؤسسات لم تتعاطف مع جمهورية إيران الإسلامية، ولا حتى ببيان من سطر واحد، في عملية الهجوم الإرهابي في الأهواز. 

هذا يعني أن هذه المؤسسات، التي تقدرها جمهورية إيران الإسلامية، وتعطيها مكانة خاصة في سياستها الخارجية، لم تبدِ أي تعاطف مع الجمهورية الإسلامية.

أما على مستوى الدول، فإن من بين 22 دولة في جامعة الدول العربية، هناك سبع دول فقط (سوريا، وعمان، والكويت، ومصر، والعراق، ولبنان، وقطر) تعاطفت مع الجمهورية الإسلامية، فيما لم تبدِ 15 دولة عربية أي تعاطف.

في سياق كهذا، يكون من المفهوم عدم تعاطف المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، واليمن، والسودان، والبحرين، فكلها دول علاقاتها مقطوعة مع إيران أصلا، لكن ما يثير الدهشة هو عدم إبداء السلطة الفلسطينية تعاطفها، وهي تعرف أن القضية الفلسطينية لها وزن كبير في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.. إن محمود عباس، الذي ذهب شخصيًا إلى باريس للتعبير عن تعاطفه مع فرنسا في حادث "شارلي إبدو"، لم يبدِ تعاطفه مع عملية الأهواز، ولو بجملة واحدة.

وعندما نذهب إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الـ57، فإننا نواجه وضعًا أسوأ، حيث إن 13 دولة مسلمة فقط (بما في ذلك 7 دول عربية تم ذكرها، بالإضافة إلى تركمانستان، وأذربيجان، وإندونيسيا، وتركيا، وباكستان، وأفغانستان)، تعاطفت مع طهران. فيما لم تبدِ 44 دولة إسلامية أي تعاطف، بما في ذلك طاجيكستان (التي لديها قواسم مشتركة كثيرة مع إيران، من ناحية الثقافة واللغة الفارسية).

كما قلنا، الوضع في البلدان غير العربية وغير الإسلامية هو نفسه تقريبًا. لكن أهمية الإحصائية المذكورة، في رفض معظم الدول العربية والإسلامية التعاطف مع طهران، تكمن في أن 40 سنة من الاستثمارات الإيرانية في الدول العربية والإسلامية، من جهة، وفي دول منظمة الوحدة الأفريقية، وحركة عدم الانحياز، من جهة أخرى، كانت غير مجدية، وذهبت في مهبّ الريح.

هذه الدول والمنظمات لم تتعاطف مع الجمهورية الإسلامية، بتعزية قصيرة، فما بالك بدعم إيران في الوقت المناسب.

محلل سياسي ودبلوماسي سابق
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More